تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مِن رَوائِع خطب المُناقشةِ

ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[17 - 10 - 08, 07:04 م]ـ

مِن رَوائِع خطب المُناقشةِ

خطبة المناقشة، فن نثري جديد من فنون القول بدأ هذا الفن مع نشأة التعليم الجامعي الأكاديمي،ويختص بالدراسات العليا في مرحلتي الماجستير والدكتوراه

فالباحث المتقدم برسالته سواء الماجستير أو الدكتوراه فور اعتماد موعد المناقشة يطلب منه إعداد كلمة يبتدئ بها أمام المناقشين والحاضرين للمناقشة،يعرض فيها موضوعه وأسباب اختياره له، والصعوبات التي واجهته والدراسات السابقة في هذا المجال،ثم يعرض للمنهج المتبع في رسالته وينتقل إلى الأبواب والفصول التي عرض لها وقسم رسالته على أساسها، وكيف تعامل مع مادة رسالته .....

وينهي ذلك بتوجيه الشكر لمن رأى منهم العون والمساعدة العلمية.

على ألا يستغرق ذلك كما يتعارف عليه الآن عشر دقائق، ثم تبدأ وقائع المناقشة، وتنتهي برفع الجلسة للنطق بالدرجة.

ومن روائع الخطب تلك الخطبة التي سمعتها أخيرا في كلية دار العلوم أثناء مناقشة رسالة الدكتوراه التي تقدم بها الباحث محمد زكي عبد الدايم الذي أجاد في إعداد خطبته وفاق في إلقائها تما التفوق

هذا هو نص خطبته:

خطبة المناقشة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله على سيدنا محمد، النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعد: فإن الله جل وعلا، اختص من خلقه من أحب فهداهم للإيمان، ثم اختص من سائر المؤمنين من أحب، فتفضل عليهم فعلمهم الكتاب والحكمة وفقههم في الدين، وعلمهم التأويل وفضلهم على سائر المؤمنين، وذلك في كل زمان وأوان.

فلله درهم، وعليه شكرهم، ولم لا وهم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم حقًّا،ونواب شرعه صدقًا، حشرنا الله في زمرتهم،وأماتنا على حبهم وسيرتهم.

العالمُ الفاضل الأستاذ الدكتور أحمد يوسف سليمان حفظه الله!

السادةُ العلماء الأفاضل المناقشون!

أيها الحفل الكريم!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أستميحكم في عشرِ دقائقَ _لا غيرَ _من وقتكم:

[نقل أبو يوسفَ عن أبي حنيفة _ رحمهما الله! _ والقصةُ ذكرها الذهبي في السير _ قال: قدمت المدينة، فأتيت أبا الزناد، ورأيت ربيعة فإذا الناس على ربيعةَ، وأبو الزناد أفقه الرجلين، فقلت له: أنت أفقه أهل بلدك، والعمل على ربيعة؟ فقال: ويحك،،كفٌّ من حظ خير من جراب من علم!!

وقال الشافعي رحمه الله: الفقه لليث، والحظوة لمالك.

وإنما قدمت بهذين الخبرين لأن الخناصر قد عُقدت على معرفة الأئمة المشاهير من أصحاب كتب السنة المتقدمين من أمثال البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبي داود وغيرهم، ولكن ... كم في الزوايا من خبايا، وكم في الرجال من بقايا، وكم ترك الأول للآخر! قال خطيب أهل السنة ابنُ قتيبة الدِّينَوَرِيُّ رحمه الله:

" ولا نعلمه تبارك وتعالى خص بالعلم قومًا دون قوم، ولا وقفه على زمن دون زمن، بل جعله مشتركًا مقسومًا بين عباده، يفتح للآخر منه ما أغلقه عن الأول، وينبه المقلَّ منه على ما أغفل المكثر، ويحييه بمتأخر يتعقب قول متقدم، وتالٍ يعترض على ماض ... " انتهى كلامه رحمه الله.

وأنا لست بهذا أنتقص مشهورًا أو إمامًا ثبتت إمامته، حاشا وكلا،ولكنها محاولة للإنصاف، وإشارةٌ أيضًا لتبيان بعض أسباب اختيار موضوع أطروحتي لنيل درجة الدكتوراه:

" الأحاديث الفقهية الزوائد على الكتب التسعة " (تحقيقًا حديثيًّا، ودراسة فقهية)

وقد كانت خطة البحث في هذا الموضوع حسب الخطوات التالية:

* قدمت بمقدمة فيها بيانُ علاقةِ فروعِ الشريعةِ الغرّاء بعضها ببعض، وتحديدُ الموضوع، ومقدار البحث، و أسبابُ اختياره، وأهميته، وخطة العمل فيه، والمنهج الذي أسير عليه، إلى غير ذلك مما تكون المقدمات منوطة به. ثم:

: في زوائد الحديث النبوي: تأصيلاً، وتصنيفًا،، وفيه أربعة مباحث: المبحث الأول: تعريف " علم الزوائد " والمقصودُ به.

المبحث الثاني: أهميته، وتاريخه.

المبحث الثالث: المصنفون فيه، وأشهر المصنفات.

المبحث الرابع: الدراسات المعاصرة فيه.

الباب الأول: التعريف بكتب الحديث المصنفة المشهورة غير التسعة وتراجمُ أصحابها. وفيه سبعة فصول:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير