ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[19 - 09 - 08, 10:43 ص]ـ
عندما علمني أبي الحروف الهجائية التي تعلمها من مدرسه باشراف الشيخ القرعاوي رحمه الله كان يقول لي:
ألف - باء - .......................... هاء - واو - لا (لام ألف) - ياء
فلا أدري هل قال أحد بهذا الحرف من قبل؟
كل حرف له رسم واسم ومسمى ....
وهذا باب طويل يحسن للطالب أن يقف عنده ..
لكن ما يهمني هنا الألف ...
من المعلوم أن الألف ساكنة تماما ..
ولا يمكن الابتداء بالساكن ..
فكيف ننطقها؟؟!
لا يمكن النطق بها، إلا إذا جيء بحرف متحرك قبلها.
فاختاروا اللام.
ما السبب في اختيار اللام؟!!
قالوا:
أل في مثل المدرسة ... جيء بالألف هنا للتوصل للنطق باللام الساكنة ..
فلما احتاجت الألف لحرف قبلها ليُتمكن من النطق بها هبت اللام لرد الدين:)
ولذا قال الطيبي رحمه الله تعالى:
فلفظها مفردة ممتنع ** ولم تكن في الابتداء تقع
إذ تلزم السكون والفتح لما ** تليه، فاحتاجت لحرف قدما
فاختيرت اللام وقالوا لام الف ** أي لفظها بهذه اللام عرف
إذ قد توصلوا للامٍ سكنت ** أي لامِ "أل" بألف تحركت
أي همزة، فعكسوا ذا في الألف ** معْ أن لا له معنىً أُلفْ
فمن يكن عن ألف قد سئلا ** بأن يبين لفظها يقول: لا.
بعض العلماء كابن جني وإن جعل رسمه: لا. لكنه خطأ النطق به لام ألف وقال بل يلفظ: "لا" كما في بيت الطيبي رحمه الله.
واعتُرض عليه بقول أبي النجم:
أقبلتُ من عند زياد كالخَرِفْ ... تخط رجلاي بخط مختلفْ
تُكتِّبان في الطريق لامَ الفْ
وأجاب عن ذلك بأن أبا النجم لعله تلقى ذلك من أفواه العامة.
أي النطق بلام ألف، وإنما الصواب عنده النطق بـ "لا"، حيث قال:
"وقد يمكن أنه أراد بقوله لام ألف شكل " لا "، فإنه تلقاه من أفواه العامة، لأن الخط ليس له تعلق بالعرب ولا عنهم يؤخذ. وقول من لا خبرة له بحروف المعجم كالمعلمين لام ألف خطأ، وصواب النطق به لا، فإنه اسم الألف اللينة التي تكون قبل الياء في آخر حروف المعجم، وليس الغرض بيان كيفية تركيب الحروف بل سرد أسماء الحروف البسائط " نقلا عن خزانة الأدب وهمع الهوامع
والقول بأنه تلقاه من العامة قول ضعيف جدا، إذ كيف ينسب لعربي فصيح أنه تلقاه من العامة، ولو تلقاه من العامة فإن العامة إنما تلقوه عن المعلمين الذين تتابعوا على مثل ذلك وأجمعوا عليه، فكيف يقال عنه إنه خطأ، والأمر لا يعدو مجرد تسمية كما قاله الصفاقسي. وقول ابن جني أن الخط ليس له تعلق بالفصاحة مردود بما ذكره ابن الدماميني في شرح المغني بأن ما صدر عن أبي النجم لفظ لا خط.
وبعض أهل الأدب لا يرى في بيت أبي النجم دلالة على المقصود إذ مراده بلام ألف حروف الهجاء من غير تحديد حرف أو المراد اللام بعينها والألف بعينها ..
وراجع خزانة الأدب وتنبيه الغافلين ومغني اللبيب وهمع الهوامع ..
ويتبين مما سبق أن الرسم هكذا: لا. ولا إشكال فيه بين أهل العلم ...
لكن كيف تُلفظ؟ لفظان تنوزع في صحة أحدهما.
والذي يظهر لي أن القول بأن اللام جيء بها للنطق بالألف، لكون الألف جيء بها للتوصل بلام التعريف. مبني على القول بأن المعرّف هو اللام فقط، أما إذا قيل بأن المعرف هو الألف واللام فذا التعليل لا يستقيم ..
وعموما فقد تلقى الكثير من أهل العلم هذا اللفظ والرسم بهذه الطريقة، وهو اصطلاح وتسمية لا أكثر، أما التعليل فشيء آخر ..
وفق الله الجميع ..
كتابة مختصرة سريعة حول الموضوع فاعذروني إن جاءت على عجل .. لعل فيها غناء وخيرا ..