[قصيدة الهزبر]
ـ[أبو عبد الرحمن بن حسين]ــــــــ[19 - 12 - 08, 03:39 ص]ـ
قال بشر بن عَوانة العبدي يصف ملاقاته الأسد وما كان بينهما:
أَفَاطِمُ لَوْ شَهِدْتِ بِبَطْنِ خَبْتٍ ... وَقَدْ لاَقى الهِزَبْرُ أَخَاكِ بِشْرَا
إِذاً لَرَأَيْتِ لَيْثاً زَارَ لَيْثاً ... هِزَبْرَاً أَغْلَباُ لاقى هِزَبْرَا
تَبَهْنَسَ إِذْ تَقاعَسَ عَنْهُ مُهْرِي ... مُحَاذَرَةً، فَقُلْتُ: عُقِرْتَ مُهْرَا
أَنِلْ قَدَمَيَّ ظَهْرَ الأَرْضِ؛ إِنِّي ... رَأَيْتُ الأَرْضَ أَثْبَتَ مِنْكَ ظَهْرَا
وَقُلْتُ لَهُ وَقَدْ أَبْدَى نِصالاَ ... مُحَدَّدَةً وَوَجْهاً مُكْفَهِراًّ
يُكَفْكِفُ غِيلَةً إِحْدَى يَدَيْهِ ... وَيَبْسُطُ للْوُثُوبِ عَلىَّ أُخْرَى
يُدِلُّ بِمِخْلَبٍ وَبِحَدِّ نَابٍ ... وَبِاللَّحَظاتِ تَحْسَبُهُنَّ جَمْرَا
وَفي يُمْنَايَ مَاضِي الحَدِّ أَبْقَى ... بِمَضْرِبهِ قِراعُ المْوتِ أُثْرَا
أَلَمْ يَبْلُغْكَ مَا فَعَلَتْ ظُباهُ ... بِكَاظِمَةٍ غَدَاةَ لَقِيتَ عَمْرَا
وَقَلْبِي مِثْلُ قَلْبِكَ لَيْسَ يَخْشَى ... مُصَاوَلةً فَكَيفَ يَخَافُ ذَعْرَا؟!
وَأَنْتَ تَرُومُ للأَشْبَالِ قُوتاً ... وَأَطْلُبُ لابْنَةِ الأَعْمامِ مَهْرَا
فَفِيمَ تَسُومُ مِثْلي أَنْ يُوَلِّي ... وَيَجْعَلَ في يَدَيْكَ النَّفْسَ قَسْرَا؟
نَصَحْتُكَ فَالْتَمِسْ يا لَيْثُ غَيْرِي ... طَعَاماً؛ إِنَّ لَحْمِي كَانَ مُرَّا
فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّ الغِشَّ نُصْحِى ... وَخالَفَنِي كَأَنِي قُلْتُ هُجْرَا
مَشَى وَمَشَيْتُ مِنْ أَسَدَيْنَ رَاما ... مَرَاماً كانَ إِذْ طَلَباهُ وَعْرَا
هَزَزْتُ لَهُ الحُسَامَ فَخِلْتُ أَنِّي ... سَلَلْتُ بِهِ لَدَى الظَّلْماءِ فَجْرَا
وَجُدْتُ لَهُ بِجَائِشَةٍ أَرَتْهُ ... بِأَنْ كَذَبَتْهُ مَا مَنَّتْهُ غَدْرَا
وَأَطْلَقْتُ المَهَّنَد مِنْ يَمِيِني ... فَقَدَّ لَهُ مِنَ الأَضْلاَعِ عَشْرَا
فَخَرَّ مُجَدَّلاً بِدَمٍ كَأنيَّ ... هَدَمْتُ بِهِ بِناءً مُشْمَخِرا
وَقُلْتُ لَهُ: يَعِزُّ عَلَّي أَنِّي ... قَتَلْتُ مُنَاسِبي جَلَداً وَفَخْرَا؟
وَلَكِنْ رُمْتَ شَيْئاً لمْ يَرُمْهُ ... سِوَاكَ، فَلمْ أُطِقْ يالَيْثُ صَبْرَا
تُحاوِلُ أَنْ تُعَلِّمنِي فِرَاراً! ... لَعَمْرُ أَبِيكَ قَدْ حَاوَلْتَ نُكْرَا!
فَلاَ تَجْزَعْ؛ فَقَدْ لاقَيْتَ حُرًّا ... يُحَاذِرُ أَنْ يُعَابَ؛ فَمُتَّ حُرَّا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - 12 - 08, 01:11 ص]ـ
القصيدة مع قصة في المقامة البشرية من مقامات الهمذاني.
ويبدو أن الشاعر والقصيدة والقصة من بنات أفكاره.
وعلى أي حال، فقد أبدع أيما إبداع.
ـ[أبو عبد الرحمن بن حسين]ــــــــ[24 - 12 - 08, 02:16 ص]ـ
قال الزركلي في الأعلام 2 - 55:
بشر بن عوانة العبدي: اسم اخترعه البديع الهمذاني، لشاعر، وضع له قصة خلاصتها: أنه عرض له أسد، وهو ذاهب يبتغي مهرا لابنة عم له، فثبت للاسد، وقتله، وخاطب أختا له سماها البديع (فاطمة) بقصيدة هي أروع ما قيل في موضوعها، مطلعها: (أفاطم لو شهدت ببطن خبت، وقد لاقى الهزبر أخاك بشرا) والقصيدة في مقامات البديع.
قال بديع الزمان في المقامات:
المَقَامَةُ البِشْرِيَّة
حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: كَانَ بِشْرُ بْنُ عَوَانَةُ العَبْدِيُّ صُعْلُوكاً ... فذكرها
و قال النويري في نهاية الأرب في فنون الأدب 3 - 21:
وقال بشر بن عَوانة الفقعسي يصف ملاقاته الأسد وما كان بينهما ...
و قال أبو الحسن البصري في الحماسة البصرية 1 - 45:
قال بشر بن عوانة جاهلي
أَفاطِمَ لو شَهِدْتِ ببَطْنِ خَبْتٍ ... وقد لاقَى الهِزَبْرُ أَخاكِ بِشْرا ...
قال ابن المبارك في منتهى الطلب من أشعار العرب 1 - 379:
وقال بشر بن عوانة العذري، وكان قد خرج يطلب مهراً لابنة عم له، فلقيه الأسد فقتله ...
و في التذكرة السعدية للعبيدي:
قال بشر بن عوانة، وقد لقي الأسد ...
و قال الدميري في حياة الحيوان الكبرى 2 - 236:
لكن يؤيد ما حكاه الجوهري ما قاله بشر بن أبي عوانة لما قتل الأسد:
أفاطم لو ...
و لم يذكر أحد منهم أنها عن بديع الزمان و الناقلون لهذه الأبيات كلهم متفقون على نسبتها لبشر هذا و لكن ينسبه بعضهم فيقول العَبْدِيُّ و آخر الفقعسي و آخر العذري و سماه الدميري بشر بن أبي عوانة و قال أبو الحسن البصري: جاهلي
و لكني لم أرها في مصدر أقدم من مقامات بديع الزمان و لا حتى ترجمة لبشر هذا فالله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - 12 - 08, 06:07 ص]ـ
وقد أشار إليها ابن الأثير في المثل السائر.
وكنت أتمنى أن تكون هذه القصيدة صحيحة!
ومع جودتها وإتقانها إلا أن الصنعة بادية عليها (أو ما يسمى بالحبكة الفنية)، حتى لو قيل إنها لا يمكن أن تكون جاهلية لما كان بعيدا.
ـ[الكهلاني]ــــــــ[24 - 12 - 08, 08:12 م]ـ
حتى لو قيل إنها لا يمكن أن تكون جاهلية لما كان بعيدا
صدقت والله. يرى ذلك كل بصير بالشعر.
¥