رفع الله قدرك اخي الكريم
وزادك اله من فضله
موضوع غاية في الجمال
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 02 - 09, 09:44 م]ـ
يزيد بن شيبان التميمي أحد سادات العرب مع الأعرابي القُضاعي وكيف لقنهُ درساً في معرفة أنساب العرب:
خرج يزيد بن شيبان بن علقمة بن زرارة بن عُدس بن زيد بن عبد الله بن دارم التميمي ذات سنةٍ يريد الحج؛ فلما انتهى من الحج استعجل الرحيل قبل جماعته؛ والتحق بجماعة من الحجاج العائدين وكانوا من مهرة؛ ومهرة من قضاعة؛ فسألهم يزيد هذا التميمي المتبجح بنسبه عن نسبهم؟؟؛ فقالوا: من قضاعة؛ فكأنه لما سمع ذلك استصغر شأنهم وصد عنهم؛ فقالوا: ومن ذا الذي شامكم مشامة الذئب الغنم ثم عطف راحلته؟؟؛ كأنه لم يركم من جذم العرب!! فلحقني غلامان في يد أحدهما محجز فأهوى به إلى زمام الناقة فألحقاني؛ فقالوا: ما شأنك شامتنا مشامة الذئب الغنم ثم عطفت راحلتك كأنك لم ترنا من جذم العرب؟؟
قال قلت: ليس بي ذاك؛ ولكني اعتريت إلى قوم لايعرفوني ولا أعرفهم؛ قالوا له: مالك سألتنا عن نسبنا فلما انتسبنا لك صددت عنا!!؛ فقال لهم: لما عرفت انكم من مهرة بن حيدان قلت انكم قوم لا تعرفون نسبي ولا اعرف نسبكم فلهذا أعرضت عنكم؛ قال: فكان معهم شيخٌ كبير في السن فقال ليزيد بن شيبان: لعمري ان كُنتَ من جذم العرب لأعرفنك!!؛ فقال يزيد في نفسهِ: من هذا الذي يسألني؟؟؛ فقُلتُ له: نعم؛ فأنا والله من جذم العرب.
فقال الشيخ: فإن العرب على أربعِ جُذم: ربيعة؛ ومضر؛ وقضاعة؛ واليمن؛ فمن أيهم أنت؟؟؛ فقلتُ: إمرؤٌ من مُضر؛ فقال الشيخ القُضاعي: أما والله لأطرحنك في مثل لجج البحر!!؛ أفمن الفرسان؛ أم من الأرحاء؟؟؛ قلتُ: عرفت أنه يقصد بالفرسان قيس؛ وبالارحاء خِنذف؛ فقلت لهُ: بل من الارحاء؛ قال الشيخ: إذاً من خِنذف؟؟؛ فقلتُ: نعم
قال الشيخ: افمن الازمة أم من الجمجمة؟؟؛ فقلتُ: عرفت أنه يقصد بالأزمة مُدركه؛ وبالجمجمة طابخه؛ فقلتُ لهُ: من الجمجمة؛ فقال: إذاً أنت من طابخة؟؟؛ قلتُ: نعم؛ فقال الشيخ المهري: أفمن الصميم أم من الوشيم؟؟؛ فقلتُ: عرفت انه يقصد بالصميم تميم؛ وبالوشيم الرباب و مزينة؛ فقلتُ: من الصميم؛ فقال: أنت اذا ً من تميم؛ فقلتُ: نعم!!
فقال: أفمن الأكثرين أم من الأقلين أم من الأحزمِين؟؟؛ فقلتُ: عرفت أنهُ يقصد بالأكثرين بنو زيد بن مناة؛ وبالاقلين بنو حارث بن تميم؛ وبالاحزمين بنو عمرو بن تميم؛ فقلتُ: من الأكثرين؛ فقال: أنت اذاً من زيد مناة؛ فقلت: نعم؛ فقال الشيخ القضاعي: أفمن الجدود؛ أم من البُحور؛ أم من السماد؟؟؛ فقلتُ: عرفت أنهُ يقصد بالجدود بنو سعد بن زيد مناة؛ وبالبُحور بنو بني مالك بن زيد مناة؛ وبالسماد بنو اُمرءِ القيس بن زيد مناة؛ فقلت: بل من البحور؛ فقال: أنت اذاً من بني مالك بن زيد مناة؛ فقلت: نعم!
فقال الشيخ: أفمن الذُرى؛ أم من الجراثيم؟؟؛ فقلتُ: عرفت أنهُ يقصد بالذُرا بنو حنضلة بن مالك؛ وبالجراثيم بنو ربيعة وبنو معاوية وبنو قيس بن مالك؛ فقلت: لا؛ بل من الذُرى؛ فقال: أنتَ اذاً من بني حنضلة؟؟؛ فقلتُ: نعم؛ فقال الشيخ: أفمن القدور؛ أم من الفرسان؛ أم من الجراثيم؟؟؛ فقلتُ: عرفتُ أنهُ يقصد بالقدور بني مالك بن حنضلة؛ وبالفرسان بنو يربوع بن حنضلة؛ وأن الجراثيم هُم البراجم؛ فقلتُ: بل من القدور؛ فقال: أنتَ إذاً من بني مالك بن حنصلة؟؛ فقلت: نعم!
فقال الشيخ: افمن الأرنبة؛ ام من اللحيين؛ أم من القفا؟؟؛ فقلتُ: عرفت أنهُ يقصد بالأرنبة بني دارم؛ وأن اللحيين بني قحية والعدوية؛ وأن القفا بني ربيعة بن مالك؛ فقلت بل من الأرنبة؛ فقال: أنتَ اذاً من بني دارم؟؛ فقلتُ: نعم؛ فقال المهري: أفمن اللباب؛ أم من الشهاب؛ أم من الهضاب؟؟؛ فقلتُ: عرفت أنُ يقصد باللباب بني عبد الله بن دارم؛ وبالشهاب بني نهشل بن دارم؛ وبالهضاب بني مجاشع بن دارم؛ فقلتُ؛ بل من اللباب؛ فقال: أنتَ إذاً من بني عبد الله بن دارم؟؛ فقلتُ: نعم!!
فقال القضاعي: أفمن البيت؛ أم من الزوافر؟؟؛ فقلتُ: عرفتُ أنهُ يقصد بالبيت بَنُو عُدُس بن زيد بن عبد الله بن دارم؛ و بالزوافر الأحلاف من بني زيد بن عبد الله بن دارم؛ فقلتُ: بل من البيت؛ فقال: أنتَ إذاً من بني زُرارة؟؟؛ فقلتُ: نعم!؛ فقال الشيخ: فإن زرارة لهُ عشرةً من الولد: حاجباً؛ ولقيطاً؛ ومعبداً؛ وعلقمةَ؛ وخزيمة؛ وعبد الحارث؛ ولبيداًَ؛ و عمراً؛ و عبدُ مُناة؛ و مالكاًَ؛ فمن أيهُم أنتَ؟؟؛ فقلتُ: أنا من بني علقمة!
فقال الشيخ: فإن علقمة ولدَ رجُلين: شيبان؛ والمأموم؛ فمن أيهُما أنت؟؟؛ فقلتُ: أنا ابنُ شيبان؛ ولم يتوقف الشيخ القضاعي فقال: فإن شيبان تزوج بثلاث نسوة: مهد بنتُ حمران بن بشر من بني قيس بن ثعلبة؛ فولدت لهُ: يزيداً؛ وتزوج من عكرشة بنت حاجب بن زرارة فولدت لهُ: المأموم؛ وتزوج من عميرة بنت بشر من بني عُدُس فولدت لهُ: المقعد؛ فلأيهن أنت؟؟؛ فقلتُ: لمهد!!
فقال الشيخ: والله يا ابن أخي ما افترقت فرقتان منذ قام الإسلام الا كنتَ أنت في أفضلهما؛ إلا كنانة بن خزيمة بن مدركة زحمك أخواك فإن أميهِمَا أحبُ اليّ من أن تلداني من امك!!
ثُمَّ قال الشيخ: أما وربي: اتُراني عرفتُك؟؟؛ فقال يزيد: وأبيكَ أيُ معرفةٍ.
¥