واستشهد المؤلف: ما روي في الحديث أن جبير بن مطعم ورد على النبي صلى الله عليه وسلم في معنى حليف له أراد أن يفاديه، فدخل والنبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة: "وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ" في صلاة الفجر، قال: فلما انتهى إلى قوله: "إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ، مَّا لَهُ مِنْ دَافِعٍ"، قال: خشيت أن يدركني العذاب. فأسلم. وفي حديث آخر: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمع سورة طه فأسلم.
عتبة بن ربيعة يسمع آية العذاب فيثب
واستشهد أيضاً: رُوي أن قوله عز وجل في أول "حم السجدة" إلى قوله: "فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُم فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ"، نزلت في شيبة وعتبة ابني ربيعة، وأبي سفيان بن حرب، وأبي جهل. وذكر أنهم بعثوا هم وغيرهم من وجوه قريش بعتبة بن ربيعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليكلمه، وكان حسن الحديث، عجيب الشأن، بليغ الكلام، وأرادوا أن يأتيهم بما عنده.
4 - الإعجاز الذي تحدى بها العرب لم تكن في غير القران من الكتب السماوية
وقال: التوراة والإنجيل والصحف ليست معجزة في النظم ... الخ
وأهل التوراة والإنجيل لم يدعوا الإعجاز لكتابهم ..
وقال أيضاً: فإن قيل: فهل تقولون بأن غير القرآن من كلام الله عز وجيل معجز: كالتوراة والإنجيل والصحف? قيل: ليس شيء من ذلك بمعجز في النظم والتأليف. وإن كان معجزاً كالقرآن فيما يتضمن من الأخبار بغيوب، وإنما لم يكن معجزاً لأن الله تعالى لم يصفه بما وصف به القرآن، ولأنا قد علمنا أنه لم يقع التحدي إليه كما، وقع التحدي إلى القرآن ...
5 - جملة وجوه إعجاز القرآن الكريم هي:
وقال المؤلف: ذكر أصحابنا وغيرهم في ذلك ثلاثة أوجه من الإعجاز:
الإخبار عن الغيوب
أحدهما يتضمن الإخبار عن الغيوب، وذلك مما لا يقدر عليه البشر، ولا سبيل إليه.
والوجه الثاني أنه كان معلوماً من حال النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان أمياً لا يكتب ولا يحسن أن يقرأ.
والوجه الثالث أنه بديع النظم، عجيب التأليف، متناه في البلاغة إلى الحد الذي يعلم عجز الخلق عنه، والذي أطلقه العلماء هو على هذه الجملة.
وقال أيضاً: نظم القرآن خارج عن نظام كلام العرب
وقال: ليس في كلام العرب مثيل لما في القرآن ..
6 - وصف شعر الشعراء قياسا بما تقدم من وصف للقران وعلى ما سيأتي.
وقال: ومنها: أنه ليس للعرب كلام مشتمل على هذه:
1. الفصاحة.
2. الغرابة.
3. والتصرف البديع.
4. والمعاني اللطيفة.
5. والفوائد الغزيرة.
6. والحكم الكثيرة.
7. والتناسب في البلاغة.
8. والتشابه في البراعة.
9. على هذا الطول وعلى هذا القدر.
10. وإنما تنسب إلى حكيمهم كلمات معدود.
11. وألفاظ قليلة.
12. وإلى شاعرهم قصائد محصورة، يقع فيها ما نبينه بعد هذا من الاختلال، ويعترضها ما نكشفه من الاختلاف، ويقع فيها ما نبديه من التعمل والتكلف والتجوز والتعسف.
وقال أيضاً: القرآن على طوله متناسباً في الفصاحة
وقد حصل القرآن على كثرته وطوله متناسباً في الفصاحة، على ما وصفه الله تعالى به، فقال عز وجل: " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابَاً مُتَشَابِهاً، مَّثَانِيَ، تَقْشَعِرُّ مِنْهُ قُلُوبُ الَّذِينَ يَخْشَونَ رَبَّهُم، ثُمَّ تَلِينُ، جُلُودُهُم وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِْكْرِ اللّهِ"، " وَلَوْ كَانَ مَنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً".
فأخبر أن كلام الآدمي إن امتد وقع فيه التفاوت، وبان عليه الاختلال، وهذا المعنى هو غير المعنى الأول الذي بدأنا بذكره فتأمله تعرف الفضل.
وقال أيضاً: نظم القرآن لا يتفاوت ولا يتباين
وهو أن عجيب نظمه وبديع تأليفه لا يتفاوت ولا يتباين، على ما يتصرف إليه من الوجوه التي يتصرف فيها، من ذكر قصص ومواعظ واحتجاج وحكم وأحكام وإعذار وإنذار ووعد ووعيد وتبشير وتخويف وأوصاف، وتعليم أخلاق كريمة وشيم رفيعة، وسير مأثورة وغير ذلك من الوجوه التي يشتمل عليها.
وقال أيضاً: كلام البلغاء يتفاوت
ونجد كلام البليغ الكامل والشاعر المفلق، والخطيب المصقع، يختلف على حسب اختلاف هذه الأمور.
¥