وكذلك في قوله تعالى في سورة الأنعام أيضاً (فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ {96}) فالليل فيه السكون والهدوء فجاءت معه الصيغة الفعلية (جعل الليل سكناً) والإصباح يدلّ على الحركة والحياة فجاء بالصيغة الإسمية (فالق)
وكلمة (يُخرج) لا تأتي دائماً مع الحركة وإنما تأتي حسب سياق الآيات كما في سورة آل عمران (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ {27}) لأن سياق الآيات كلها في التغييرات والتبديلات أصلاً (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {26}) وهذا ما يُعرف بمطابقة الكلام لمقتضى الحال.
ما الفرق من الناحية البيانية بين (أنزلنا إليك) و (أنزلنا عليك)؟
هناك أمران يحددان استعمال إلى أو على:
. (إلى) لم تستعمل في القرآن الكريم إلا مع العاقل (وأنزلنا إليك الكتاب) أما (على) فهي استعملت للعاقل وغير العاقل (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل) و (الأرض أنزلنا عليها الماء).
2. (على) قد تستعمل في العقوبات (فأنزلنا عليهم رجزاً من السماء) وقوله تعالى (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلّت أعناقهم لها خاضعين.
ما اللمسة البيانية في استخدام كلمة (زوجك) بدل زوجتك في قوله تعالى: (اسكن أنت وزوجك الجنة)؟
لغوياً الأصل هو كلمة (زوج) وفي اللغة الضعيفة تستعمل (زوجة). ففي اللغة يقال: المرأة زوج الرجل والرجل زوج المرأة، أما استخدام كلمة (زوجة) فهي لغة ضعيفة رديئة فالأولى والأصح أن تستخدم كلمة (زوج) ولذا استخدمها القرآن الكريم في الآية.
ما اللمسة البيانية في استعمال كلمة (سلام) و (السلام) في سورة مريم في قصتي يحيى - عليه السلام - وعيسى - عليه السلام -؟
قال تعالى في سورة مريم في قصة يحيى - عليه السلام - (وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً {15})، أما في قصة عيسى - عليه السلام - فقال تعالى (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً {33}) (السلام) معرفة و (سلام) نكرة؛ والنكرة عادة تدل على الشمول والعموم والمعرفة تدل على الإختصاص. فكلمة (سلام) أعمّ من (السلام) ولذلك تحية أهل الجنة هي (سلام) وهي كلها جاءت بالتنكير وتدل على السلام العام الشامل (سلام عليكم) (تحيتهم يوم يلقونه سلام) وتحية أهل الجنة سلام وتحية الله تعالى لعباده سلام (سلام على موسى وهارون) ولم يحيي الله تعالى عباده المرسلين بالتعريف أبداً وجاء كله بالتنكير سواء في الجنة أو لعباده وتحية سيدنا يحيى - عليه السلام - هي من الله تعالى لذا جاءت بالتنكير (سلام عليه) أما تحية عيسى - عليه السلام - فهي من نفسه فجاءت بالمعرفة (والسلام عليّ). وهناك أمر آخر هو أن تحية الله تعالى أعمّ وأشمل وعيسى - عليه السلام - لم يحيي نفسه بالتنكير تأدباً أمام الله تعالى فحيّى نفسه بالسلام المعرّف.
ما اللمسة البيانية في قوله تعالى في سورة البقرة (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)؟
في هذه الآية تقدّم جواب الشرط على فعل الشرط ومعناه أن الله تعالى يجيب دعاء العبد حتى قبل أن يبدأ بالدعاء. وفي الآية لفتة أخرى أنه في سياق القرآن كله عندما تأتي الآية فيها وإذا سألك أو يسألونك يأتي الردّ من الله تعالى لرسوله (قل) إلا في هذه الآية فقد جاء الردّ مباشرة من الله تعالى لعباده في خطاب مباشر ليس بين الله تعالى وعباده أي وسيط حتى لو كان الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -. فما على العبد إلا الدعاء والله تعالى يجيب دعاء عباده فسبحانه وتعالى.
ـ[عائشة محمد عبد الرحمن]ــــــــ[05 - 11 - 08, 10:09 م]ـ
جزاك الله خييييرا
وزادك الله علما
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[06 - 11 - 08, 11:39 ص]ـ
ما اللمسة البيانية في تقديم (الرحيم) على (الغفور) في سورة سبأ وقد وردت في باقي القرآن (الغفور الرحيم)؟
¥