تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" لم يرد: أنّ هذا قاله مرّتين فقط كما يظنّه بعض الناس الغالطين، بل يريد: أنّه جعل يثنّي هذا القول ويردّده ويكرّره كما كان يثنّي لفظ التّسبيح، وقد قال حذيفة رضي الله عنه في الحديث الصّحيح الّذي رواه مسلم: (إِنَّهُ رَكَعَ نَحْواًً مِنْ قِيَامِهِ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: سُبْحَانَ رَبِّي العَظِيمِ سُبْحَانَ رَبِّي العَظِيمِ) وذكر أنّه سجد نحوا من قيامه يقول في سجوده: ربِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي))، وقد صرّح في الحديث الصّحيح (أنّه أطال الرّكوع والسّجود بقدر البقرة والنساء وآل عمران) فإنّه قام بهذه السّور كلّها، وذكر أنّه كان يقول: ((سُبْحَانَ رَبِّي العَظِيمِ، سُبْحَانَ رَبِّي العَظِيمِ، سُبْحَانَ رَبِّي الأَعْلَى، سُبْحَانَ رَبِّي الأَعْلَى) فعلم أنّه أراد بتثنية اللّفظ: جنس التّعداد والتّكرار لا الاقتصار على مرّتين " اهـ.

فإذا عُلِم ذلك، فلْيقتَصِر المتعجّب بالبخبخة والبهبهة على التّثنية، فإنّ ذلك أصون للسانه وأبقى لأنفاسه.

الثّالثة: تُعرب كلمة (بَخْ) أو (بَهْ) اسم فعل مضارع بمعنى أستعظم والفاعل مستتر تقدير أنا.

الرّابعة: إذا دخل التّنوين هذه الكلمة وقيل (بَخٍ) أو (بَهٍ) فإنّ ذلك للتّنكير، والمراد من التّنكير هنا زيادة التّعظيم لا الجهل بالشّيء وعدم تعيّنه، فالنّحاة عندما سمّوا بعض أنواع التّنوين بـ (تنوين التّنكير) فهذه التّسمية باعتبار اللّفظ، وإلاّ فإنّه لا بدّ من الوقوف دائما أمام معاني التّنكير نفسِه، والله أعلم وأعزّ وأكرم.

(بْنِينْ)

بْنِينْ: معناها في استعمالنا (طيّب)، وأطيب منه موافقة استعمالنا لاستعمال العرب، فقد قال ابن منظور رحمه الله:

" البَنَّة: الرّيح الطيِّبة كرائحة التُّفّاح ونحوها، وجمعُها (بِنانٌ) تقول: أَجِدُ لهذا الثوب بَنَّةً طيِّبة من عَرْف تفاح أَو سَفَرْجَل".

هذا هو الأكثر، لكن قد تطلق على الرّائحة المكروهة كما قال الأصمعيّ، وقال الجوهريّ: " البَنَّةُ: الرائحة كريهةً كانت أَو طيبةً ".

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير