[الإشكال في لفظة (استثمار)!]
ـ[القرشية]ــــــــ[04 - 05 - 09, 08:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا أردنا أن نستخرج آثار أسباب النزول فلا بد لنا من معرفة كيفية استثمار المفسر لها ..
إشكالي:
هل إطلاق لفظ استثمار يليق بما يتعلق بمعالم التنزيل؟
وهل لها مدلول لغوي حول هذا الاستعمال؟
أفتونا مأجورين ..
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[04 - 05 - 09, 10:00 ص]ـ
الألف والسين والتاء للطلب إلا فيما ندر
فالاستثمار = طلب الثمر
والاستغفار = طلب المغفرة
والاستخبار = طلب الخبر
فأصل اشتقاق كلمة استثمار من طلب الثمر، وهي بمعنر استغلال الأشجار لأجل الاسفادة من ثمرها مع بقاء عينها، قال شيخ الإسلام: الأصل الثانى أن يقال إكراء الشجر للاستثمار يجري مجري إكراء الأرض للازدراع و استئجار الظئر للرضاع و ذلك أن الفوائد التى تستخلف مع بقاء أصولها تجري مجرى المنافع و إن كانت أعيانا و هي ثمر الشجر و لبن الآدميات و البهائم و الصوف و الماء العذب. اهـ مجموع الفتاوى (29/ 73)
وقال في تاج العروس: تَناسَلَ بنو فُلانٍ: كَثُرَ أَولادُهُم. ونَسَلَ النّاقَةَ نَسْلاً: اسْتَثْمَرها وأَخذَ منها نَسْلاً (1/ 7551)
وقال في لسان العرب: وفي حديث وفد عبد القيس إِنما كانت عندنا حَصْبة تُعْلَفُها الإِبل فنَسَلناها أَي استثْمَرْناها وأَخذنا نَسْلها. اهـ (11/ 660)
فحاصل معنى استثمر اشتغل الشجر للاستفادة من الثمر، ثم استعملوها في استغلال كل شيء يعود بنفع ويترتب عليه فوائد من باب التوسع، ومنه قول ابن القيم رحمه الله لمل تكلم على فوائد هجر النبي صلى الله عليه وسلم للثلاثة الذين تخلفوا: وهذا القدر قد ينتفع به المؤمن البصير إذا ابتلي به ثم راجع فإنه ينتفع به نفعا عظيما من وجوه عديدة تفوت الحصر ولو لم يكن منها إلا استثماره من ذلك أعلام النبوة وذوقه نفس ما أخبر به الرسول فيصير تصديقه ضروريا عنده ويصير ما ناله من الشر بمعاصيه ومن الخير بطاعاته من أدلة صدق النبوة الذوقية التي لا تتطرق إليها الاحتمالات وهذا كمن أخبرك أن في هذه الطريق من المعاطب والمخاوف كيت وكيت على التفصيل فخالفته وسلكتها فرأيت عين ما أخبرك به فإنك تشهد صدقه. اهـ زاد المعاد (3/ 506)
أي: أنتج له ذلك وأثمر له ذلك أن تظهر له أعلام النبوة ويعلم صدق الرسول صلى الله عليه وسلم.
فمقصود صاحب الكلام بالاسثمار ها هنا الاستغلال: أي كيف استغلّ المفسر أسباب النزول، وهو استعمال صحيح لا غبار عليه، بل الاستغلال أيضا من طلب الغلة، وهذا أمر مستعمل ومشهور.
ويكفيك أختي في الله أن تضعي (استثمر) (يستثمر) (استثمار) في مجالات البحث في الشاملة فترين العجب ولا تحتاجي إلى سؤال أحد إلا فيما أشكل، والله أعلم
وهذا سر المهنة