تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن النبوات والرسالات هدفها تعليم الناس، وقد قال رسول الله r : « إنما بُعثتُ معلِّما» [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn1). ولا شك في أن تعليم اللغة ليس جزءا مما يهتم الأنبياء بتعليمه للناس، ولكن ارتباط دعوة الرسل بلغات أقوامهم كان سببا في نشاط لغوي كبير، وكانت آثار هذا العامل واضحة على اللغة العربية، حتى إن علماء اللغة يقررون اليوم أن ارتباط اللغة العربية بالقرآن الكريم كان السبب الأول لانتشار اللغة العربية، وبقائها حية إلى زماننا، كما كان السبب لنشأة الدراسات حولها، وقد قال أحدهم: (لولا القرآن ما كانت عربية) [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn2).

وكانت أول سورة نزلت على رسول الله r من الوحي الإلهي سورة العلق [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn3) ، وأول كلمة فيها هي: (اقرأ)، وهذا أول خطاب إلهي وُجه إلى النبي r ، وفيه دعوة إلى القراءة والكتابة والعلم [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn4) ، فكان رسول الله r يقرأ القرآن ويتلوه على الناس، وكان إذا دخل في الإسلام رجل دفعه إلى الصحابة وقال لهم: «فقهوا أخاكم في دينه، وأقرئوه وعلموه القرآن» [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn5).

وكانت قراءة القرآن من الأمور التي حظيت بالعناية والاهتمام، فهي أساس الدعوة الجديدة، وتتمثل تلك العناية بإرسال المعلمين إلى المدن والقرى التي دخلت في الإسلام، في حياة رسول الله r مثل المدينة التي أرسل إليها مصعب بن عمير، قبل الهجرة، فكان يقرئهم القرآن [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn6). ومثل بلاد اليمن التي أرسل إليها رسول الله r معاذ بن جبل بعد فتحها يفقه أهلها ويقرئهم القرآن [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn7) ، ومثل بلاد اليمن التي أرسل إليها رسول الله r بعد دخول أهلها في الإسلام معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري لتعليمهم القرآن والفقه [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn8).

وكانت وفود القبائل والمدن العربية تقدم إلى المدينة بعد فتح مكة خاصة تعلن إسلامها وتتفقه في الدين وتتعلم القرآن، وكان أبي بن كعب أكثر الصحابة اضطلاعا بهذه المهمة في المدينة، فقد علّم القرآن وفد أهل البحرين [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn9) ، ووفد بني حنيفة [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn10) ، ووفد غامد [11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn11) . وقد مدحه النبي r بقوله: (أقرأ أمتي أبي بن كعب) [12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn12) رضي الله عنه.

ومن أوجه النشاط اللغوي في زمن النبي r العناية بأمر الكتابة العربية، فقد كانت قبل الإسلام محدودة الانتشار قليلة الاستعمال، ولكنها حظيت بعناية رسول الله r واهتمامه. فشجع على تعلمها، وقرب إليه الكتاب لكتابة القرآن وأمور الدولة الأخرى، حتى بلغ كتّابه أكثر من أربعين كاتبا [13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn13) . من أشهرهم زيد بن ثابت الأنصاري الذي اشتهر بكتابة الوحي، ورُوي عنه أنه قال: (كنت أكتب الوحي عند رسول الله r وهو يملي عليّ، فإذا فرغت قال: اقرأه، فأقرؤه، فإن كان فيه سقَط أقامه، ثم أخرج به إلى الناس) [14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn14). ونص علماء القرآن على أن القرآن كتب كله في زمن النبي r لكنه لم يجمع في مصحف واحد [15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn15).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير