تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مغازلة الكتب]

ـ[أبو تميم الدمشقي]ــــــــ[25 - 11 - 08, 11:06 م]ـ

تنبيه: كانت لي في هذه الأبيات المحاولة الأولى للجمع بين الغزل وذكر أسماء الكتب، وقد جعلتها كالنقود لها وجهين ومعنيين، وقد سُبقت إلى مثلها، ولست أبو عذرتها، إلا أن منهجي فيها ألا أتقيد باسم الكتاب حرفياً، فربما أذكر أحياناً اسم الكتاب صراحة، وأحياناً تعريضاً، ثم مشيت في قصتها على رواية بين عشيقين قد فارق أحدهما الآخر، فانهال عليه المعشوق باللوم من غير أن يستبين سبب فراقه، لكن العاشق بدأ يدافع عن نفسه ويبين بأنه لم يفارقه أبداً، إلا أنه قصر في حقه بعض الوقت، ولم تسعفه حججه عن الرد عليه لما فاض الوجد في قلبه فتلكأ وعيَّ عن الجواب، فأتى شاب محلىً في بدائع لباسه، وولج واسطة خير فيما بينهما، (وأراها «عبقي» وفهرستي وتعليقي على طبقات الحنابلة وذيل طبقات الحنابلة البالغة في العدد ثماني مجلدات).

ثم صرفت آخر الأبيات لمديح قوة رده، وكان شفقي عليها من «تنكيله» بها بالرد والحجة.

عند اعتكافي على أفنانها سبقي

وفي «بكائي على أطلالها» شبقي

ليت الوجود غدا في حبها كَلِفاً

يرجو النوال بثغرٍ طيب الرمق

كيف اصطباريَ عن خدٍ لها وَرِقٍ

تختال في وشمه؛ صدَّاً لذي حُرَقِ

هزَّت خواصرها من شمتها طرباً

لما تناما إلى أسماعها أرقي

وأرْسَلَتْ «عسكراً من جيش» سِطْوَتِهَا

حتى تبدد من أوراقها وَرَقي

وأسْبَلَتْ أدمعاً من حِبْرها أسفاً

على فراقي لها، لا بل على فَرَقي

وأطرقت يجتوي قلبي «حماستها»

حتى «أبانت» لدى «إفصاحها» عرقي

إن «المَحِجَّة» «فيضٌ» «داؤها» «جدل»

ومن «محاسن تأويلي» لها طُرُقي

أدلت بحجَّتِهَا، والرد يَلسَعُهَا

ومن دسائس وجدي جائني رَهَقي

فألجَمَتْ كَلِمِي، والوَجْدُ أسكَتَنِي

وفي هوان «الهوى» «قتلي» على «حُمُقِي»

«كَشَفَ الظنونَ» «محلىً» في «بدائعه»

لما أراها على «طبقاتها» عبقي

«محدثٌ فاصلٌ» «برهانُ» «موقظةٍ»

تنبي «دلائلُه» عن جيد البلق

«إحسانه» «عدةٌ للصابرين» بها

«جِلاء فهم»، وفي «تنكيله» شفقي

شبقي: الشبق شدة الغلمة، وهي هنا استعارة في بيان شدة رغبتي للكتب.

طيب الرمق: الرمق هو القليل من العيش الذي يمسك الرمق.

خد لها وَرِقِ: الورق الفضة، وكان خدها من شدة بياضه يشبه الفضة.

تختال في وشمه: وكأن الحبر الذي سُطِّرت به وشماً تشم به خدها لتزهو به على محبها.

والعبق: نوع من الرائحة جيد.

والبلق: سواد وبياض، وهو تعريض لسواد الحبر في بياض الورق.

أما عن الكتب الواردة فيها فهي على الترتيب:

«بكائي على أطلالها» كتاب منادمة الأطلال لعبد القادر بن بدران الدومي.

«عسكراً من جيش» كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية في غزو المعطلة والجهمية لابن قيم الجوزية.

«حماستها» كتب الحماسة المعروفة، ككتاب حماسة الظرفاء، وحماسة أبي تمام، وحماسة البصريين وغيرها.

«أبانت» كتاب الإبانة عن أصول الديانة لابن بطة، وكذلك الإبانة للأشعري.

«إفصاحها» كتاب الفصيح لثعلب، وكذلك الإفصاح عن عقد النكاح على المذاهب الأربعة، للعلامة حسين بن محمد الحلي الشافعي، والإفصاح في معاني الصحاح لابن هبيرة.

«المَحِجَّة» كتاب الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة، لقوام السنة الأصبهاني.

«فيضٌ» كتاب فيض القدير شرح الجامع الصغير، للعلامة المناوي.

«داؤها» الداء والدواء لشمس الدين ابن قيم الجوزية.

«جدل» كتب الجدل عامة، وكتاب شيخ الإسلام ((تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل)) خاصة.

«محاسن تأويلي» كتاب محاسن التأويل للقاسمي.

«الهوى» كتاب الهوى لابن الجوزي.

«قتلي» كتاب مقاتل الطالبين، ومقاتل الفرسان لأبي عبيد القاسم بن سلَّام الجمحي، وفيها تعريض بكتاب مصارع العشاق للسراج القاري الحنبلي.

«حُمُقِي» كتاب أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي.

«كَشَفَ الظنونَ» كتاب كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة.

«محلىً» كتاب المحلى لابن حزم الأندلسي.

«بدائعه» كتاب بدائع الفوائد لشمس الدين ابن قيم الجوزية.

«طبقاتها» طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى الفرَّاء، ومعها الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي.

«محدثٌ فاصلٌ» كتاب المحدث الفاصل بين الراوي والواعي للقاضي للرامهرمزي.

«برهانُ» كتاب البرهان في علوم القرآن لبدر الدين الزركشي.

«موقظةٍ» كتاب الموقظة في علم المصطلح للذهبي.

«دلائلُه» كتابي دلائل النبوة للبيهقي، وأبو نعيم الأصفهاني.

«إحسانه» كتاب الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان لابن بلبان الفارسي.

«عدةٌ للصابرين» كتاب عدة الصابرين لابن القيم.

«جِلاء فهم» كتاب جِلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام لابن القيم رحمه الله.

«تنكيله» كتاب التنكيل بما في تأتيب الكوثري من الأباطيل لعبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير