صدور كتاب (ارتكاز الفكر النحوي على الحديث والأثر في كتاب سيبويه) لـ أ. د. محمود فجّال
ـ[أبو مالك النحوي]ــــــــ[10 - 02 - 09, 01:32 ص]ـ
http://up1.m5zn.com/photo/2009/2/9/05/l7fuk1u7y.jpg/jpg
« ارتكاز الفكر النحوي على الحديث والأثر في كتاب سيبويه»
أهدى فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمود فجّال المكتبة العربية كتابًا طالَ انتظاره، أعاد فيه إلى الذاكرة ذلك التراث الخالد المتمثّل في كتاب إمام النحاة (سيبويه).
فكتاب سيبويه أوّل مرحلة من مراحل تدوين الفكر النحوي. ويضرب به المثلُ في البحث والتعمّق والإحاطة.و «سيبويه» مفخرة النحاة، ولا نحوٌ من دون سيبويه. وكتابه يزهو بالأحاديث والآثار. وقد اتفق النّحاة على أن سيبويه اعتمد في احتجاجه على الأصول الآتية:
1 - القرآن الكريم بجميع قراءاته. 2 – كلام العرب من شعر ونثر.
3 – القياس، ويعدّ من الأسس في دراسة الفكر النحوي.
وقد قالوا: النحو كلّه قياس، ومن أنكره فقد أنكر النحو.
أمّا الحديث النبوي فقد قال «ابن الضائع»: إنّ سيبويه ترك الاستشهاد على إثبات اللغة بالحديث، واعتمد في ذلك على القرآن وصريح النقل عن العرب. ثمّ جاء تلميذه «أبو حيّان» وسلك دربه، وقال: إنّ «ابن مالك» خالف سيبويه في استدلاله بالأحاديث على إثبات القواعد الكليّة في لسان العرب، وتبعهما على ذلك كثير من علماء العربية. وهناك من المعاصرين من رفض الاحتجاج بالحديث النبوي.
ويصرّح الأستاذ الدكتور محمود فجّال بأنّه قد سبر غورَ كتاب سيبويه فوجده بعد القراءة والتنقيب مملوءًا بالأحاديث والآثار، من كلمة أو كلمتين أو جملة، كما أحسَّ أن أسلوبه يتّسم بأسلوب أهل الحديث حينما يقول: حدّثني فلان. ويتحدّى جميع المانعين للاستشهاد بالحديث النبوي في النحو العربي اقتداءً بسيبويه - في زعمم - أن يأتوا بنصّ لسيبويه فيه تصريح أو تلميح بأنه يرفض الاحتجاج بالحديث في النحو.
قال أ. د. محمود فجال: و «أنا لم أر لسيبويه تصريحًا أو تلويحًا برفض الاحتجاج بالحديث والأثر.
نعم سيبويه لم يرفع قولًا إلى النبي ?، وهذا شأنه في الشعر أيضًا، فإنّه لا ينسب الشعر إلى قائله، وما نراه من نسبة الشعر فهو لـ «الجرمي»، وسبب ذلك يعود إلى أمانة سيبويه وثقته؛ لذا كَرِهَ أن يذكر الشاعر، لأنّ بعض الشعر يُروَى لشاعرين، وكره أن يرفع حديثًا خشيَة أن يكون الحديث مرويًّا بعدّة روايات، ويأتي مثل شيخه في الحديث «حمّاد بن سلمة» ويقول له: أخطأت يا سيبويه».
ثم يعود الدكتور محمود فجّال ليقول: «إنّ سيبويه احتجّ بالحديث والأثر في إثبات الفكر النحوي كقوله: (ونخلع ونترك من يفجرك)، وقوله: (شاهداك)، وجاء في الحديث: ?شاهداك أو يمينه ?، و (مرحبًا وأهلًا) من قول الصحابية له ?. وقوله: (تربت يداك)، وقوله: (فداءٌ لك أبي وأمّي)، وقوله: (لبّيك وسعديك)، وقوله: (اللهُ أكبرُ دعاءُ الحق)، وقوله: (لا ينبغي لأحد أن يقول: مُطرنا بنوء كذا)، وقوله: (لا حول ولا قوّة إلّا بالله)، وقوله: (كيف أنت)، وقوله: (كلّ مولود يولد على الفطرة ... )، وقوله: (لبيك إنّ الحمدَ والنّعمة لك)، وقوله: (إنّ الله ينهاكم عن قيل وقال)، وقوله لحُذيفة: (يا نومانُ)، وقوله: (سبّوحًا قدّوسًا ربَّ الملائكة والروح)، وقوله: (ما من أيّامٍ أحبّ إلى الله – عزّ وجلّ – فيها الصومُ منه في عشر ذي الحجّة)، وقوله: (حيّ على الصلاة)، وقوله: (الخِلِّيفَى) من كلام عمر، وقوله: (فبها ونعمت)، وقوله: (أستجير بالله من النار) ... إلى آخر ما ذكرتُهُ ويبلغ أكثر من مئة وثلاثين شاهدًا من حديثٍ أو أثر».
هذا، وقد قام الدكتور محمود فجّال بدراسة الأحاديث والآثار في كتاب سيبويه بذكر نصوصها، وتوثيقها، وذكر من استشهد بها من النّحاة في مصنّفاتهم. وصَدَرَ بحصيلة هي أنّه يُضاف إلى أصول الفكر النحوي في كتاب سيبويه الحديثُ النبوي والآثار، والنبيُّ ? هو أفصح العرب، وكلامه يأتي في المرحلة الثانية في أصول الفكر النحوي، أي: بعد القرآن الكريم.
الجدير بالذكر أنّ الأستاذ الدكتور محمود فجّال قد تبنّى مسألة الاحتجاج بالحديث النبوي في النحو العربي، وصدر له في هذا المضمار العديد من المصنفات التي حوَت الأدلة الدامغة على جواز الاحتجاج بالحديث النبوي في النحو العربي مفنّدًا آراء الخصوم والمانعين بالحجة القاطعة والبراهين الساطعة، حتى إنّه ليعدّ بحق رائدَ قضية الاحتجاج بالحديث النبوي في النحو العربي في العصر الحديث، ومن أبرز كتبه في هذا الميدان:1 - كتاب السير الحثيث إلى الاستشهاد بالحديث في النحو / مطبوع في جزأين /. 2 - كتاب الحديث النبوي في النحو العربي / مطبوع في مجلد واحد / 3 - تخريج أحاديث الرضي في شرح الكافية للبغدادي، وقد صدّره بمقدّمة ضافية حول الاحتجاج بالحديث / مطبوع في مجلد /.
إضافة إلى تعرضه لهذه المسألة في مناقشاته للسيوطي في الاقتراح في أصول النحو وجدله، وكذا في كتاب ابن الطيب الفاسي (فيض نشر الانشراح من روض طي الاقتراح) ... إلى غير ذلك من الكتب والأبحاث المنشورة في المجلات والكتب غير المطبوعة.
ويعدّ كتاب (ارتكاز الفكر النحوي على الحديث والأثر في كتاب سيبويه) صيحة مدوية في قضية الاحتجاج خالف فيها الدكتور محمود فجال رأي كل من سبقه من الباحثين، وأتى بما لم يفطنوا إليه، مما أكسب هذا السفر قيمة علمية فريدة، شكلت إضافة جديدة في الفكر النحوي.
جزى الله المؤلف خير الجزاء وجعل ذلك في موازين أعماله.
الرابط الأصلي للموضوع
http://www.fajjal.com/iwan/showthread.php?p=245#post245
¥