تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبد الرحمن بن حسين]ــــــــ[08 - 01 - 09, 03:48 م]ـ

قال الميداني:

- إذَا زَلّ العَالِمُ زَلَّ بِزَلَّتِهِ عَالَمٌ

لأن للعالم تبعاً فهم به يقتدون قال الشاعر:

إن الفقيه إذا غَوَى وأطاعه ... قومٌ غَوَوْا معه فَضَاع وَضَيَّعَا

مثل السفينة إن هَوَتْ في لجة ... تَغْرَقْ ويَغْرَقْ كُلُّ ما فيها مَعَا

- إنَّكَ بَعْدُ في العَزَازِ فَقُمْ

العَزَاز: الأرض الصُّلْبة وإنما تكون في الأطراف من الأرَضِينَ

يضرب لمن لم يَتَقَصَّ الأمر ويظن أنه قد تقصَّاه

قال الزُّهْري: كنت أختلف إلى عبيد اللّه بن عبد اللّه بن مسعود فكنت أخْدُمه وذَكَر جَهْده في الخدمة ثم قال: فقدرت أني استنطقت ما عنده فلما خرج لم أقُمْ له ولم أظهر له ما كنت أظهره من قبلُ قال: فنظر إليَّ وقال: إنك بعدُ في العَزَاز فقم: أي أنت في الطَّرَف من العلم لم تَتَوَسَّطه بعدُ

- إِنَّ الهَزِيلَ إِذَا شَبِعَ ماتَ

يضرب لمن استغنى فتجبَّر على الناسِ

- أُمُّ الجَبانِ لاَ تَفْرَحُ وَلاَ تَحْزَنُ

لأنه لا يأتي بخير ولا شر أينما توجه لجبنه.

- إِنْ كَذِبٌ نَجَّى فَصِدْقٌ أخْلَقُ

تقديره: إن نجى كذب فصدق أجْدَرُ وأولى بالتنجية

- إنْ كُنْتَ كَذُوباً فَكُنْ ذَكوراً

يضرب للرجل يكذب ثم ينسى فيحدث بخلاف ذلك

ـ[أبو عبد الرحمن بن حسين]ــــــــ[11 - 01 - 09, 03:27 م]ـ

- قال المفضل الضبي:

زعموا أن ليث بن عمرو بن أبي عمرو بن عوف بن محلم الشيباني تزوج ابنة عمه خماعة بنت عوف بن محلم بن أبي عوف بن أبي عمرو بن عوف بن محلم، فشام الغيث فتحمل بأهله لينتجعه، فقال أخوه مالك بن عمرو: لاتفعل فاني أخاف عليك بعض مقانب العرب أن يصيبك، فقال: والله ما أخاف أحداً، وإني لطالب الغيث حيث كان، فسار بأهله، فلم يلبث إلا يسيراً حتى جاء وقد أخذ أهله وماله، فقال له مالك: مالك؟ فقال: أصابتني خيل مرت علي؛ قال مالك: رب عجلة تهب ريثا ورب فروقة يدعى ليثا ورب غيث لم يكن غيثا، فذهب كلامه هذا أمثالاً.

ـ[أبو عبد الرحمن بن حسين]ــــــــ[15 - 01 - 09, 01:06 م]ـ

وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَةَ

قال الميداني:

قَالَ الشرقي بن القطامي: كان رجل من دُهاة العرب وعُقَلاَئهم يُقَال له شَنٌّ فَقَالَ: والله لأَطُوفَنَّ حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها فبينما هو في بعض مَسِيرَه إذ وافقه رَجُلٌ في الطريق فسأله شَنٌّ: أين تريد؟ فَقَالَ: موضعَ كذا يريد القرية التي يَقْصِدها شَنٌّ فوافقه حتى إذا أخذا في مسيرهما قَالَ له شَنٌّ: أتحْملُنِي أم أحْمِلُكَ؟ فَقَالَ له الرجل: ياجاهل أنا راكب وأنت راكب فكيف أحملك أو تحملني؟ فسكتَ عنه شَنٌّ وسارا حتى إذا قَرُبا من القرية إذا بزَرع قد استَحْصَد فَقَالَ شَنٌّ: أترى هذا الزرع أكِلَ أم لاَ؟ فَقَالَ له الرجل: يا جاهل ترى نَبْتاً مُسْتَحْصِداً فتقول أكِلَ أم لاَ؟ فسكَتَ عنه شن حتى إذا دخلاَ القرية لَقَيَتْهما جِنَازة فَقَالَ شن: أترى صاحبَ هذا النّعْشِ حياً أو ميتاً؟ فَقَالَ له الرجل: ما رأيتُ أجْهَلَ منك ترى جِنَازة تسأل عنها أمَيْتٌ صاحبُها أم حي؟ فسكت عنه شَن وأراد مُفارقته فأبى الرجل أن يتركه حتى يصير به إلى منزله فمضى معه فكان للرجل بنت يُقَال لها طَبقة فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضَيفه فأخبرها بمرافقته إياه وشكا إليها جَهْلَه وحدثها بحديثه فَقَالَت: ياأبت ما هذا بجاهل أما قوله " أتحملنى أم أحملك " فأراد أتحدثُنى أم أحَدِّثك حتى نقطع طريقنا وأما قوله " أترى هذا الزرع أكِلَ أم لاَ " فأراد هَلْ باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لاَ وأما قوله في الجنازة فأراد هل ترك عَقِباً يَحْيا بهم ذكرهُ أم لاَ فخرج الرجل فَقَعد مع شَنٍّ فحادثه ساعة ثم قَالَ أتحبُّ أن أفسِّرَ لك ما سألتنى عنه؟ قَالَ: نعم فَسَّرَهُ ففَسَّرْهُ قَالَ شن: ما هذا من كلامك فأخبرنى عن صاحبه قَالَ: ابنة لى فَخَطَبها إليه فزوَّجه إياها وحملها إلى أهله فلما رأَوْها قَالَوا: وافَقَ شَنٌّ طَبَقَةَ فذهبت مثلاً

يضرب للمتوافقين

وقَالَ الأَصمعي: هم قوم كان لهم وعاء من أدَمٍ فَتَشَنَّنَ فجعلوا له طَبَقاً فوافقه فقيل: وافق شن طَبَقَهُ وهكذا رواه أبو عبيد في كتابه وفسره.

وقَالَ ابن الكلبي: طَبَقَةُ قبيلة من إياد كانت لاَ تطاق فوقع بها شَنُّ بن أقْصَي بن عبد القيس بن أفصَى بن دُعْمى بن جديلة ابن أسد بن ربيعة بن نزار فانتصف منها وأصابت منه فصار مثلاً للمتفقين في الشدة وغيرها

ـ[أبو عبد الرحمن بن حسين]ــــــــ[20 - 01 - 09, 12:12 م]ـ

كمجير أم عامر

قال الميداني:

كان من حديثه أن قوماً خرجوا إلى الصيد في يوم حار، فإنهم لكذلك إذ عرضت لهم أم عامر وهي الضبع فطردوها وأتبعتهم حتى ألجؤوها إلى خباء أعرابي فاقتحمته فخرج إليهم الأعرابي وقال: ما شأنكم؟ قالوا: صيدنا وطريدتنا، فقال: كلا والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائم سيفي بيدي " قال " فرجعوا وتركوه وقام إلى لقحة فحلبها وماء فقرب منها فأقبلت تلغ مرة في هذا ومرة في هذا حتى عاشت واستراحت. فبينا الأعرابي نائم في جوف بيته إذ وثبت عليه فبقرت بطنه وشربت دمه وتركته فجاء ابن عم له يطلبه فإذا هو بقير في بيته فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها فقال: صاحبتي والله فأخذ قوسه وكنانته وأتبعها فلم يزل حتى أدركها فقتلها وأنشأ يقول:

ومن يصنع المعروف مع غير أهله ... يلاق الذي لاَقى مجير أم عامر

أدام لها حين استجارب بقربه ... لها محض ألبان اللقاح الدرائر

وأسمنها حتى إذا ما تكاملت ... فرته بأنياب لها وأظافر

فقل لذوي المعروف هذا جزاء من ... بدا يصنع المعروف في غير شاكر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير