ـ[أ. د.عبد الفتاح خضر]ــــــــ[22 - 10 - 08, 07:04 م]ـ
=محمد بن فهد;915030] الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخى المحترم محمد
الدكتور الكريم والشيخ الفاضل من باب رفع الموضوع لكي يراه من هو أهل أن يعلق عليه ويتحفنا بفوائده وحتى استفيد من ملاحاة عقل من هو مثلكم بارك الله في الجميع ..
وهذا من سجاياكم الرفيعة بارك الله فيك.
- حسن الخلق أصل من أصول تعامل أهل الإسلام فيما بينهم ومع من عداهم من أهل النحل الأخرى وقد قال جل وعلا في كتابه {وإنك لعلى خلقٍ عظيم} ..
لقد أصبت محز القضية ومعقدها، بل لن نبالغ عندما نقول إن سلفنا الصالح ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ أصابوا الكفر في مقتل هو والبدع عندما التزموا هذا الأدب الرباني " وقولوا للناس حسنا" فلا مجال للبذاء في الإسلام، ولا مجال للتطاول على الغير في الإسلام، ولا مجال للخشونة التي نص عليها شيخ الإسلام إلا بفقه فقيه وعلم عالم، وإلا لتفرق الناس وتشرذموا أكثر مما هم عليه الآن، فتخطف امة الإسلام الطير أو تهوي بها في مكان سحيق.
ومن يجلس من كلام شيخ الإسلام مجلس التلميذ وطالب العلم ـ والفقير منهم ـ يجد الآتي:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (وَتَعْلَمُونَ أَنَّ مِنْ الْقَوَاعِدِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي هِيَ مِنْ جِمَاعِ الدِّينِ: تَأْلِيفَ الْقُلُوبِ
وهذه ـ أقصد تأليف القلوب ـ مقدمة لما يأتي بعدها ومن لا يستطيعها فهو أعجز عن الإتيان باللاحقة
واللاحقة هي:
وَاجْتِمَاعَ الْكَلِمَةِ
وليس كل الناس قادرا على جمع الكلمة لتجتمع، بل قد يكون العكس. ومن وفق لإدراك هذه النقطة فهو على الثالثة أكثر توفيقاً ـ بإذن الله ـ.
إذ الثالثة هي:
وَاصَلَاحَ ذَاتِ الْبَيْنِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} وَيَقُولُ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} وَيَقُولُ: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
هذه هي الثالثة ومن أصابها فقد انصاع له البر والفاجر وملّكه الله من مقاليد القلوب الكثير والكثير.
يقول شيخ الإسلام
فَتَعْلَمُونَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْكُمْ - أَنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ يُؤْذَى أَحَدٌ مِنْ عُمُومِ الْمُسْلِمِينَ - فَضْلًا عَنْ أَصْحَابِنَا - بِشَيْءِ أَصْلًا لَا بَاطِنًا وَلَا ظَاهِرًا وَلَا عِنْدِي عَتْبٌ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ. وَلَا لَوْمٌ أَصْلًا بَلْ لَهُمْ عِنْدِي مِنْ الْكَرَامَةِ وَالْإِجْلَالِ وَالْمَحَبَّةِ وَالتَّعْظِيمِ أَضْعَافُ أَضْعَافِ مَا كَانَ كَلٌّ بِحَسَبِهِ وَلَا يَخْلُو الرَّجُلُ. إمَّا أَنْ يَكُونَ مُجْتَهِدًا مُصِيبًا أَوْ مُخْطِئًا أَوْ مُذْنِبًا. فَالْأَوَّلُ: مَأْجُورٌ مَشْكُورٌ. وَالثَّانِي مَعَ أَجْرِهِ عَلَى الِاجْتِهَادِ: فَمَعْفُوٌّ عَنْهُ مَغْفُورٌ لَهُ. وَالثَّالِثُ: فَاَللَّهُ يَغْفِرُ لَنَا وَلَهُ وَلِسَائِرِ الْمُؤْمِنِينَ.
لو تنبه الأتباع والخصوم إلى هذا الكلام اللين المتوسط العدل لاجتمع شملنا وما ندَّ منا واحد، ولكن هناك من يظلم الرجل بزعمه أنه من أتباعه، حيث لا يبحر في فهم ما نطق به هذا العالم العلم النحرير، وقد يكون آفة هذا الظالم سقم الفهم وندرة المعرفة.
فالناس ـ كما قسم شيخ الإسلام ـ إما مجتهد أو مخطيء أو مذنب، آخرهم المذنب، وقد طلب له شيخ الإسلام ـ بسعة فهمه لسنن الإسلام وأدلته ـ المغفرة، لا القتل أو تربد الوجه أو التسفيه او التفسيق أو .......
. وَتَعْلَمُونَ أَيْضًا: أَنَّ مَا يَجْرِي مِنْ نَوْعِ تَغْلِيظٍ أَوْ تَخْشِينٍ عَلَى بَعْضِ الْأَصْحَابِ وَالْإِخْوَانِ
قلت: آخر الدواء الكي والكي ليس لكل الجسم بل لرقعة معيّنة منه، فيجب ملاحظة دقة الكلام لم يقل:" وتعلمون ما يجري من تغليظ أو تخشين ولكن عبارته:" ما يجري من نوع ... " أي لضرورة وبقدَر وحساب، فإن زاد التغليظ أو التخشين أفسد وأضل وكان ضرره أكبر من نفعه، هذا من ناحية، ومن ناحية اخري إن كان هذا التغليظ أو التخشين محسوم العواقب سلبا فلا يجب، ولا يجوز.
تسألني لم قلت هذا؟
قلت: لأن أقدر الناس على تفسير الكلام هو من نطق بعين الكلام: ومن نطق بالكلام السابق ختمه بما نصه:
. بَلْ هُوَ ـ أي من خشن له ـ بَعْدَ مَا عُومِلَ بِهِ مِنْ التَّغْلِيظِ وَالتَّخْشِينِ أَرْفَعُ قَدْرًا وَأَنْبَهُ ذِكْرًا وَأَحَبُّ وَأَعْظَمُ
فإذا حصلنا على هذه النتيجة أو توقعنا حصولها في نهاية المطاف، فليعلم المتخشن أنه يحمل من الفطنه والذكاء ما يبرر صنيعه وزيادة.
أحب أن أحييكم يا أخانا الفاضل محمد فهد على قبستك الطيبة، وأرجو أن يروقكم ما سطرته تعليقا، ولعلك معي في أن كلمة القرطبي فتحت من أبواب الفهم والفقه الكثير النافع والله الموفق والموضوع يسع المزيد
¥