[سؤال حول ضبط بيت وشرحه]
ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[27 - 11 - 08, 02:02 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله،
في قصة الحجاج مع أحد رعيته الذي أُخذ بدلا من أخيه المبحوث عنه، تمثل الحجاج بقول الشاعر:
جانيك من يجني عليك وربما ... تعدي الصحاح مبارك الجرب
ولرب مأخوذ بذنب عشيرة ... ونجى المقارف صاحب الذنب
قبل أن يفحمه الرجل بقوله تعالى: "قالوا يأيها العزيز إن له أباً شيخاً كبيراً فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين، قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذاً لظالمون"
السؤال: من يضبط لنا البيت الأول من قول الشاعر و يشرحه لنا؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 11 - 08, 12:37 ص]ـ
جانيك مَن يَجني عليك وربما ............... تُعدِي الصحاحَ مباركُ الجُرْبِ
وأول البيت واضح، وآخره معناه أن الجمل الأجرب قد يصيب من يجاوره من الجمال الصحاح بالعدوى.
وهذا تمهيد وتوطئة لما أراد في البيت الثاني.
والله أعلم.
ـ[الكهلاني]ــــــــ[28 - 11 - 08, 03:07 ص]ـ
جزى الله الشيخ الفاضل أبا مالك خيرا.
ولي على كلامه ملاحظتان:
1 - قوله: وأول البيت واضح
هذا غير صحيح فأول البيت أغمض وأخفى من آخره وسيأتي شرحه بعد قليل.
2 - ضبطه آخر البيت هكذا: تُعدِي الصحاحَ مباركُ الجُرْبِ
برفع "مبارك" وخفض "الجرب" ولا أقول إن هذا الضبط غير صحيح ولكنه لا يجزم به فللبيت روايات أخرى منها الرواية التي ستأتي بعد قليل وهي بنصب "مبارك" ورفع "الجرب" ولعلها أقرب للصواب.
وهذه الأبيات وشرحها ليست من علمي ومحفوظاتي ولكني نقلتها من كتاب المستقصى في أمثال العرب للزمخشري.
"جانيك من يجنى علَيك: أي الجاني عليك يقال جنى فلان فلانا إذا جنى عليه يضرب لمن يعاقب المرء بذنب غيره أي لا ينبغي أن ينقل عقوبة الجاني إلى غيره. وقيل معناه إنما يجنيك أي يكسبك ويفيدك مَن جنايته راجعة عليك لو أحدث حدثا كالإخوة ومن يتعلق سببه بسببك.
قال ذؤيب بن كعب بن عمرو بن تميم
(الكامل)
(ألآن إذ أخذت مآخذها ... وتباعد الأنساب والقربُ)
(أقبلت تطلب خطة عنتا ... وتركتها ومسدها رأبُ)
(جانيك من يجني عليك وقد ... يعدى الصحاحَ مباركَ الجربُ)
ارتفع الجرب بيعدي وانتصب مبارك على التمييز ويروى مباركُ الجربِ على الإقواء."
وقال على الإقواء لأن القصيدة مبنية على الباء المضمومة وهي طويلة في كتاب الأمثال للضبي.
وقال الضبي بعد البيت الأخير - ورواية عجزه عنده (تعدي الصحاحَ فتجرب الجربُ) - قال:
"يروي غير ابن الأعرابي تعدي الصحاحَ مباركَ الجربُ، وأراد مباركاً فترك الألف لأن اللفظة لا تجرى."
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 11 - 08, 03:12 ص]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
(جانيك من يجني عليك) معناه أن صاحب الجناية هو من يجني عليك لا غيره.
وهذا هو المفهوم من الكلام بادي الرأي، فما الغامض فيه؟
ـ[الكهلاني]ــــــــ[28 - 11 - 08, 03:42 ص]ـ
حتى لو سلمنا أن هذا هو المعنى فإنه يبقى في البيت صعوبة على طلاب العلم والسبب أنه قال جانيك ولم يقل الجاني عليك فلا بد أن يعرف القاريء أن جنى تتعدى بدون "على" فتقول جنى فلان فلانا كما ذكر الزمخشري وهذا لا يعرفه أكثر طلاب العلم في ظني.
على أنه لا يسلم لك بهذا المعنى ولعل المعنى ما ذكره الزمخشري بعد المعنى المذكور من أن "جانيك" يقصد بها من يكسبك ويفيدك. فيكون المراد أن الذي ينفعك ويغني عنك هو من تلحقك جنايته إذا جنى لقربه منك كالأخ وابن العم.
والله الموفق.
ـ[الكهلاني]ــــــــ[28 - 11 - 08, 04:26 ص]ـ
انظر شرح البيت في لسان العرب مادة "جنى".
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 11 - 08, 04:35 ص]ـ
ولعل المعنى ما ذكره الزمخشري بعد المعنى المذكور
وفقك الله وسدد خطاك
وعلى القول الثاني يكون المعنى مما يعبر عنه بما يلي:
- (الغانم غارم)
- (الخراج بالضمان)
- (ول حارَّها من تولى قارَّها)
ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[28 - 11 - 08, 01:15 م]ـ
جزاكما الله خيرا ..