تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn26).

ولم يقتصر استخدام الكتابة العربية في عصر الخلافة الراشدة على تدوين القرآن في المصاحف، وإنما كانت تستخدم في مراسلات الخليفة مع ولاة الأمصار وقادة الجيوش ودواوين الدولة وتوزيع العطاء وأمور الناس ومعاملاتهم، على نحو كان يزداد اتساعا ورسوخا على مرور السنين، حتى صار لتعليم الكتابة دور خاصة، مثل (الكتّاب) الذي كان يتعلم فيه أبناء المدينة المنورة في عصر الخلافة الراشدة أو بعده بقليل [27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn27).

إن حركة تعليم الكتابة واستخدامها يقتضيان نوعا من التحليل اللغوي الذي يؤدي إلى التفكير في أصوات اللغة ومقدار تمثيل حروف الكتابة لها، وهذا يعني التفكير في النظام الذي تقوم عليه اللغة ومحاولة اكتشافه وتوضيحه.

3 - مكافحة اللحن

إن بروز اللحن وانتشاره، ونعني به الخطأ في أداء اللغة على الوجه الصحيح، كان يقابله جهد للحد منه والقضاء عليه، وأسهم في ذلك الجهد الخلفاء والعلماء على السواء، وحفظت المصادر القديمة عددا من الروايات التي تشير إليه وتوضح طرفا منه. فمن ذلك قول أبي بكر الصديق t : ( لأن أقرأ وأُسْقِط أحب إلي من أن أقرأ وألحن) [28] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn28).

ويروي الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال: مر عمر بن الخطاب بقوم قد رموا رِشْقًا [29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn29) ، فقال بئس ما رميتم، فقالوا: يا أمير المؤمنين إنا قوم (متعلمين)، فقال عمر: والله لذنبكم في لحنكم أشد عليّ من ذنبكم في رميكم، سمعت رسول الله r يقول: رحم الله رجلا أصلح من لسانه [30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn30).

وبلغ التصدي للحن إلى درجة مواجهته بالضرب، إذ يُروى أن كاتبا لأبي موسى الأشعري كتب: إلى عمر من (أبو) موسى، فكتب إليه عمر: سلام عليك، أما بعد: فاضرب كاتبك سوطا واحدا، وأخّر عطاءه سنة [31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn31). وكان عبد الله بن عمر يضرب أولاده على اللحن ولا يضربهم على الخطأ [32] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn32). وكذلك كان ابن عباس يضرب أولاده على اللحن [33] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn33). وكان علي بن أبي طالب يضرب الحسن الحسين على اللحن [34] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn34).

ولم تقتصر مكافحة اللحن على الخطأ المحض، بل نجد أن العدول عن الأفصح لقي أيضا مواجهة، في قراءة القرآن خاصة، فقد رُوي أن عمر بن الخطاب كتب إلى عبد الله بن مسعود، بعد أن أرسله إلى الكوفة لتعليم الناس هناك قراءة القرآن فبلَغه أنه يقرئ بلغة هذيل: (أما بعد: فإن الله تعالى أنزل القرآن بلغة قريش، فإذا أتاك كتابي هذا فأقرئ الناس بلغة قريش، ولا تقرئهم بلغة هذيل) [35] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn35).

وكل ذلك يقتضي قدرا غير قليل من المعرفة اللغوية التي تميز الخطأ من الصحيح، وهذه المعرفة وإن كانت شفوية في الراجح، لكنها تعد أساسا للخطوات اللاحقة في تدوين علم العربية الذي نجد بعض ملامحه قد أخذت تتحدد في عصر الخلافة الراشدة، على نحو ما سيتضح في الفقرة الآتية.

4 - تعليم العربية

إن إنكار اللحن ومكافحته كان يستند أيضا إلى جهد في تعليم النطق الصحيح، وإن كانت تفاصيل ذلك الجهد غير معروفة اليوم، لكن الروايات التي نقلتها المصادر تبين أنه كان كبيرا وأنه كان ينبني على معرفة واضحة بخصائص النظام اللغوي للعربية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير