تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويقال للرجل إذا ما تحيس وأبطأ: ما زال يتحوس .. وإبل حوس بطيئات التحرك من مرعاهن. جمل أحوس وناقة حوساء ... وحاست المرأة ذيلها إذا سحبته وامرأة حوساء الذيل: طويلة الذيل). أ. هـ. أقول: كأن العبارة ها هنا اقتربت مما في عامية الشام بالصاد (يحوص). ولكني وجدت معجماتنا الحديثة كالمنجد والوسيط تنتقي من معاني هذه الكلمة ما يبتعد بها عن المعنى الدارج في الاستعمال الجزائري، فكأنهم ظنوه معنى منقرضاً!!

فلنعد مرة أخرى إلى القدماء:

قال الفيروز آبادي صاحب المحيط:

(الحَوْس: الجوس، وسحب الذيل .. وتركت فلاناً حَوْسَ بني فلان، أي: يتخللهم ويطلب فيهم. وأنه لحوّاس غوّاس طلاّب بالليل، والخطوب الحُوّس كرُكّع: الأمور تنزل بالقوم فتغشاهم وتتخلل ديارهم. والحوساء: الناقة الكثيرة الأكل والشديدة النفس. وإبل حُوسٌ بطيئات التحرك من مرعاها .. والتحوّسُ التشجع، والتوجع للشيء، والإقامة مع إرادة السفر، وحوسى كسكرى: الإبل الكثيرة، وما زال يستحوس، أي: يتحبّس ويبطئ).

وعلى الهامش قال شارح القاموس: نصر الهوريني: (قوله: مازال يستحوس، وفي اللسان يتحوس). أ. هـ.

وقال الزمخشري في (أساس البلاغة).

(حاسوا البلد: عاثوا فيه وانتشروا للغارة).

19 - (الله غالب): يستعملونها كناية عن أنك مغلوب أمام المحتوم، وقد وردت هذه العبارة كثيراً في الكتابات الأندلسية.

20 - خابر أو غالط: تصحّ عبارات عامية جزئراية منها خابر وغالط، وخاسر، ورابح، وخاطئ. وهم يمدون الهمزة في (خاطئ) إلى ياء تخفيفاً ...

والأصل فيما جاء من باب تعب يتعب أن تكون الصفة المشبهة منه على وزن فَعِل، إلا أنه ورد على غير قياس: سالم وتافه وآسف ورابح وخاسر وغالط وخاطئ.

ولكن في (الوسيط) فهو غلطان.

وقد ورد الوسيط: (خَبِر يخبَرُ الشيءَ: من باب تعب، بمعنى: علِمَه، أما خَبَرَ يَخبُرُ: بمعنى ابتلى وامتحن وبمعنى: خبر الشيء عرف خبَره على حقيقته فهو خابرٌ وخبير.

21 - الغَشَش: الكدرِ ورد لابن منظور في (لسان العرب): (الغشُّ: نقيض النصح وهو مأخوذ من الغَشَش: المشربِ الكدِرِ، أنشد ابن الأعرابي:

ومَنهلٍ تروى به غير غشَش

أي غير كدرِ ولا قليل .... وفي حديث أمّ زرع: لا تملأ بيتنا تغشيشاً. وغشَّ صدره يغِشُّ غشَّاً: غَلّ .. ).

وكأن قوله السابق: غش صدره: غلّ، بما فيه من انتقال من المعنى المادي للغشش: الكدر، إلى الكدر المعنوي: الإحساس بالضيق في الصدر، هو الذي عنته واتجهت إليه لفظة التغشش في لهجة الجزائريين الدارجة.

وفي عامياتنا المشرقية يستعملون: الزعل، بمعنى التكدر المعنوي وضيق الصدر، ولكن الفصيح (زعِلَ يزعل زعَلا: نشِط. وزعل من المرض أو الجوع: تضور وتلوّى) إلا أن (المعجم الوسيط) يضيف: (وزعل من الشيء تألم وغضب (مولدة).

22 - الخلاص: قصدوا بها دفع المال، وجاء في المعجم الوسيط عن مجمع مصر (الخلاص: أجرة الأجير).

23 - ثَمَّ بمعنى: هناك تلتبس على بعضٍ ممن في المشرق العربي من الذين يقرؤونها مضمومة الثاء كأنها حرف العطف ثُمّ، أمّا الجزائري فيلفظها صحيحة بفتح الثاء، لأن لهجته الدارجة تلتزمها صحيحة بمعنى: هناك، كما تلتزم كلمة (زوج) بمعنى اثنين.

24 - الزنقةُ والنَّهج: المزنوق من فصيح عاميتهم وعاميتنا، بمعنى المتضايق، والزنقة عندهم: الطريق الضيق، والنهج: الطريق العريض. وفي المعجمات، كالوسيط (الزنقة: الطريق الضيق في القرية، وزنق على عياله يزنق زنقاً: ضيَّق بخلاً أو فقراً، وزنق الشيء: حصره وضيَّق عليه).

25 - نجم: نجَمَ في لهجتهم الدارجة بمعنى: قدر أو استطاع أو أظهر وأبدى.

26 - غلَّق الباب –سكَّره: غلَّق: بالتشديد، فصيحة جيدة كما يستعملونها في عاميتهم الدارجة، ففي (المعجم الوسيط): (غلَّق الأبواب: مبالغة أغلقها) وفي عاميتهم الدارجة: الباب المغلوق وهي أيضاً فصيحة من (غلَق الباب يغلقُه غلقاً: ضد فتحه، فهو مغلوق) كما في المعجم الوسيط أيضاً، ولكني وجدت أيضاً العبارة (سكَّر الباب) التي نستعملها في العاميات المشرقية مستعملة على ألسنة الجزائريين (الميزابيين) وهم سكان وادي الميزاب في جنوبي الصحراء الجزائرية، وذلك أن أجدادهم مهاجرون من الشرق من بقايا الخوارج الأباضية.

وهذا المعنى المجازي (للتسكير) وارد منذ القديم ... فأنت تقرا في المعجمات القديمة وكتب اللغة ما يوحي به أو يفضي إليه، فخذ مثلاً ما يقول ابن منظور في (لسان العرب) ( .. وسكر بصره: غَشي عليه، وفي التنزيل العزيز "لقالوا إنما سُكّرت أبصارنا" أي: حبست عن النظر، وحُيِّرت وسُدّت وسكنت عن النظر.

وسَكَرَ النهرَ يسكُره سَكراً: سدَّ فاه. وكل شقّ سُد: فقد سُكر، والسِّكر: ما سُدّ به، والسَّكر سَدّ الشقّ ومُنفجَرُ الماء، والسِّكر اسم ذلك السِّداد الذي يجعل سداً للشق ونحوه، وفي الحديث أنه قال للمستحاضَة لمَّا شكت إليه كثرة الدم: اسكُريه، أي سُدّيه بخرقة وشُدّيه بعصابة، تشبيهاً بسكر الماء) أ. هـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير