تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هُنَاكَ الجِسْمُ مَمْدُوْدْ لِيَسْتَأْكِلَهُ الدُّوْدْ ... إِلَى أَنْ يَنْخَرَ العُوْدْ وَيُمْسِيْ العَظْمُ قَدْ رَمّْ

الشرح: هناك أي في القبر الجسم ممدود معروض ليأكله الدود، فلا يزال ينال الدود من الدم واللحم حتى يصل إلى العظم فينخر فيه حتى يصل إلى النخاع فيصير رميما ...

وَمِنْ بَعْدُ فَلا بُدّْ مِنَ العَرْضِ إِذَا اعْتُدْ ... صِرَاطٌ جِسْرُهُ مُدّْ عَلَى النَّارِ لِمَنْ أَمّْ

الشرح: وبعد دخول القبر وبعث الأجساد لا بد من عرض الأعمال والحساب والميزان، ثم المرور على الجسر الممدود على النار، فيمر عليه كل الخلق فإما ناج أو مخدوش مسلم أو مطروح واقع هالك ... لمن أمّ: لمن قصد ..

فَكَمْ مِنْ مُرْشِدٍ ضَلّْْ وَمِنْ ذِيْ عِزَّةٍ ذَلّْْ ... وَكَمْ مِنْ عَالِمٍ زَلّْ وَقَالَ: الخَطْبُ قَدْ طَمّْ

الشرح: كم للتكثير، أي كم من مرشد في الدنيا إلى الخيرات ودال على الهدى ضل طريقه يوم القيامة، وكم من عزيز علا مقامه وسمت منزلته ذل يوم القيامة وانحط، وكم من عالم بصير زلت به قدمه على الصراط أو زل عمله عند العرض فعاين المصائب والعظائم وقال بلسان الحال والمقال: إن الخطب عظيم والأمر شديد. طم الخطب: عظم واشتدت ومنه قوله تعالى: (فإذا جاءت الطامة الكبرى).

فَبَادِرْ أَيُّهَا الغُمْرْ لِمَنْ يَحْلُوْ بِهِ المُرّْ ... فَقَدْ كَادَ يَهِيْ العُمْرْ وَمَا أَقْلَعْتَ عَنْ ذَمّْ

الشرح: فبادر أيها المغتر بالدنيا، ومن قصرت به خبرته وتجربته إلى ربك الذي يرزقك إيمانا تحلو به حياتك المرة، وتنسى بقربه شقاء الدنيا، فقد اقترب العمر من الفناء ودنى وقت الوفاء ومع ذلك لم تقلع عن الذنوب وما يجلب الذم والتقريع.

الغُمر بضم الغين وقد تفتح هو من لم يجرب الأمور.

من يحلو به المر: هو ما يعطيه الرب لعبده إذا عاين لذة الطاعة، والمر هو شقاء الدنيا وعذابها.

ويهي العمر: يفنى وينقضي ويقل ويضعف، مِنْ وَهَى الأمرُ أي ضَعُفَ.

وَلا تَرْكَنْ إِلَى الدَّهْرْ وَإِنْ لانَ وَإِنْ سَرّْ ... فُتُلْفَى كَمَنْ اغْتَرّْ بِأَفْعَى تَنْفُثُ السَّمّْ

الشرح: لا تركن إلى الزمان وتطمئن للخلود فيه، وإن ضحكت لك الحوادث والخطوب ولانت لك الحياة وسرت بك الدنيا، وإلا صرت كذاك المغرور الذي مضى عمره يجمع المال وما تزكّى حتى إذا غرق في غروره جاءه الموت في لذته وسروره وأدخل في قبر فتلقاه حية رقطاء تنفث السم وتتوعده بالعذاب وتتهدده بالويل والثبور.

والسم: هو ذاك القاتل المعروف، وهو بفتح السين، وقيل بضمها وكسرها.

وَخَفِّضْ مِنْ تَرَاقِيْكْ فَإِنَّ المَوْتَ لاقِيْكْ ... وَسَارٍ فِيْ تَرَاقِيْكْ وَمَا يَنْكُلُ إِنْ هَمّْ

الشرح: تَطَامَنْ في سيرك وسعيك، ولا تمش في الأرض مرحا، وسر في الأرض هونا، ولا تكن من الذين يريدون رقيا وعلوا في الأرض وفسادا، فإن الموت لا بد أن يلقاك في زمن من الأزمان، وقد يكون في زمان طلب الرقي والعلو، فإذا ما جاءك سرى في جسدك حتى يبلغ بك التراقي، جمع ترقوة بفتح التاء (ولا تضم) وتسكين الراء وضم القاف وفتح الواو هو العُظيم بين ثغرة النحر والعاتق، يعني أن الموت إن جاء حل في أرجاء الجسد وما يتراجع إن بدأ في الحلول والنزول.

التراقي الأولى هي منازل الدنيا ومعالي درجاتها، والثانية جميع ترقوة العظيم المذكور.

ما ينكل: ما يتراجع، إن هم: إن بدأ وحَلَّ.

وَجَانِبْ صَعَرَ الخَدّْ إِذَا سَاعَدَكَ الجَدّْ ... وَزُمَّ اللَّفْظَ إِنْ نَدّْ فَمَا أَسْعَدَ مَنْ زَمّْ

الشرح: صَعَر الخَدّ هو لَيُّ الصَّفْحِ والإِعْرَاضُ بالكَشْحِ وثَنْيُ العِطْف معان مترادفة، والمقصود أن يلوي وجهه تكبرا واختيالا على من افتقر وقل متاعه من الناس، يقول: لا تتكبر ولا تختل إذا ساعدتك المقادير فكنت غنيا قادرا واسعا، بل الزم جناب التذلل للمساكين، وحافظ على كلماتك أن تند وتنفلت، فإن أسعد الناس من ملك لسانه.

ساعدك الجد: ساعدك الحظ والقدر في نوال الغنم والغنى.

زُمَّ: من الزمام، أي كن قائدا حافظا للسانك.

إنْ نَدَّ: إن شرد وتمرد، من ند البعير إذا شرد.

ما أسعد من زَمّ: أسلوب مدح ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير