[قصيدة جميلة عن شهر رمضان المبارك للشاعر الفلسطيني ابو صهيب]
ـ[الأفغاني السلفي]ــــــــ[02 - 09 - 08, 02:13 ص]ـ
"شهر رمضان"
ابو صهيب فلسطين الضفة الغربية
سمَّاهُ ربي به القران اوصانا = لم تلق شهرا اتى بالاسم قرانا
يا طالب الخير هذا الشهر موسمه = بادر لمغفرة في شهر مولانا
سوقٌ تجارتها في الله مربحها = ان فاتك الربح فاعلم كنت خسرانا
هَيّا فسارع لاجر فيه مُغْتنِماً = مواسمَ الخيرِ لا نلقاك حيرانا
فيه التراويح قُمْها الشهرَ مُحْتسباً = يغفرْ ذنوبك ربي كان رحمانا
وليلة ُالقدرِ زادت قَدْرَهُ كرماً = طوبى لمن قامها شُكرا وايمانا
تعسا وبؤسا الى من كان يحضرهُ = قال الرسول اذا لم يَحْظ َغفرانا
هي الحياة كَبَرْقٍ ثم نفقدهُ = فانْ قَضى العمرُ لا كُنّا ولا كانا
بادِرْ بصومك لا تدري أتدركُهُ = بَقيَّة العُمْرِ أم نلقاك جُثمانا
منافع الصوم لا تُحْصى لكثرتها = لو استجبنا لأمر الله احيانا
كيف الصيانة للالات نحفظها = شهر الصيام من الامراض قد صانا
يُضاعَفُ الاجرُ في شهر الصيام اذا = ما صامه المرءاخلاصا واحسانا
يوم القيامة للصُّوام تكْرِمة ٌ = هيا ادخلوا الباب للجنات رَيَّانا
من لازم الصوم تقوى الله عَلَّمَهُ = من غير تقوى يَخِفُّ المرء ميزانا
صام الكثير عن الحلال واعَجَباً = اما الحرام به تلقاه غرقانا
في الخير عَجِّلْ ولا تعجلْ لمعصيةٍ = دعْ عنْك عاجلة ًواعملْ لأخرانا
فَأعْقَلُ الناس من لله ممتثلٌ = اما العَصِيُّ فاغبى الخلق انسانا
الصوم مدرسة قَلَّتْ نظائرها = قد خَرَّجَتْ سالفَ الازمان فرسانا
مالي ارى اليوم طلابا بها درسوا = شتان اخلاقهم والله شتانا
العيب فينا اقمنا الصوم مَظْهَرَهُ = فكان جسما بلا روح فأقصانا
يُعُلِّمُ الصومُ أنَّ الله يَرْقُبُنا = وَإنْ نسينا فليس الله ينسانا
الصوم صبرونحن اليوم نفقده = اذا غضبنا فعلنا الشر الوانا
الصوم عطف فاين اليوم رحمتنا = اين الشعور بجار بات جَوْعانا
الصوم تقوى فاين اليوم خشيتنا = فينا العصاة وتلقى الرأسَ خَوََّانا
الصوم حب فحب اليوم مصلحة = فينا التفرق والبغضاء تغشانا
انظر لألسنةٍ تهذي وما خشيت = نَمَّتْ وَذَمَّتْ وخيرالناس من لانا
الصوم عند خيار الناس أُمنية ٌ = واليوم هَمٌّ اذا ما جاء أذْوانا
شهرٌ عظيمٌ ولم نَحْفِلْ بِحُرْمتهِ = ضيفٌ كريمٌ أيُجْزى الضيفُ نقصانا
نقضيهِ نوماً وكلُّ الليلِ نَسْهَرُهُ = نقضيه رقصا وانغاما والحانا
اما الخيار فَبَيْتُ الله مُعْتَكَفٌ = أحيوهُ ذكراً وتسبيحا وقرانا
صوم الخيار جهاد النفس غايتهم = وطاعة الله تبقى الدهر عنوانا
أي الفريقين اهدى عند خالقهم = من رام آخرة ًام رام دنيانا
من كان لله نصر الله يكسبه = ومن رجا النصر من اعدائه هانا
يا تارك الصوم اهل العلم قد حكموا = من الكبائر فاق المرء سكرانا
الريح صامت بمعنى انها سكنت = فلتسكن النفس أنْ ترتاد عصيانا
وليسكن القلب عن غل وعن حسد = وَجَنِّبْ العين عن إثم ٍوآذانا
كل الجوارح فلتسكن اذا رغبت = صوما يُقَرِبُ للرحمن مُزْدانا
الصوم سر واخلاص لخالقنا = هو الدليل اذا ما شئت برهانا
شَهْرُ الْمَكَارِمِ لا تُحْصَى مَنَاقِبُهُ = جَلَّتْ عَنِ الْحَصْرِ تَعْدَادَاً وَتِبْيَانَا
فِيهِ الْجِنَانُ تَفَتَّحَتْ مُزَيَّنَةً = وَالْنَّارُ قَدْ أُغْلِقَتْ عَفْواً وَغُفْرَانَا
وَالْجِنُّ صَفَّدَهُمْ رَبِّي وَقَيَّدَهُمْ = بُشْرَى لِعَبْدٍ عَصَى نَفْساً وَشَيْطَانَا
فِي شَهْرِنَا كُتُبُ الْسَّمَاءِ قَدْ نَزَلَتْ = ضَمَّتْ زَبُورَاً وَإِنْجِيلاً وَقُرْآنَا
تَوْرَاةُ مُوسَى وَإِبْرَاهِيم فِي صُحُفٍ = لِلنَّاسِ قَدْ أُنْزِلَتْ نُوراً وَبُرْهَانَا
شَهْرُ الْفَضَائِلِ وَالأَخْلاقِ قَاطِبَةً = مَا صَامَهُ أَبَدَاً مَنْ قَالَ بُهْتَانا
لا يُقْبَلُ الصَّوْمُ مِمَّنْ عاب إِخْوَتَهُ = او حارب الدين او قد خان اوطانا
وَلَيْسَ يُقْبَلُ مِنْ عَاصٍ لِخَالِقِهِ = قَدْ صَاحَبَ الزُّورَ إِصْرَاراً وَطُغْيَانَا
مَنْ تَابَ حَقَّا إِلى الغَفَّارِ فِي نَدَمٍ = يَتُبْ عَلَيْهِ ويلقَ الله فرحانا
فَجَاهِدِ النَّفْسَ واحْبِسْ كُلَّ جَارِحَةٍ = عَنِ الحَرَامِ يُجِرْكَ اللهُ نِيرَانَا
فَرُبَّ صَائِمِ شَهْرِهِ وَقَائِمِهِ = يَأْتِي الحِسَابَ ذَلِيلاً ثُمَّ ظَمْآنَا
وَرُبَّ كَاسِيَةٍ فِي النَّارِ عَارِيَةٌ = لا يُكْرِمُ اللهُ أَجْسَامَاً وَأَلْوَانَا
لا خَيْرَ فِي عَمَلٍ قَدْ طَابَ مَظْهَرُهُ = إِنْ كَانَ صَاحِبُهُ ذِئْبَاً وَثُعْبَانَا
يَا شَهْرَ بَدْرٍ حَبَاكَ اللهُ مَفْخَرَةً = حَطَّمْتَ لِلْكُفْرِ أَصْنَامَاً وَأَرْكَانَا
مَا خَاضَ فِيكَ رِجَالُ اللهِ مَعْرَكَةً = إِلاَّ عَلا الحَقُّ والإِسْلامُ قَدْ بَانَا
يَا أُمَّةً خسرت دنيا وآخرةً = هَلاَّ اعْتَبَرْتُمْ أَلَيْسَ الْوَقْتُ قَدْ حَانَا
أُفِّ لِقَوْمٍ رَضُوا ذُلاَّ لأَنْفُسِهِمْ = وَبَدَّلُوا النَّصْرَ أَطْمَاعَاً وَخُذْلانَا
هَيّا اجْعلوا الشهرَ صلحاً بَدْء توبتنا = عَلَّ الكريمُ اذا هُدْنا تَلَقّانا