ـ[أحمد سمير سالم]ــــــــ[22 - 10 - 08, 09:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبكاته ..
شيخنا عبد الفتاح، والله ما أحسن دندنتك ولا دندنة الشيخ محمد فهد ...
ولست أرقى إلى مستوى طالب علم ولا حتى طويلب علم؛ ولكني عامي من عوام المسلمين أرجو الله تعالى أن يفقهني في دينه (للعمل به) على أيدي العلماء الربانيين من أمثالكم على هذا المنتدى المبارك ..
وبالنسبة لهذا الطرح؛ فقد جاء في كتاب مختصر منهاج القاصدين (واعلم أن الحسبة لها خمسة مراتب:
الأولى: التعرف وهو طلب المعرفة بجريان المنكر، وذلك منهي عنه.
الثانية: التعريف، والوعظ بالكلام اللطيف.
الثالثة: السب والتعنيف، ولسنا نعني بالسب الفاحشة، بل تقول له يا جاهل يا أحمق، أما تخاف من الله تعالى! ونحو ذلك.
الرابعة: المنع والقهر؛ ككسكر الملاهي، وإراقة الخمر.
الخامسة: التخويف والتهديد، بالضرب أو بمباشرة الضرب له حتى يمتنع عما هو عليه، وهذه المرتبة تحتاج إلى الإمام دون ما قبلها؛ لأنه ربما جر إلى فتنة.) اهـ.
قلت: فينبغي على المحتسب (أو الواعظ) أن يكون كالطبيب الحاذق الذي يعرف داء مريضه ويصرف له الدواء المناسب بالكمية المناسبة، في الوقت المناسب، بالكيفية المناسبة ..
فيستخدم الوعظ باليد حين لا ينفع الوعظ بالللسان، ويستخدم الوعظ باللسان حين لا ينفع الوعظ باليد، ويستخدم الوعظ بالقلب (ومن ذلك الدعاء بظهر الغيب) حين لا ينفع الوعظ باليد ولا باللسان؛ جاعلا نصب عينيه شعار أن يأمر بمعروف بمعروف، وأن ينهى عن المنكر بغير منكر ..
وليعلم الواعظ أنه لن يصل إلى هذه الدرجة من الحذاقة في معرفة النفوس وطبائعها، وما يصلح معها من طرق الوعظ، وما لا يصلح، إلا بعد أن يكابد مشقة الوعظ والدعوة في سبيل الله تعالى، ولن ينجح إلا بعد أن يفشل، ولن يصيب إلا بعد أن يخطيء، بشرط المثابرة، والصبر، والمتابعة، وإخلاص النية لله تعالى ..
وليعلم المحتسب أنه ليس كل أحد ينفع معه اللين، ولا كل أحد ينفع معه الشدة، ولا يغرنه قوله تعالى (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) فهذا من باب إقامة الحجة، والإعذار إلى الله تعالى - فيما أرى والله أعلم –
وإلا لما جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أولى درجات إنكار المنكر هو الإنكار باليد، كما أنه قال - صلى الله عليه وسلم – (أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر) صححه الألباني، و ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم – قال (أتسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح) ..
وانظر أخي المحتسب رحمك الله كيف كان أمر الله تعالى لموسى وهارون – عليهما السلام – بمخاطبة فرعون (وهذا الخطاب كان لينا لتعرف كيف يكون الخطاب لينا) قال تعالى (فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني اسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية والسلام على من اتبع الهدى * إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى) فتأمل كلمات (ربك)، (أرسل) بصيغة الأمر (لا تعذبهم)،بصيغة النهي، (السلام على من اتبع الهدى)، (كذب) و (تولى)، والتحذير من عذاب الله .. كيف سيكون وقع هذه الكلمات على فرعون المتكبر مدعي الألوهية؟؟ فتنبه ..
يقول حجة الإسلام الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين تحت باب (في أمر الأمراء والسلاطين ونهيهم عن المنكر): (أما التخشين في القول كقوله يا ظالم يا من لا يخاف الله وما يجري مجراه فذلك إن كان يحرك فتنة يتعدى شرها إلى غيره لم يجز وإن كان لا يخاف إلا على نفسه فهو جائز بل مندوب إليه فلقد كان من عادة السلف التعرض للأخطار والتصريح بالإنكار من غير مبالاة بهلاك المهجة والتعرض لأنواع العذاب لعلمهم بأن ذلك شهادة) اهـ
واعلم أخي الداعي إلى الله – رحمك الله – أن دعوة عوام أهل البدع غير دعوة رؤوسهم، ودعوة عوام المسلمين غير دعوة حكامهم، كما يجب أن تنتبه رحمك الله إلى أن تنزل الناس منازلهم، لكن حذار (خصوصا إن كنت عالما يقتدي بك الناس) أن تبدي للسلاطين الظالمين ما يشعر العوام أنك مع ظلمهم، متأولا في ذلك قوله تعالى (فقولا له قولا لينا) أو قوله تعالى (إلا من أُكره) فإن مصيبة ذلك أدهى وأمر، وليكن قدوتك في ذلك إمام أهل السنة أحمد بن حنبل – رحمه الله تعالى –
نسأل الله الهداية والتوفيق ...
ـ[نزيه حرفوش]ــــــــ[22 - 10 - 08, 11:18 م]ـ
فضيلة الدكتور عبد الفتاح جزاك الله خيرا على هذا الطرح وما أظن سبب طرحك هذا إلا من ألمك من الجراحات التي أصابت جسد هذه الأمة المحمدية ومن تطاول الصغير على الكبير ومن الذين تزببوا قبل أن يتحصرموا فأخطأوا الطريق وتاهوا عن منهج الدعوة النبوية وأظن أن الشيخ يقصد أن تدينا بلا أخلاق هو تدين وهمي ناقص فالله سبحانه وتعالى قال ((إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)) فمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر تكزن عبادته رياضة وعادة. وقال أيضا سبحانه ((خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها و التزكية هي التربية)) وغيرها من الآيات التي تحض على حسن الخلق ويكفي أن الله سبحانه خاطب نبيه قائلا وإنك لعلى خلق عظيم)) ولو درسنا منهاج الدعوة النبوية لعلمنا كيف نتعامل مع بعضنا البعض فضلا عن التعامل مع غيرنا , فكيف نريد أن ننجح في الدعوة إلى الله لغير المسلمين ونحن لا نحسن التعامل مع بعضنا وننهش أجساد إخواننا ونأكل لحومهم وهم أحياء فالله هو الكفيل بردنا إلى ديننا ومنهاج نبينا عليه الصلاة والسلام
¥