تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أبني لجيم من يرجى بعدكم ... والحي قد حربوا وقد سفك الدم

أبني لجيمٍ لو جمحن عليكم ... جمح الكعاب لقد غضبنا نرعم

الجمح: التتابع بعض في أثر بعض، يريد الكعبين اللذين يلعب بهما النرد وغيره. فجعل الزبان لله عليه نذراً ألا يحرم دم غفيلي أبداً أو يدلوه كما دلوا عليه، فمكث فيما يزعمون عشر سنين، فبينا هو جالس بفناء بيته إذ هو براكب قال له: من أنت قال: رجل من غفيلة قال: إيت فقد أنى لك، فأرسلها مثلاً، قال الغفيلي: هل لك في أربعين بيتاً من بني زهير متبدين بالأقطانتين؟ قال: نعم، فنادى في أولاد ثعلبة فاجتمعوا، ثم سار بهم حتى إذا كان قريباً من القوم بعث مالك ابن كومة طليعةً ينظر القوم وما حالهم، قال مالك: فنمت وأنا على فرسي فما شعرت حتى عبت فرسي في مقراة بين البيوت، فكبحتها فتأخرت على عقبها، فسمعت جارية تقول لأبيها: يا أبت أتمشي الخيل على أعقابها؟ قال: وما ذاك يا بنية؟ قالت: لقد رأيت فرساً تمشي على عقبها، قال: يا بنية نامي، أبغض الفتاة تكون كلوء العين بالليل - ورجع مالك إلى الزبان فاخبره الخبر، فأغار عليهم فقتل منهم فيما يذكر نيفاً على أربعين رجلا، منهم أبو محياة بن زهير بن تميم، وأصاب فيهم جيراناً لهم من بني يشكر ثم من بني غبر بن غنم، فقال في ذلك مرقش أخو بني قيس بن ثعلبة:

أتاني لسان بني عامر ........ فجلت أحاديثهم عن بصر

بان بني الوخم ساروا معاً ........ بجيشٍ كضوء نجوم السحر

فلم يشعر القوم حتى رأوا ........ بريق القوانس فوق الغرر

ففرقتهم ثم جمعنهم ........ واصدرنهم قبل غب الصدر

فيارب شلوٍ تخطرفنه ........ كريمٍ لدى مزحفٍ أو مكر

أي أخذته باقتدار في سرعة، والشلو بقية البدن، وقد جعلوه البدن.

وآخر شاصٍ ترى جلده ........ كقشر القتادة غب المطر

فكائن بحمران من مزعفٍ ........ ومن خاضعٍ خده منعفر

المزعف: المذرأ عن فرسه، الشاصي: الرافع رجله.

فكأن الزبان قذف جيفهم في الاقطانتين، وهي ركية، فقال السفاح التغلبي:

أبني أبي سعد وأنتم إخوة ........ وعتاب بعد اليوم شيء افقم

هلا خشيتم أن يصادف مثلها ........ منكم فيترككم كمن لا يعلم

ملأوا من الاقطانتين ركيةً ....... منا وآبوا سالمين وغنموا

وقال الزبان يعتذر إلى بني غبر اليشكريين فيمن أصيب منهم:

ألا أبلغ بني غبر بن غنم…… .. ولما يأت دونكم حبيب

فلم نقتلكم بدمٍ ولكنز .......... رماح الحرب تخطىء أو تصيب

ولو أمي علقت بحيث كانوا لبل ثيابها علق صبيب

قال: وكان السفاح قد قال في شأن بني الزبان لعمرو بن لأي التيمي:

ألا من مبلغ عمرو بن لأيٍ ... فان بيان غلمتهم لدينا

فلم نقتلهم بدمٍ ولكن ... للؤمهم وهونهم علينا

واني لن يفارقني نباك ... يرى التعداء والتقريب دينا

وقال عمرو بن لأي:

قفا ضبعٍ تعالج خرج راعٍ ... أجرنا في العقاب أم أهتدينا

ـ[أبو عبد الرحمن بن حسين]ــــــــ[17 - 12 - 08, 11:00 م]ـ

الزباء

وكان فيما يذكر من حديث ابنة الزباء: إنها كانت امرأة من الروم، وأمها من العمالقة، فكانت تكلم بالعربية، وكانت ملكةً على الجزيرة وقنسرين، وكانت مدائنها على شط الفرات من الجانب الغربي والشرقي، وهي قائمة اليوم خربة، وكان فيما يذكر قد شقت الفرات وجعلت أنفاقاً بين مدينتها - أنفاق: جمع نفق وهو السرب - وكانت تغزو بالجنود وتقاتل، وهي فيما يذكر التي حاصرت مارداً حصن دومة الجندل فامتنع منها، وحاصرت الأبلق حصن تيماء فامتنع منها، فقالت: تمرد مارد وعز الأبلق، فأرسلت قولها مثلاً. وكان جذيمة الأبرش رجلاً من الأزد، وكان ملكا على الحيرة وما حولها، وكان ينزل الأنبار، وكان فيما يقال من أحسن الناس وجهاً وأجملهم، فذكر أن يخطبها وكان له ربيب ومولى يقال له قصير، وكان رجلاً لبيباً عاقلاً فنهاه عنها وقال: إنه لا حاجة لها في الرجال، قال: وكان جذيمة أول من احتذى النعال ورمى بالمنجنيق ورفع له الشمع، فعصى قصيراً وكتب إليها يخطبها ويرغبها فيما عنده، فكتبت اليه: أن نعم وكرامة، أنا فاعلة، ومثلك رغب فيه، فإذا شئت فاشخص إلي فدعا قصيراً وسار، حتى إذا كان بمكان فوق الأنبار يقال له البقة، فدعا نصحاءه فشاوروهم فيها، نهاه قصير، ورأى أصحابه هواه فزينوها له، فقال قصير حين رآه قد عزم: لا يطاع لقصير رأي، فأرسلها مثلاً. ومضى اليها في ناس كثير من أصحابه فأرسل اليها يعلمها انه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير