فمن الروايات المنقولة عن أبي بن كعب، وهو من المعلمين الأوائل لقراءة القرآن في المدينة في زمن النبي r أنه قال: (تعلموا اللحن في القرآن كما تتعلمونه) [36] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn36).
وجاء عن عبد الله بن مسعود، وهو معلم القرآن في الكوفة، أنه قال: (أعربوا القرآن فإنه عربي) [37] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn37).
ونقل عن أبي ذر أنه قال: (تعلموا العربية في القرآن كما تتعلمون حفظه) [38] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn38).
وأكبر حملة للتعريب في عصر الخلافة الراشدة جرت في خلافة عمر بن الخطاب t وأعني بالتعريب هنا أمرين: الأول تهذيب النطق العربي من اللحن، والثاني تعليم غير العربي للغة العربية [39] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn39). ويجد المتتبع لهذا الموضوع في المصادر القديمة صورا متعددة لتلك الحملة، وهي تكشف عن جوانب مهمة من تاريخ علم العربية لم يتنبه لها الباحثون المحدثون ولم يعتنوا بها.
وأهم أوجه النشاط اللغوي في خلافة عمر ما يأتي:
1 - قول عمر: (تعلموا إعراب القرآن كما تتعلمون حفظه) [40] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn40).
2- قوله: (تعلموا العربية فإنها تثبت العقل وتزيد في المروءة) [41] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn41).
3- أمر عمر بن الخطاب ألا يقرئ القرآن إلا عالم باللغة [42] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn42).
4- عن أبي عثمان النهدي قال: جاءنا كتاب عمر، وهم بأذربيجان، وكان فيه أن تعلموا العربية [43] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn43).
5- كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري أن مُرْ مَن قِبَلك بتعلم العربية [44] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn44).
6- وسئل الحسن البصري عن تعلم العربية، أو عن المصحف ينقط بالعربية، فقال للسائل: أوَما بلغك كتاب عمر بن الخطاب أن تعلموا العربية [45] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn45).
7- وسمع عمر رجلا يتكلم في الطواف بالفارسية، فأخذ بعضده وقال: ابتغ إلى العربية سبيلا [46] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn46). وعن عطاء قال: رأى عمر بن الخطاب رجلين وهما يتراطنان في الطواف، فَعَلاهما بالدِّرَّة، وقال: لا أمَّ لكما، ابتغيا إلى العربية سبيلا [47] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn47).
8- روى الدارمي عن مُوَرِّق العجلي قال: قال عمر بن الخطاب: تعلموا الفرائض واللحن والسنن كما تعلمون القرآن [48] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn48). قال أبو بكر الأنباري: وحدَّث يزيد بن هارون بهذا الحديث، فقيل له: ما اللحن؟ قال: النحو [49] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875333#_edn49).
إن هذه النصوص، ومعظمها جاءت في روايات مسندة، لا يمكن أن يغض الباحث النظر عنها، ولا بد من محاولة الكشف عن دلالتها في موضوع نشأة النحو وعلم العربية، وسوف نحاول ذلك، بعد أن نورد رواية نادرة رواها الصحابي بُرَيْدة بن الحُصَيْب الأسلمي، وهي توضح ما ورد في النصوص السابقة.
رواية بريد بن الحصيب الأسلمي:
¥