تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: رواية هشام أخرجها مسلم (2/ 199): حدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ ابن هشام حدثني أبي فذكره مثل رواية الجماعة. فلا أدري أوهم أبو داود فيما عزى إلى هشام أم أن هذا اختلف عليه الرواة على نحو ما سبق من الخلاف على همام. و هذا أقرب. و أما رواية شعبة فهي كما ذكر أبو داود. و قد وصلها أحمد (6/ 446) و الداني في " الفتن " (132/ 2) و مسلم و قال عقبها: " و قال همام: " من أول الكهف " كما قال هشام ". يشير بذلك إلى ترجيح روايتهما على رواية شعبة و هو كذلك لو كانا وحيدين فكيف و معهما رواية سعيد بن أبي عروبة و شيبان بن عبد الرحمن كما سبق. بل إن شعبة قد وافقهم عليها في رواية عنه أخرجها الترمذي و صححها و لكنه شذ عنهم جميعا في لفظ آخر فقال: " ثلاث " مكان " عشر "و بيان ذلك في السلسلة الأخرى (1336). ثم رأيت شعبة قد روى ذلك الحرف على وجه آخر بلفظ " من سورة الكهف ". لم يقل " أول " و لا " آخر "، و كأنه لتردده بينهما. أخرجه عنه هكذا الخطيب في " تاريخه " (1/ 290).

فائدة: قد جاء في حديث آخر بيان المراد من الحفظ و العصمة المذكورين في هذا الحديث و هو قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال: " فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، فإنها جواركم من فتنه ". أخرجه أبو داود (4321) بسند صحيح و أصله عند مسلم (8/ 197) دون قوله " فإنها ... " أ. هـ.السلسلة الصحيحه برقم 582

وقوله في السلسة الضعيفة على رواية الثلاث ايات وهي برقم 1336: " - " من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال ".

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (3/ 509):شاذ

أخرجه الترمذي (2/ 145): حدثنا محمد بن بشار: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم به. حدثنا محمد بن بشار: حدثنا معاذ بن هشام:حدثني أبي عن قتادة بهذا الإسناد نحوه. قال أبو عيسى:" هذا حديث حسن صحيح ".

قلت: الحديث صحيح بغير هذا اللفظ، و أما هذا، فشاذ أخطأ فيه شعبة أو من دونه، و قد أخطأ شعبة في موضع آخر منه، فالأول قوله: " ثلاث " و الصواب: " عشر ". فقال أحمد (6/ 446): حدثنا محمد بن جعفر و حجاج: حدثنا شعبة به بلفظ:" من قرأ عشر آيات من آخر الكهف عصم من فتنة الدجال ".

و هكذا أخرجه مسلم (2/ 199): حدثنا محمد بن المثنى و ابن بشار قالا: حدثنا

محمد بن جعفر به و لم يسق لفظه، و إنما أحال به على لفظ هشام الدستوائي قبله عن قتادة و هو بلفظ:" من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال ".

ثم قال مسلم عقب سياقه لسند شعبة:" قال شعبة: " من آخر الكهف "، و قال همام: " من أول الكهف "، كما قال هشام".

قلت: و هذا معناه أن رواية شعبة عند مسلم متفقة مع رواية همام و هشام في لفظة " العشر "، و مخالفة لها في لفظة " أول " و هي عند مسلم و الترمذي و كلاهما من طريق ابن بشار، و مع ذلك فقد اختلفت روايتاهما عنه في اللفظ الأول، فمسلم قال: " العشر " و الترمذي قال: " ثلاث " كما اختلفت في الحرف الأول، فعند مسلم "آخر الكهف "، و عند الترمذي " أول الكهف "، و في كل من الروايتين صواب و خطأ، فقوله: " ثلاث " خطأ مخالف لعامة الرواة الثقات عن قتادة، و كلهم قالوا: "عشر ". و قد ذكرت أسماءهم في " السلسلة الأخرى " (582) و قوله: " أول الكهف" صواب لموافقته الثقات، و يبدو لي أن شعبة نفسه كان يضطرب في رواية هذا الحديث فتارة كان يقول: " عشر " كما هي رواية أحمد و مسلم عنه، و تارة يقول:" ثلاث " كما في رواية الترمذي هذه، و هي شاذة قطعا، و تارة يقول: " آخرالكهف " كما روايتهما، و أخرى يقول: "أول الكهف " و هي الصواب كما بينته في المصدر المشار إليه آنفا، و كان الغرض هنا بيان الشذوذ في المكان الأول، و قد يسر الله لنا ذلك فله الحمد و المنة.

ثم وجدت لرواية " آخر الكهف " شاهدا من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا و موقوفا،خرجته في " الصحيحة " برقم (2651)، و ملت هناك إلى العمل بأيهما شاء القاريء، والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير