تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمتشابه هو ما خفي علمه على غير الراسخين في العلم، بناء على أن الواو في قوله تعالى: والراسخون في العلم [3\ 7]، عاطفة أو هو ما استأثر الله بعلمه، كمعاني الحروف المقطعة في أوائل السور بناء على أن الواو في قوله تعالى: والراسخون في العلم استئنافية لا عاطفة.

ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[16 - 05 - 10, 06:55 ص]ـ

قوله تعالى: إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي الآية.

هذه الآية الكريمة يتوهم من ظاهرها وفاة عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.

وقد جاء في بعض الآيات ما يدل على خلاف ذلك كقوله: وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم [4\ 157]، وقوله: وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته الآية [4\ 159].

على ما فسرها به ابن عباس في إحدى الروايتين وأبو مالك والحسن وقتادة وابن. . . . . . وأبو هريرة، ودلت على صدقه الأحاديث المتواترة، واختاره ابن جرير وجزم ابن كثير، بأنه الحق من أن قوله: «قبل موته» أي موت عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.

والجواب عن هذا من ثلاثة أوجه /

الأول: أن قوله تعالى: «متوفيك» لا يدل على تعيين الوقت، ولا يدل على كونه قد مضى وهو متوفيه قطعا يوما ما، ولكن لا دليل على أن ذلك اليوم قد مضى، وأما

عطفه: «ورافعك» إلى قوله: «متوفيك»، فلا دليل فيه لإطباق جمهور أهل اللسان العربي على أن الواو لا تقتضي الترتيب ولا الجمع، وإنما تقتضي مطلق التشريك.

وقد ادعى السيرافي والسهيلي إجماع النحاة على ذلك، وعزاه الأكثر للمحققين وهو الحق. خلافا لما قاله قطرب والفراء وثعلب وأبو عمر والزاهد وهشام والشافعي من أنها تفيد الترتيب لكثرة استعمالها فيه.

وقد أنكر السيرافي ثبوت هذا القول عن الفراء وقال: لم أجده في كتابه.

وقال ولي الدين: أنكر أصحابنا نسبة هذا القول إلى الشافعي، حكاه عنه صاحب الضياء اللامع.

وقوله صلى الله عليه وسلم: ابدأ بما بدأ الله به يعني الصفا لا دليل فيه على اقتضائها الترتيب، وبيان ذلك هو ما قاله الفهري كما ذكر عنه صاحب الضياء اللامع وهو أنها كما أنها لا تقتضي الترتيب ولا المعية فكذلك لا تقتضي المنع منهما، فقد يكون العطف بها مع قصد الاهتمام بالأول كقوله إن الصفا والمروة من شعائر الله الآية [2 158]. بدليل الحديث المتقدم، وقد يكون المعطوف بها مرتبا كقول حسان:

هجوت محمدا ... وأجبت عنه

على رواية الواو وقد يراد بها المعية كقوله: فأنجيناه وأصحاب السفينة [29\ 15]، وقوله: وجمع الشمس والقمر [75\ 9]، ولكن لا تحمل على الترتيب ولا على المعية إلا بدليل منفصل.

الوجه الثاني: أن معنى «متوفيك» أي: منيمك «ورافعك إلي»،

أي: في تلك النومة.

وقد جاء في القرآن إطلاق الوفاة على النوم في قوله وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار [6\ 60]، وقوله: الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها [39\ 42].

وعزا ابن كثير هذا القول للأكثرين، واستدل بالآيتين المذكورتين وقوله صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا. . . . . الحديث.

الوجه الثالث: إن «متوفيك» اسم فاعل توفاه إذا قبضه وحازه إليه، ومنه قولهم: توفى فلان دينه، إذا قبضه إليه، فيكون معنى «متوفيك» على هذا قابضك منهم إلي حيا.

وهذا القول هو اختيار ابن جرير، وأما الجمع بأنه توفاه ساعات أو أياما، ثم أحياه، فالظاهر أنه من الإسرائيليات، وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن تصديقها وتكذيبها.

ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[20 - 05 - 10, 10:33 ص]ـ

قوله تعالى: وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا الآية.

هذه الآية تدل بظاهرها على أنهم لم يؤمروا بقتال الكفار إلا إذا قاتلوهم، وقد جاءت آيات أخر تدل على وجوب قتال الكفار مطلقا قاتلوا أم لا، كقوله تعالى: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة [2 193].

وقوله: فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد [9 5].

وكقوله تعالى: تقاتلونهم أو يسلمون [48 6].

والجواب عن هذا بأمور /

الأول: وهو أحسنها وأقربها، أن المراد بقوله: «الذين يقاتلونكم» تهييج المسلمين وتحريضهم على قتال الكفار، فكأنه يقول لهم: هؤلاء الذين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير