[عرفات،وعظ الجماد]
ـ[موسى بن محمد أبو حسان]ــــــــ[17 - 12 - 08, 11:05 م]ـ
عرفات يا يوم الصيام ومنسك الغر الكرام
في كل عام للحجيج توجّه لك والتزام
مثل التراب تعدهم لكنهم سكرى مدام
ما بال هذي أمتي تمشي وتعرج في الظلام؟
ما بالها غَرقى وحَيرى في ميادين اللئام؟
ما بالها ثكلى تنوح وتستهان وتستضام؟
ما بالها نكاصة وليس تمشي للأمام؟
أوليس قد كانت هي الخِيرى من الأمم العظام؟
قد شفني ما حالها وبرى فؤادي والعظام
ما شأنهاقد مزقت وتقاسموها بالسهام
وتناثرت قطعا دويلات عن العز نيام؟
صارت مماليك ولا ملك هناك ولا همام؟
أسماء’ قد صارت بهارجَ والمسمى لا يرام
قد قطعت فيها الأواصر والعلائق والزمام
وتداولتها في الوغى أمم الضلالة والطغام
متفردين بكل واحدة عن الباقي الفئام
هل فيك يا عرفات من صوتٍ وهل منك كلام؟
فلقد أسال مدامعي وأطال حزني والهيام
جرح بغزة غائر، ولا دواء ولا طعام
في كل يوم يقتل الصبيان والشيب الكرام
والغيد تسبى والحرائر منهَكات بالكِلام
والقرد ينزو في الوهاد على أراضينا الحرام
لم يبق في أرض الرسالة أي شبر لم يسام
إني أسائل فلتجب مابال إخوتي النيام؟
ماهمهم إلا التنوع في المشارب والطعام
ومسلسلٌ يتلوه آخر والأغاني، والغرام
والموضة العرجاء ترفل والسياحة لا تنام
ماهمهم إلا الملاهي، لايهابون الحرام
عرفات عرفني الجواب، فقد نأى عني الكلام
فأجابني بكلامه، وسرى بحسي والمسام:
" أوما سمعت أخا التراب الوحي من باري الأنام؟
ما جا بِِه الهادي من الآيات والعبر العظام
صلى عليه الله ما سح الزلال من الغمام
قد جاءنا آياته فيها الشفاء من الأُوام
فيها الدوا من كل داء والشِفا من كل سام
وعد قضاه إلهنا هل يخفر الله الذمام؟؟
وعد من الرحمن ذي الجبروت والأمر اللِزام
ليغيرَن بأمة قد غيرت سنن اللئام
فلتعبدوهُ واحدا لا تشركوه بذي الهوام
ولتصمٌدوا عند الحوائج للذي خلق الأنام
فعند ذاك سيرتجى منكم مُضي للأمام
ولربما وعظ الجمادُ الحيَ يا موسى، فقام