لماذا لا تجزمُ إذا؟
ـ[حذيفة الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 08, 08:53 ص]ـ
من المعروف أن إذا تتضمن معنى الشرط. فلماذا لا تجزم ما بعدها، أو يكون في محل جزم على أقل تقدير؟
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[02 - 10 - 08, 10:54 م]ـ
إذا أداة شرط ظرفيّة غير جازمة، ولا تعمل الجزم إلا في ضرورة شعرية، أي إن القاعدة هي عدم عملِ الجزم، والاستثناء هو العكس، فتكون جازمةً لتضمُّنِها مَعْنى إنْ الجازمة، وقد زادها بعض النّحاة مع حروف الشرط الجازمة، ولكن في الضرورة الشعرية فقط، ولا يطّرد، نحو قول عبد القيس بن خفاف (وقيل: هو لحارثةَ بنِ بدرٍ):
اِسْتَغْنِ ما أغْناكَ رَبُّكَ بِالغِنى \\// وإذا تُصِبْكَ خَصاصةٌ فَتَجَمَّلِ
هذا ما ذكره النحاة، وتعرب هنا في البيت أداة شرط جازمةً لتضمّنها معنى إن وعملها
ـ[حذيفة الفلسطيني]ــــــــ[03 - 10 - 08, 05:21 م]ـ
بوركت أخي محمد الاسلام، ولكن ما الذي منعها من العمل؟ وبماذا تختلف عن باقي أدوات الشرط الجازمة؟
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[03 - 10 - 08, 09:07 م]ـ
قال الرضي في شرحه للكافيه
لما كان (إذا) موضوعا للأمر المقطوع بوجوه، في اعتقاد المتكلم، في المستقبل، لم يكن للمفروض وجوده، لتنافي القطع والفرض في الظاهر، فلم يكن فيه معنى (ان) الشرطية، لأن الشرط، كما بينا، هو المفروض وجوده
لكنه لما كان ينكشف لنا الحال كثيرا في الأمور التي نتوقعها قاطعين بوقوعها، على خلاف ما نتوقعه، جوزوا تضمين (إذا) معنى (إن)
وقال
واما (إذا)، فلما كان حدثه الواقع فيه مقطوعا به في أصل الوضع لم يرسخ فيه معنى (ان) الدالة على الفرض، بل صار عارضا على شرف الزوال، فلهذا لم يجزم إلا في الشعر
وقال في موضع اخر
والأصل في استعمال (إذا)، أن تكون لزمان من أزمنة المستقبل مختص من بينها بوقوع حدث فيه مقطوع به، والدليل عليه: استعمال (إذا)، في الأغلب الأكثر في
هذا المعنى، نحو: إذا طلعت الشمس، وقوله تعالى: (إذا الشمس كورت)، ولهذا كثر في الكتاب العزيز استعماله، لقطع علام الغيوب سبحانه بالأمور المتوقعة، وكلمة الشرط: ما يطلب جملتين يلزم من وجود مضمون أولاهما فرضا حصول مضمون الثانية
والخلاصه مما سبق اخي
ان الشرط يكون للمفروض اي للامر المتوقع ما يفرض فرضا ممكن ان يحصل وان لايحصل غير جازما به فلا يتحقق المشروط الابوقوع الشرط
اما اذا فالاصل فيها ان يكون حدثها مقطوع به (ولهذا كثر استعمالها في كتاب الله لقطع الله تبارك وتعالى بحدوث ما اخبر عنه) اي حدوثه لازم في ذهن المتكلم لهذا لم تجزم للتعارض بين الامر المفروض والامر المقطوع اي قطعي الحدوث
هذا والله اعلم
ـ[حذيفة الفلسطيني]ــــــــ[05 - 10 - 08, 01:51 م]ـ
أخي محمد الاسلام، جزاك الله عني وعن الإسلام خير الجزاء، فقد أذهبت عني إشكالا طالما حيّرني، فبوركت على جهدك مرة أخرى وبورك إمامنا الرضي على علمه وتبصّره. والسلام