["ليس لنا إلا الدعاء" عبارة غير بليغة!!]
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[17 - 01 - 09, 04:00 م]ـ
"ليس لنا إلا الدعاء"
هذه العبارة جارية اليوم على ألسنة الناس بسبب ما يشهدونه من أوقات عصيبة .. لا ريب أن معناها لا يجادل في صحته لكن ينبعث من تركيب العبارة إيحاءات قد لا يسلم بها المعتقد .. فتكون الجملة غير بليغة لعدم مراعاتها لملابسات المقام ..
"ليس لي إلا كذا" لا تقول هذه العبارة إلا وأنت تستقل ذلك الأمر وتتغثثه .. فكأنك تقول هذا الذي في يدي ليس كافيا ولكنني لا أملك غيره ... فالعبارة إذن إعلان عن الرضوخ للواقع و تصريح بالاستسلام لسلطانه ... فهي لغة المهزوم.
عندما تقول" ليس له إلا عشر عمارات" فكل من له بعض علم ببلاغة كلام العرب يفهم أن مقصد المتكلم غير خال من السخرية والدعابة .. لأن تركيب" ليس له إلا "يدل على معنى قلة الشيء واستصغاره فيأتي بعد ذلك تعبير "عشر عمارات" ليؤسس المفارقة في الفكرة (الكثرة والقلة)، والانزياح في التعبير، فتحمل الكلام على محمل السخرية كأن ترى المتكلم يذكر رجلا مبتلى بالبخل فيفسر بخله بالعبارة السابقة: هو رجل مسكين معذور في شحه فهو لا يملك إلا عشر عمارات!!
وهكذا لن تجد أمة تقول إنها "لا تملك إلا القنابل الذرية" أو "ليس في ترسانتها إلا الصواريخ العابرة للمحيطات والقارات"
بل يستعمل هذا التعبير من هو في مرتبة أدنى في سلم التسلح فيقال" ليس له إلا دبابات قديمة" أو" ليس له إلا أسلحة تقليدية"
لكن هل الدعاء له مثل هذه المنزلة!
كلا ثم كلا!!
إن كل أسلحة العالم مجموعة ومحشورة لتنكمش وتتضاءل أمام الدعاء ..
ليس الدعاء إلا طلبا لولي.
و الولي المطلوب هو رب العالمين .. !!
فهل تقول بعدها" ليس لي إلا الدعاء " على سبيل الاستصغار أم يكون أول ما تعرضه لإرهاب العدو عندما يعول هذا العدو على طائرته وصاروخه .... !!
هل تخاف من يشهر طلقته من وراء جدر أم من يدعو رب العالمين ... !
لكن معقد الأمر كله هو الدعاء المستجاب .. أما الدعاء المطلق فهو رصاصة فارغة ..
فهل تدري أيها المسلم أنك عندما تتورع عن أخذ رشوة تكون قد نصرت إخوان لك في غزة ... وهل تدري أنك عندما اختلست شيئا من ميزانك فقد دعمت اليهود!!
ألا تدري أنك بأكلك الحرام قد جعلت دعاءك غير مستجاب ... وحرمت إخوانك الفلسطينيين من سلاح هو أعظم من كل سلاح اصطنعه الأعداء .... !!
أليس الإنشغال بإصلاح النفس والقلب أكثر فائدة لإخوانك من الصراخ والهتاف ... فكأن الأول منشغل بتجهيز السلاح الذي لا يبقي ولا يذر والثاني يضيع جهده في الصراخ .. والصراخ هواء!!
ـ[هشام التميمي]ــــــــ[21 - 01 - 09, 08:43 ص]ـ
شكرا لك
ـ[توبة]ــــــــ[14 - 03 - 10, 02:12 ص]ـ
"ليس لنا إلا الدعاء"
"ليس لي إلا كذا" لا تقول هذه العبارة إلا وأنت تستقل ذلك الأمر وتتغثثه .. فكأنك تقول هذا الذي في يدي ليس كافيا ولكنني لا أملك غيره ... فالعبارة إذن إعلان عن الرضوخ للواقع و تصريح بالاستسلام لسلطانه ... فهي لغة المهزوم.
عندما تقول" ليس له إلا عشر عمارات" فكل من له بعض علم ببلاغة كلام العرب يفهم أن مقصد المتكلم غير خال من السخرية والدعابة .. لأن تركيب" ليس له إلا "يدل على معنى قلة الشيء واستصغاره فيأتي بعد ذلك تعبير "عشر عمارات" ليؤسس المفارقة في الفكرة (الكثرة والقلة)، والانزياح في التعبير، فتحمل الكلام على محمل السخرية كأن ترى المتكلم يذكر رجلا مبتلى بالبخل فيفسر بخله بالعبارة السابقة: هو رجل مسكين معذور في شحه فهو لا يملك إلا عشر عمارات!!
وهكذا لن تجد أمة تقول إنها "لا تملك إلا القنابل الذرية" أو "ليس في ترسانتها إلا الصواريخ العابرة للمحيطات والقارات"
بل يستعمل هذا التعبير من هو في مرتبة أدنى في سلم التسلح فيقال" ليس له إلا دبابات قديمة" أو" ليس له إلا أسلحة تقليدية"
لكن هل الدعاء له مثل هذه المنزلة!
كلا ثم كلا!!
إن كل أسلحة العالم مجموعة ومحشورة لتنكمش وتتضاءل أمام الدعاء ..
ليس الدعاء إلا طلبا لولي.
و الولي المطلوب هو رب العالمين .. !!
فهل تقول بعدها" ليس لي إلا الدعاء " على سبيل الاستصغار
أكرمك الله ... بل استقل أقوام الدعاء حتى زهدوا فيه و هجروه .. فإذا ضاقت بهم السبل و بلغت الهموم أشدها رفعوا الأكف يشكون المضض ..
فاللهم اغفر لنا جهلنا وتقصيرنا و اعف عنا و ارحمنا.
ـ[أبوخالد]ــــــــ[14 - 03 - 10, 04:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
لكن ما هو التعبير الصحيح؟