تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال: أصل "حب" من "حبذا" حَبُب أي صار حبيبًا فأدغم كغيره وألزم منع التصرف، وايلاءً "ذا" فاعلاً في إفراد وتذكير وغيرها. وليس هذا التركيب مزيلاً فعليه "حب" فتكون مع "ذا" مبتدأ خلافًا للمبرد وابن السراج ومن وافقهما، ولا أسميّه "ذا" فيكون مع "حب" فعلاً فاعله المخصوص، خلافًا لقوم وتدخل عليهما "لا" فتحصل موافقة "بئس" معنى، ويذكر بعدهما المخصوص بمعناهما مبتدأ مخبرًا عنه بهما أو خبر مبتدأ لا يظهر، ولا تعمل فيه النواسخ ولا يقدم، وقد يكون قبله أو بعده تمييز مطابق أو حال عامله "حب" وربما استغنى به أو بدليل آخر عن المخصوص. وقد تفرد حب فيجوز نقل ضمة عينها إلى فائها، وكذا كل فعل حلقي الفاء مراد به مدع أو تعجب وقد يجر فاعل "حب" بباء زائدة تشبهًا بفاعل أفعل تعجبًا.

ابن هشام (ت 761 هـ)

من العلماء الأفذاذ الذين عركوا النحو وعايشوه وجدانًا وعقلاً ومارسوه في كل منعطفاته، شيخ العربية المشرقي الذي ترامى ذكره في أرجاء كثيرة من عالم العربية ونطاقها، فالرجل قد حاول بلطافته وأدبه أن يلطف النحو ويؤدبه ويحلي جيده بالسهولة واللغة والنصوص وخير دليل على ذلك كتابه شذور الذهب الذي يقول في مقدمته:

(وبعد فهذا كتاب شرحت فيه مختصري المسمى بـ "شذور الذهب في معرفة كلام العرب" تممت به شواهده وجمعت به شوارده، ومكنت من اقتناص أوابده. قصدت فيه إلى إيضاح العبارة لا إلى إخفاء الإشارة وعمدت فيه إلى لف المباني والأقسام لا إلى نشر القواعد والأحكام. والتزمت فيه أنّي كلما مررت ببيت من شواهد الأصل ذكرت إعرابه وكلما أتيت على لفظ مستغرب أردفته بما يزيل استغرابه وكلما انهيت مسألة ختمتها بآية تتعلق بها من أي التنزيل واتبعتها بما تحتاج إليه من إعراب وتفسير وتأويل، وقصدي تدريب الطالب وتعريفه السلوك إلى أمثال هذه المطالب) (24).

وهذا نموذج من منهجه:

في شرحه لبانت سعاد يقول: في مقدمته لها:

والذي دعاني إلى هذا التأليف غرضان سنيان:

أحدهما التعرض لبركات من قيلت فيه صلى الله عليه وسلم.

الثاني: اسعاف طالب علم العربية بفوائد جليلة أوردها وقواعد عديدة أسردها (25).

قال: ولا تمسك بالعهد الذي زعمت، إلا كما يمسك الماء الغرابيل قوله: "ولا تمسك" عطف على فما تدوم وتمسك أما بضم التاء وكسر السين المشددة مضارع "مسك" بالتشديد وأما بفتحها مضارع "تمسك" والأصل تتمسك فحذفت احدى التاءين يقال مسك بالشيء وتمسك به وأمسك واستمسك بمعني واحد وقرئ (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) بضم التاء وفتح الميم بضم التاء وسكون الميم وقرئ في غير السبع بضمها.

وقال تعالى: {فقد استمسك} قيل وفي التشديد معنى التكثير وهذا وهم، وانما بغير التشديد التكثير إذا لم يكن الفعل موضوعًا عليه كما في حدث وخير ولم يكن لإفادة تعديه القاصر إلى المفعول كما في فرحته ولا التعدي لواحد إلى التعدي لاثنين، كعلمته الحساب ومثال ذلك قتلت وكسرت وحولت وطوفت.

وقوله: زعمت اما بمعني تكلفت ومصدره الزعم بالفتح والزعامة والتقدير: الذي زعمت به. كما قال تعال {وأنا به زعيم}

بن عصفور (ت969هـ)

ألف هذا الرجل كتبًا مختلفة في النحو والتصريف حاول من خلالها تبسيط الدرس النحوي وتهوين أمره على الدارسين وقد دعاه ذلك لتناول من سبقوه في آرائهم وكتبهم، وكان هناك من يتعصب لأولئك فقابلوا آراءه بالاستهجان والاستنكار وحاولوا الرد عليه وهذا أمر وارد في كل عصر لكن المهم عندنا هي تلك الآراء والمشاعر التي أبداها الرجل نحو مادة النحو ودرسها، وخير مثال له نجده في كتابه المقرب – يقول في منهجه عندما قدم له:

(فلما كان علم العربية من أجلّ العلوم قدرًا وأعظمها خطرًا إذ به تقوم للإنسان ديانته فتتم صلاته وتصح قراءته وكانت أكثر الموضوعات فيه لا تبرد غليلاً ... ولا تحصل لطالبه مأمولاً. وأنها بين مطولة قد أسرف فيها غاية الإسراف ومختصرة قد أجحف فيها غاية الإجحاف ... أثار من النجح معقود بنواصي آرائه ... أبو زكريا ... إلى وضع تأليف منزه عن الإطناب الممل والاختصار المخل، محتو على كلياته مشتمل على فصوله وغاياته، عارٍ عن إيراد الخلاف والدليل مجرد أكثره عن ذكر التوجيه والتعليل يشرف الناظر فيه على جملة العلم في أقرب زمان ويحيط بمسائله في أقرب أوان) (26)

ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[20 - 07 - 08, 03:22 ص]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير