تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مثال ذلك: (وهذا يقينا من أعظم الآفات). هذه الجملة تقرأ بوجهين؛ الأول: (وهذا يَقِينَا من أعظم الآفات)، والآخر: (وهذا يقينًا من أعظم الآفات).

مثال ثانٍ: (وبعضهم يسكن حينا ولا يطيل الإقامة). وهذه الجملة تقرأ بوجهين؛ الأول: (وبعضهم يسكن حيَّنا ولا يطيل الإقامة)، والآخر: (وبعضهم يسكن حِينًا ولا يطيل الإقامة).

مثال ثالث: (فمن منا لا يقام له وزن). وهذه الجملة تقرأ بوجهين؛ الأول: (فمَنْ مِنَّا لا يقام له وزن؟)، والآخر: (فمَنَّ منًّا لا يقام له وزن).

ومثل ذلك: (حسبانا: حَسِبَانَا وحُسْبَانًا)، (آمنا: آمَنَّا وآمِنًا)، (أشجانا: أشْجَانَا وأشْجانًا)، (لونا: لَوَّنَّا ولَوْنًا) ...

3) تلتبس ألف تنوين النصب بالألف الفارقة؛

مثال ذلك: (فالتفت إلينا وقال: عفوا، وتابع كلامه). هذه الجملة تقرأ بوجهين؛ الأول: (فالتفت إلينا وقال: عفوًا، وتابع كلامه)، والثاني: (فالتفت إلينا وقال: عفُّوا، وتابع كلامه).

ومثل ذلك: (عدوا: عَدُّوا وعَدْوًا)، (سهوا: سَهَوْا وسَهْوًا)، (عضوا: عَضُّوا وعُضْوًا)، (حلوا: حَلُّوا حُلْوًا)، (كفوا: كَفُّوا وكُفْوًا) ...

4) تلتبس ألف تنوين النصب بألف الأفعال الناقصة في صيغة الماضي؛

مثل: (غدا: غَدَا وغَدًا)، (بدا: بَدَا وبُدًّا)، (خطا: خَطَا وخُطًا)، (صبا: صَبَا وصِبًا)، (عزا: عَزَا وعِزًّا)، (أسا: أَسَا وأَسًا) ...

وأمثلة غيرها كثيرة، لا مجال لاستقصائها هنا.

رَجَعَ الحديثُ إلى دعوى إسقاط تنوين النصب. أقول:

أولاً: إن هذا التنوين هو مما تَضَمَّنه نظامُ الكتابة في اللغة العربية، وقد حافظنا على هذا النظام قرونًا عديدة. ألا ترى أننا حافظنا على رسم كلمات حُذف منها حرف الألف نحو: لكن، وهذا، وذلك ... والأصل إثباتها (لاكن، وهاذا، وذالك ... )! أو حُذِف منها حرف اللام نحو: الذي، التي ... والأصل إثباتها (اللذي، اللتي ... )! وكذلك حافظنا على رسم كلمات زيد فيها حرف نحو: أولئك، أولو ... والأصل حذفها (أُلائك، أُلو ... )! فما بالنا لا نحافظ على هذا التنوين الذي سنرى أن إثباته ينفع ولا يضر، على عكس حذفه الذي يضر ولا ينفع.

ثانيًا: إن السياق وإن كان يزيل في نهاية المطاف اللَّبْس الذي يقع في بعض الكلمات، فإن القارئ يجد نفسه مضطرًّا أحيانًا كثيرة إلى إعادة قراءة الجملة مرتين (أو أكثر) ليهتديَ إلى الوجه الصحيح لشكل كلماتها، ومن ثَم قراءتها. والحكمة تقتضي ألا نُعْنِتَ القارئَ في التفكير في الوجوه المختلفة للكلمات المُلْبِسة (غير المضبوطة بالشكل) للوصول إلى مراد الكاتب ومقصوده. ولذلك نجد أن الكتّاب يلجؤون غالبًا إلى إثبات بعض الحركات التي تزيل اللبس - وإن كان السياق يدل على مرادهم - ذلك أن إثبات هذه الحركات في المواضع الملبسة يسهل على القارئ قراءة النص، ويساعده على الوصول إلى المقصود من أقرب سبيل.

خذ مثالاً على ذلك الجملةَ الآتية من كتاب "صيد الخاطر" (ص 135): ((فإن عمت نعمة علم من أهداها، وإن مر مر حلا مذاقه في فيه لمعرفته بالمبتلي))، تَرَ أن القارئ يتوقف قليلاً (أو طويلاً)، تبعًا لسرعته في المحاكمة، حتى يتبيَّن له وجه قراءتها. على حين أننا لو شكَلنا بعضَ حروفِ هذه الجملة هكذا: ((فإن عمَّتْ نعمةٌ علِم مَن أهداها، وإنْ مَرَّ مُرٌّ حلا مذاقُه في فيه لمعرفته بالمبتلي))، لاستطاع القارئ أن يفهم معناها من غير أن يحتاج إلى طويل تفكير.

ومن هذا الباب تراهم يضعون فتحةً فوق الميم للتمييز بين (مِن) و (مَن)، وفوق الثاء للتمييز بين (ثُم) و (ثَم)، وفوق الخاء للتمييز بين (خَلقية) و (خُلقية)، وفوق الراء للتمييز بين (رَجل) و (رِجل) ... وشَدةً فوق التاء للتمييز بين (كِتاب) و (كُتَّاب)، وفوق الياء للتمييز بين (والدِي) و (والدَيَّ) ... وضمةً فوق التاء المربوطة في (هذه فلانةُ) للدلالة على أنها ممنوعة من الصرف ... وغيرها وغيرها مما يصعب حصره في هذه العجالة.

ثم إن السياق لا يزيل اللبس الحاصل في تنوين النصب فحسب، بل يزيله من مواضع أخرى كهمزة الوصل والقطع، فهل يجيز لنا الأخذُ بهذه الحجَّة التخليَ عن رسم همزة القطع فوق الألف نحو: (أن)، أو تحتها نحو: (إن)، وأن نرسمهما في الحالتين هكذا: (ان)؟ وهل يجيز لنا أيضًا أن نعامل الألف الممدودة نحو: (مآل)، معاملة الألف اللينة نحو: (مال)، وأن نرسمهما في الحالتين هكذا: (مال)، وأن ندع للسياق تحديد المعنى واللفظ؟

ثالثًا: لقد تلقَّت الأمة هذا التنوين بقبول حسن، ولا تجد كتابًا مطبوعًا (فيما أعلم) إلا وقد أُثْبت فيه تنوين النصب، وصار من المألوف لدى القارئ أن تقع عينه على هذا التنوين، فإذا لم يجدْه افتقده، وتساءل عن سبب إسقاطه!

رابعًا: إن حجة تخفيف عبء تنضيد النصوص تُوهِيها الإحصائية الآتية:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=58992&stc=1&d=1218703770

تبين هذه الإحصائية أن النسبة المئوية لدوران تنوين النصب في النصوص لا تتجاوز 0.41%. أي إنه يرد أربع مرات تقريبًا في كل 1000 حرف، فما هذا العبء الذي نخفِّفه بحذف التنوين؟!

الرابط ( http://www.alukah.net/articles/1/3296.aspx)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير