وهكذا، فالعربية الفصيحة المشتركة بين بلداننا لا مكان لها هنا بتاتاً ولا تشكّل حقاً لغوياً لأي فرد. وسيكون إعلان اليونسكو هذا ورقة ضغط إضافية بيد الدول الكبرى التي تسعى إلى إلغاء أية وسيلة تفاهم مشتركة بين بلداننا قد تشكّل أساساً لاتحاد عربي من أي نوع، طبقاً لبعض المشاركين في المؤتمر (أما نحن فلا نرى ضرورة وجود لغة مشتركة لقيام اتحاد بين الدول، فقد يقوم على أسس غير لغوية، كما هو الحال في الاتحاد الأوربي الذي يستخدم برلمانه في ستراسبورغ 9 لغات أوربية وتستنفد نفقات الترجمة حوالي 5% من ميزانية الاتحاد). ومن ناحية أخرى، فقد اتُخِذ عدد من الإجراءات العملية مثل إلغاء تدريس اللغة العربية في بعض الجامعات الأمريكية والاستعاضة عنها باللهجات العربية مثل الشامية والمصرية والمغربية والعراقية، إلخ. وكان امتحان البكالوريا الثانوية في فرنسا يسمح للطالب باختيار لغة ثانية كالإنجليزية والألمانية والإسبانية والعربية. وابتداءً من سنة 1995، لم تعد العربية من بين هذه اللغات واستُعيض عنها بعدد من اللهجات العربية. وظل عرب 48 في إسرائيل، من مسيحيين ومسلمين، يحرصون على تعليم العربية في مدارسهم لتكون وسيلة للتعبير عن هويتهم وانتمائهم لشعبهم الفلسطيني العربي، ولكن إسرائيل اتّبعت سياسات إهمال اللغة العربية وتهميشها في الحيز المدرسي وتهجينها بالمصطلحات والتعبيرات العبرية والإنجليزية، كما أوضحت الباحثة الأستاذة جنان عبده المشاركة في المؤتمر من حيفا.
انقراض الحضارة أم انقراض اللغة؟
بعد أن سعدتُ بالعودة من المؤتمر إلى مقر إقامتي في شاطئ الهرهورة في المغرب، خرجتُ صباح اليوم التالي لأتمشّى مع جاري المفكّر الدكتور عبد الكبير الخطيبي. اغتنمتُ الفرصة لأستطلع رأيه في الموضوع، فسألته: هل ترى أن اللغة العربية ستنقرض؟ أجابني: هذا خطأ؛ مَن قال بذلك؟ ثم واصل كلامه قائلاً: إن الحضارة العربية الإسلامية برمّتها تسير حثيثاً نحو هاوية الاندثار، بكل ما فيها من طرائق التفكير والتعبير. وقد ناقش هذا الموضوع جماعة من الزملاء التقوا في منزلي، الأسبوع الماضي، بمناسبة زيارة الشاعر أدونيس لمعرض الكتاب في الدار البيضاء، وقد أجمعوا على ذلك الرأي.
وعندما بدت أمارات الخيبة على وجهي، استخدم الدكتور الخطيبي، التشبية والاستعارة، ربما ليساعدني على الفهم، فقال: أنا أقول لك إن الرجل ميّت، وأنتَ تقول لي إن لسانه لا يتحرّك.
خاتمة:
حاولتُ أن أنقل ما دار في المؤتمر، بأمانة ولكن بإيجاز شديد؛ وأن لا أبدي وجهة نظري إلا لماما، لكي أترك للقارئ الكريم تكوين الرأي في الوضع اللغوي، ونتائجه، وما الذي ينبغي فعله.
رابط للموضوع:
http://www.voltairenet.org/article145997.html
وأيضا في ملتقى أهل التفسير
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=60817#post60817
أطرح الموضوع هنا للرد أو التأييد لما جاء في هذا المؤتمر, فأرجو المشاركة من الجميع خاصة حماة اللغة العربية من الباحثين الجادين في اللغة العربية وعلومها
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[13 - 09 - 08, 04:11 ص]ـ
يقول مصطفى صادق الرافعي عن اللغة العربية:
..... فهي بنيت على أصل سحري يجعل شبابها خالدا فلا تهزم ولاتموت لأنها أعدت من الأزل فلكا دائراً للنيرين العظيمين كتاب الله وسنة رسول الله."
ـ[محمد محمود فراج]ــــــــ[01 - 10 - 08, 01:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[مؤيد السعدي]ــــــــ[01 - 10 - 08, 02:26 ص]ـ
تلك أمانيهم
رغمت أنوف بني علمان ودعاة التغريب! اللغة العربية لن تموت قبل نزول عيسى المسيح عليه السلام
لكن يجب أن لا نركن لذلك
فاللغة العربية تسير نحو الموت وتحتضر فلا يعرف موت اللغة بعدد كتبها ولا بعدد الناطقين بها
بل يعرف بعجز الأمة عن نقلها للأطفال
ونحن عجزنا عن نقلها للأطفال حتى غدت اللغة العربية مجمدة غير محكية وفي بعض البلاد لا محكية ولا مكتوبة
لكن "إلا تنصروه فقد نصره الله"
و"إلا تنفروا يستبدل قوما غيركم"
مثلا لماذا يوجد حصص استماع للغة الإنجليزية يستمعون فيها تسجيلا للنطق السليم ولا يوجد حصص استماع يستمع فيها الطفل لتسجيل للنطق العربي السليم (لقارئ من حفظة القرآن) فتكون حصيلة الطفل من سماع اللغة العربية هي مذيع لبناني على قناة فضائية.
فكما نعلم الساعة تقوم على شرار الناس حيث يكون هناك قوم يعرفون لا إله إلا الله ولا يعرفون معناها
وأن القرآن يرفع من الأرض في آخر الزمان
ـ[حذيفة الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 08, 09:43 م]ـ
لن تندثر اللغة العربية من قلوب العرب والمسلمين بإذن الله، وأنا أقول لهؤلاء الذين يتباكون ويرثون لغتنا في المؤتمرات، كفاكم بكاءً واستثمروا جلساتكم تلك بحلول جذرية لهذا الخطر. والفكرة الأولى التي نقدمها لهم هي الاهتمام بالقرآن الكريم وعلومه، وتربية الناشئ المسلم على أوامر ونواهيه ولغته، ولذلك فلن ينهض بلغتنا قومي ولا علماني، واللهم نسألك السلامة.
¥