تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كان أول من أصّل النحو - إذن - وأعمل فكره فيه أبو الأسود الدؤلي، ثم نصر بن عاصم، وعبد الرحمن بن هرمز، فوضعوا للنحو أبوابا، وأصّلوا له أصولا، وكان لأبي الأسود في ذلك فضل السبق وشرف التقدم، ثم وصل ما أصّلوه من ذلك التالون لهم، والآخذون عنهم، فكان لكل واحد منهم من الفضل بحسب ما بسط من القول، ومد من القياس، وفتق من المعاني، وأوضح من الدلائل، وبين من العلل [26] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn26).

ثانيا: رأي الباحثين المحدثين في نشأة النحو العربي:

ذهب عدد من الباحثين المحدثين إلى غموض نشأة النحو العربي، فقال بروكلمان: «يبدو أن أوائل علم اللغة العربية ستبقى دائما محوطة بالغموض والظلام» وهو يعُد ما ينسب إلى أبي الأسود وتلامذته من قبيل الأساطير [27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn27). ويقول أحمد أمين: «وتاريخ النحو في منشئه غامض كل الغموض، فإنا نرى فجأة كتابا ضخما ناضجا هو كتاب سيبويه، ولا نرى قبله ما يصح أن يكون نواة تبين ما هو سنة طبيعية من نشوء وارتقاء، وكل ما ذكروه من هذا القبيل لا يشفي غليلا» [28] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn28). ويقول حسن عون: «لا يزال الباحث في حيرة من أمر النحو العربي، ومن الظروف التي لابست نشأته ... » [29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn29).

وذهب الأستاذ إبراهيم مصطفى إلى أن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي (ت117هـ) تلميذ أبي الأسود الدؤلي هو أول من وضع أسس القواعد النحوية، وأن أبا الأسود اقتصر على نقط المصاحف، وحجته في ذلك قوله «إننا لم نجد في كتاب سيبويه ولا فيما بعده من الكتب رأيا نويا نُسب إلى أبي الأسود ولا إلى طبقتين من بعده، فنحن أمام حقيقة واضحة أُخذت من كتب النحو، وهي أن أقدم من يُنسب إليه رأي نحوي هو عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي» [30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn30).

ويذهب أكثر الباحثين المحدثين إلى أن الأسود الدؤلي هو الذي أرسى اللبنة الأولى في تاريخ النحو العربي، إلا أن معظمهم يفسر تلك اللبنة بتنقيط المصحف بنقاط الإعراب. يقول الأستاذ أحمد أمين: «ويظهر لي أن نسبة النحو إلى أبي الأسود لها أساس صحيح، وذلك أن الرواة يكادون يتفقون على أن أبا الأسود قام بعمل من هذا النمط. وهو أنه ابتكر شكل المصحف» [31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn31). ويقول حسن عون: «إن اللبنة الأولى التي أرساها أبو الأسود الدؤلي في بناء النحو العربي كانت شكله القرآن عن طريق النقط» [32] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn32).

وقال الدكتور شوقي ضيف وهو يعلق على الروايات التي تنسب وضع النحو إلى أبي الأسود وتوضح الأسباب التي دفعته إلى وضعه: «وكل ذلك من عبث الرواة الوضاعين المتزيدين، وهو عبث جاء من أن أبا الأسود نُسب إليه حقا أنه وضع العربية، فظن بعض الرواة أنه وضع النحو، وهو إنما وضع أول نقْط يحرر حركات أواخر الكلمات في القرآن الكريم» [33] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn33).

وقال الدكتور عفيف دمشقية: «الحقيقة العلمية الوحيدة التي يمكن الركون إليها في المرحلة الأولى لنشأة النحو العربي، حقيقة كون الدؤلي واضع نقط الإعراب الذي اعتبر على أساسه الواضع الأول للنحو» [34] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn34).

وقال الدكتور عبد الحميد السيد طلب: «أما ما يصدقه العقل والمنطق مما نسب إلى أبي الأسود الدؤلي فهو أنه رأى نقط المصاحف بعلامة مميزة للفاعل والمفعول والمجرور تمييزا عمليا» [35] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn35).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير