تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إنّ العروبة بالإسلام عزتها ... لحمد خليفة بوشهاب_رحمه الله تعالى

ـ[الأفغاني السلفي]ــــــــ[02 - 09 - 08, 02:30 ص]ـ

قبل الرسالة قل لي من هم العربُ؟ = وأي مجد بَنَتْ أم لهم وأبُ؟

تعال فاستقرئ التاريخ أمثلة = تر الحقائق فيما تحمل الكتبُ

كان التفاخر بالأنساب رائدهم =في كل ناد فماذا حقق النسبُ؟

هل استطاعوا به توحيد أمتهم؟ = كلا ففاقد أمر الشيء لا يهبُ

أبناء لخم لكسرى الفرس تابعة =وآل جفنة بالرومان تعتصبُ

وذو النباهة فيهم من له وثن =إليه يجأر بالشكوى وينتحبُ

واشرف القوم من وأد البنات له =يعد فخرا ومن يقتات ما نهبوا

وما البسوس وما جرته من فتن =إلا دليل بأن الفكر مضطربُ

نعم وإلا فما مقدار ناقتها = حتى عليها دم الحيين ينسكبُ

وكان أول قتلى القوم سيدهم = كليب: ثم توالت بعده النوبُ

فأربعون من الأعوام إن خمدت = نار الحروب فنار الحقد تلتهبُ

إن كنت في مرية من أمر سيرتهم =فابحث عن الصدق في أخبار من ذهبوا

سل داحسا والغبيرا عن رهانهما =وكيف عبس وذبيان به نكبوا

خمسون عاما ونار الحرب ما فتئت = تصلى الفريقين لم يخمد لها لهبُ

وسل بين قيلة عن داء باقعة = فيها تحكمت الهندية القضبُ

وعن بعاث ومالاقوه من محن = فيه تمخض عنه الحقد والغضبُ

فراح يحصد بعض بعضهم سفهاً =وما أفادتهم القربى ولا الحسبُ

هذا مثال من التاريخ أنقله = كما روته لنا الأخبار والكتبُ

ولو أردنا له حصراً لأعجزنا =فهم على مثل هذا الحال قد دأبوا

لكن من يتولانا ... برحمته =لم يترك الحال فوضى سعيها شعبُ

وإنما الله بالإسلام نظمها = شريعة همها الإصلاح لا السلبُ

فطوفت في رحاب الأرض حاملة =إلى البرية منهاجا بما يجبُ

تاريخهم من رسول الله مبدؤه = وما عداه فزيف كله كذبُ

فقد أطل على الدنيا ببعثته = وليس فيها لأمر صالح سببُ

فوحد الله بالإسلام فرقتهم =على يديه وفي توحيدها العجبُ

وإذ بتلك البطولات التي جنحوا =بها إلى الشر نحو الخير تنقلبُ

فلا ترى صفحة بالعدل مشرقة =إلا وجدت بأيديهم لها كتبوا

ولا روت كتب التاريخ مكرمة ً =إلا وفيها بسهم الفوز قد ضربوا

مكارم سيظل الدهر يذكرها =بالفخر ما شيد في بيدائنا طنبُ

سل عابد النار هل أغنت عبادتها =عن عرشه حين جاء الجحفل اللّجبُ

وهل حمى تاجه الإيوان حين أتى =سعدٌ ومن خلف سعدٌ قادة نُجبُ

كتائب بتعاليم الهدى انطلقت = لنشرها حيث ساد الشك والريبُ

فما دعوا لولاة الفُرس ذاكرة =عن المجوسية الرعناء إذ وثبوا

والشام حيث غزوها فرّ قيصرها =وفر من خلفه الرومان والعربُ

وحينما نزل الإسلام ساحتهم =لاذت دمشق به واستسلمت حلبُ

أتوا إلى القدس باسم الله فانتصروا = ولو أتوا باسم قحطان لما غلبوا

حقائق لذوي الألباب أذكرها = كما توالت بذكراها لنا الحقبُ

أتى الكنانة عمرو وهي كافرة =وللطواغيت في أرجائها نُصبُ

فراح يدعو لدين الله متبعا =نهج الرسول وفي منهاجه الأربُ

فآمنت مصر بالإسلام وانتظمت = في عقده وتبنت كل ما يجبُ

وبعد مصر مضى ركب الهدى قدما = بكل ندب إلى العلياء ينتدبُ

مضوا من النيل غربا يحملون إلى =تلك البقاع ضياء دونه الشهبُ

فبارك الله مسعاهم ومكنهم =من كل طاغية للظلم يرتكبُ

فحكّموا العدل فيهم حينما حكموا =والناس لا شك نحو العدل تنجذبُ

ومقتضى الدين إعلاء لمبدئه = فكان من أمرهم ما كان وانتدبوا

منهم رجالا أقاموا صرح مملكة =يشدو بأمجادها التاريخ والأدبُ

حتى تذكر ناسيهم أبا لهبٍ =عروبة فأضاعوا الملك وانسحبوا

فليت طارق لم يبرح حليلته =وليت من معه في الفلك ما ركبوا

ولا غزوا في سبيل الله أندلساً = ولا فدوا حين عز المال والطلبُ

وليت صقر قريش ظل مختبئاً = يلهو به الهم أو يلهو به الطربُ

فلو أعيدت لهم أرواحهم ورأوا = ماتوا من الغم مما يفعل العقبُ

لعل من قرأ التاريخ يخبرنا =ففي مقالة أم لابنها عجبُ

رأته يبكي فقالت إبك مملكة =أضعتها وعليها اليوم تنتحبُ

يا شعر قف بي أقارن جاهليتهم =قبل الهدى ثم ماذا بالهدى كسبوا

وجاهلية أقوام تعيش على = سبعين نهجا وللإسلام تنتسبُ

كان الألى رغم ما في الجهل من نكد = لا يصبرون على ضيم إذا سلبوا

وهم اليوم لا شيء يحركهم =حتى ولو مرغوا في الوحل واختضبوا

موزعون بأمريكا لها عرب =من العبيد وروسيا لها عربُ

منافقون ولكن من سيردعهم =وأكثر القوم من صهبائه شربوا

بالأمس سيقت إلى الإعدام أندلس = قسرا ونفذ فيها الحكم مغتصبُ

واليوم يذبح أهل العجل قدسكُمُ = ويستبيحون ما شاءوا متى رغبوا

ولو يهب أبو جهل لنجدتكم =ألا ترون أبا جهل هو السببُ؟

يا شعر قف بعد أن طوفتَ بي حُقبا =قف حيث أنت فقد أضناني التعبُ

وما وجدت بغير الدين معركة = للعُرْب فيها على أعدائها الغلبُ

إنّ العروبة بالإسلام عزتها =فإن تولت فلا عز ٌ ولا عربُ

ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[02 - 09 - 08, 03:01 ص]ـ

ما شاء الله

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير