ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[28 - 03 - 09, 07:56 م]ـ
حدث أبو عبد الله بن زرقون أن أبا بكر ابن المنخل وأبا بكر الملاح الشلبيين كانا متواخيين متصافيين وكان لهما ابنان صغيران قد برعا في الطلب وحازا قصب السبق في حلبة الأدب فتهاجى الابنان بأقذع الهجاء فركب ابن المنخل في سحر من الأسحار مع ابنه عبد الله فجعل يعتبه على هجاء بني الملاح ويقول له قد قطعت ما بيني وبين صديقي وصفيي أبي بكر في إقذاعك في ابنه فقال له ابنه إنه بدأني والبادي أظلم وإنما يجب أن يلحى من بالشر تقدم فعذره أبوه فبينما هما على ذلك إذ أقبلا على واد تنق فيه الضفادع
فقال أبو جعفر لابنه
(تنق ضفادع الوادي ... )
فقال ابنه
(بصوت غير معتاد ... )
فقال الشيخ
(كأن نقيق مقولها ... )
فقال ابنه
(بنو الملاح في النادي ... )
فلما أحست الضفادع بهما صمتت
فقال أبو بكر
(وتصمت مثل صمتهم ... )
فقال ابنه
(إذا اجتمعوا على زاد ... )
فقال الشيخ
(فلا غوث لملهوف ... )
فقال الابن
(ولا غيث لمرتاد ... )
ولا خفاء أن هذه الإجازة لو كانت من الكبار لحصلت منها الغرابة فكيف ممن هو في سن الصبا
يُتْبَع إن شاء الله
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[30 - 03 - 09, 08:57 ص]ـ
وقف أشعب على امرأة تعمل طبق خوص فقال لتكبريه فقالت لم أتريد أن تشتريه قال لا ولكن عسى أن يشتريه إنسان فيهدي إلي فيه فيكون كبيرا خير من أن يكون صغيرا
قال صديق أشعب لأشعب هب لي خاتمك أذكرك به قال اذكرني أني منعتك إياه فهو أحب إلي
قال أشعب مرة للصبيان هذا عمرو بن عثمان يقسم مالا فمضوا فلما أبطأوا عنه اتبعهم يحسب أن الأمر قد صار حقا كما قال
دعا زياد بن عبد الله أشعب فتغدى معه فضرب بيده إلى جدي بين يديه وكان زياد أحد البخلاء بالطعام فغاظه ذلك فقال لخدمه أخبروني عن أهل السجن ألهم إمام يصلي بهم وكان أشعب من القراء لكتاب الله تعالى قالوا لا قال فأدخلوا أشعب فصيروه إماما لهم قال أشعب أو غير ذلك قالوا وما هو قال أحلف لك أصلحك الله ألا أذوق جديا أبدا فخلاه
قيل لأشعب ما بلغ من طمعك قال ما رأيت اثنين يتساران قط إلا كنت أراهما يأمران لي بشيء
عن جهم بن خلف قال
حدثني رجل قال قلت لأشعب لو تحدثت عندي العشية فقال أكره أن يجيء ثقيل قال قلت ليس غيرك وغيري قال فإذا صليت الظهر فأنا عندك فصلى وجاء فلما وضعت الجارية الطعام إذا بصديق لي يدق الباب فقال ألا ترى قد صرت إلى ما أكره قال قلت إن عندي فيه عشر خصال قال فما هي قال أولها أنه لا يأكل ولا يشرب فقال أشعب التسع الخصال لك أدخله
ساوم أشعب رجلا بقوس عربية فقال الرجل لا أنقصها عن دينار قال أشعب أعتق ما أملك لو أنها إذا رمي بها طائر في جو السماء ووقع مشويا بين رغيفين ماأخذتها بدينار
يُتْبَع إن شاء الله
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[30 - 03 - 09, 09:11 ص]ـ
كان رجل من دُهاة العرب وعُقَلاَئهم يُقَال له شَنٌّ فَقَالَ: والله لأَطُوفَنَّ حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها فبينما هو في بعض مَسِيرَه إذ وافقه رَجُلٌ في الطريق فسأله شَنٌّ: أين تريد؟ فَقَالَ: موضعَ كذا يريد القربة التي يَقْصِدها شَنٌّ فوافقه حتى إذا أخذا في مسيرهما
قَالَ له شَنٌّ: أتحْملُنِي أم أحْمِلُكَ؟
فَقَالَ له الرجل: ياجاهل أنا راكب وأنت راكب فكيف أحملك أو تحملني؟
فسكتَ وعنه شَنٌّ وسارا حتى إذا قَرُبا من القرية إذا بزَرع قد استَحْصَد
فَقَالَ شَنٌّ: أترى هذا الزرع أكِلَ أم لاَ؟
فَقَالَ له الرجل: يا جاهل ترى نَبْتاً مُسْتَحْصِداً فتقول أكِلَ أم لاَ؟
فسكَتَ عنه شن حتى إذا دخلاَ القرية لَقَيَتْهما جِنَازة
فَقَالَ شن: أترى صاحبَ هذا النّعْشِ حياً أو ميتاً؟
فَقَالَ له الرجل: ما رأيتُ أجْهَلَ منك ترى جِنَازة تسأل عنها أمَيْتٌ صاحبُها أم حى؟
¥