تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فسكت عنه شَن فاراد مُفارقته فأبى الرجل أن يتركه حتى يصير به إلى منزله فمضى معه فكان للرجل بنت يُقَال لها طَبقة فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضَيفه فأخبرها بمرافقته إياه وشكا إليها جَهْلَه وحدثها بحديثه فَقَالَت: ياأبت ما هذا بجاهل أما قوله " أتحملنى أم أحملك " فأراد أتحدثُنى أم أحَدِّثك حتى نقطع طريقنا وأما قوله " أترى هذا الزرع أكِلَ أم لاَ " فأراد هَلْ باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لاَ وأما قوله في الجنازة فأراد هل ترك عَقِباً يَحْيا بهم ذكرهُ أم لاَ فخرج الرجل فَقَعد مع شَنٍّ فحادثه ساعة ثم قَالَ أتحبُّ أن أفسِّرَ لك ما سألتنى عنه؟ قَالَ: نعم فَسَّرَهُ ففَسَّرْهُ قَالَ شن: ما هذا من كلامك فأخبرنى عن صاحبه قَالَ: ابنة لى فَخَطَبها إليه فزوَّجه إياها وحملها إلى أهله فلما رأَوْها قَالَوا: وافَقَ شَنٌّ طَبَقَةَ فذهبت مثلاً

ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[31 - 03 - 09, 12:47 ص]ـ

عمران بن حطان هاربا

لما أطرده الحجاج كان ينتقل في القبائل، فكان إذا نزل في حي انتسب نسباً يقرب منه، ففي ذلك يقول:

نزلنا في نبي سعد بن زيد ... وفي عك وعامر عوبثان

وفي لخم وفي أدد بن عمرو ... وفي بكر وحي بني العدان

ثم خرج حتى نزل عند روح بن زنباع الجذامي، وكان روح يقرع الأضياف، وكان مسامراً لعبد الملك بن مروان أثيراً عنده، فانتمى له من الأزد.

وفي غير هذا الحديث أن عبد الملك ذكر روحاً فقال: من أعطي مثل ما أعطي أبو زرعة! أعطي فقه أهل الحجاز، ودهاء أهل العراق، وطاعة أهل الشام.

وكان روح بن زنباع لا يسمع شعراً نادراً ولا حديثاً غريباً عند عبد الملك فيسأل عنه عمران بن حطان إلا عرفه وزاد فيه، فذكر ذلك لعبد الملك، فقال: إن لي جاراً من الأزد ما أسمع من أمير المؤمنين خبراً ولا شعراً إلا عرفه وزاد فيه، فقال: خبرني ببعض أخباره، فخبره وأنشده، فقال: إن اللغة عدنانية، وأني لأحسبه عمران بن حطان؛ حتى تذاكروا ليلة قول عمران بن حطان يمدح ابن ملجم لعنه الله:

يا ضربة من تقي ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

إني لأذكره حيناً فأحسبه ... أوفى البرية عند الله ميزانا

(-أقول:

كذب والله

وقد رد عليه القاضي الطبري فقال

إني لأبرأ مما أنت قائله ..... عن ابن ملجم الملعون بهتانا

إني لأذكره يوماً فألعنه ..... ديناً وألعن عمران بن حطان

عليك ثم عليه الدهر متصلاً ..... لعائن الله إسراراً وإعلاناً

فأنتمو من كلاب النار جاء لنا ....... نص الشريعة برهاناً وتبيانا_)

فلم يدر عبد الملك لمن هو، فرجع روح إلى عمران بن حطان، فسأله عنه

فقال عمران: هذا يقوله عمران بن حطان، يمدح به عبد الرحمن بن ملجم، قاتل علي بن أبي طالب، فرجع روح إلى عبد الملك فأخبره، فقال له عبد الملك: ضيفك عمران بن حطان، إذهب فجئني به، فرجع إليه، فقال: إن أمير المؤمنين قد أحب أن يراك، قال عمران: قد أردت أن أسألك ذلك فاستحييت منك، فامض فإني بالأثر، فرجع روح إلى عبد الملك فأخبره، فقال له عبد الملك: أما إنك سترجع فلا تجده! فرجع وقد ارتحل عمران، وخلف رقعة فيها:

يا روح كم من أخي مثوى نزلت به ... قد ظن ظنك نم لخم وغسان

حتى إذا جفته فارقت منزله ... من بعد ما قيل عمران بن حطان

قد كنت جارك حولاً ما تروعني ... فيه روائع من إنس ومن جان

حتى أردت بي العظمى فأدركني ... ما أدرك الناس من خوف ابن مروان

فاعذر أخاك ابن زنباع فإن له ... في النائبات خطوباً ذات ألوان

يوماً يمان إذا لاقيت ذا يمن ... وإن لقيت معدياً فعدناني

وكنت مستغفراً يوماً لطاغية ... كنت المقدم في سري وإعلاني

لكن أبت لي آيات مطهرة ... عند الولاية في طه وعمران

ثم ارتحل حتى نزل بزفر بن الحارث الكلابي، أحد بي عمرو بن كلاب. فانتسب له أوزاعياً وكان عمران يطيل الصلاة، وكان غلمان من بني عامر يضحكون منه، فأتاه رجل يوماً ممن رآه عند روح بن زنباع فسلم عليه، فدعاه زفر فقال: من هذا? فقال: رجل من الأزد، رأيته ضيفاً لروح بن زنباع، فقال له زفر: يا هذا، أأزدياً مرة وأوزاعياً مرة! إن كنت خائفاً أمناك، وإن كنت فقيراً جبرناك. فلما أمسى هرب وخلف في منزله رقعة فيها:

إن التي أصبحت يعيا بها زفر ... أعيت عياء على روح بن زنباع

قال أبو العباس: أنشدني الرياشي:

أعيا عياها على روح بن زنباع

ما زال يسألني حولاً لأخبره ... والناس من بين مخدوع وخداع

حتى إذا انقعطت عني وسائله ... كف السؤال ولم يولع بإهلاعي

فاكفف كما كف عني إنني رجل ... إما صميم وإما فقعة القاع

واكفف لسانك عن لومي ومسألتي ... ماذا تريد إلى شيخ لأوزاع!

أما الصلاة فإني لست تاركها ... كل امرئ للذي يعني به ساع

أكرم بروح بن زنباع وأسرته ... قوم دعا أوليهم للعلا داع

جاوزتهم سنة فيما أسر به ... عرضي صحيح ونومي غير تهجاع

فاعمل فإنك منعي بواحدة ... حسب اللبيب بهذا الشيب من ناع

ثم ارتحل حتى أتى عمان، فوجدهم يعظمون أمر أبي بلال ويظهرونه، فأظهر أمره فيهم، فبلغ ذلك الحجاج، فكتب إلى عامل عمان، فارتحل عمران هارباً، حتى أتى قوماً من الأزد، فلم يزل فيهم حتى مات،

وفي نزوله بهم يقول:

نزلنا بحمد الله في خير منزل ... نسر بما فيه من الإنس والخفر

نزلنا بقوم يجمع لله شملهم ... وليس لهم عود سوى المجد يعتصر

من الأزد إن الأزد أكرم أسرة ... يمانية قربوا إذا نسب البشر

فأصبحت فيهم آمناً لا كمعشر ... أتوني فقالوا من ربيعة أو مضر

أم الحي قحطان? فتلكم سفاهة ... كما قال روح لي وصاحبه زفر

وما منهما إلا يسر بنسبة ... تقربني منه وإن كان ذا نفر

فنحن بنو الإسلام والله واحد ... وأولى عباد الله بالله من شكر

يُتْبَع إن شاء الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير