تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كيف تتقن لسان العرب؟]

ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[12 - 06 - 09, 03:11 ص]ـ

قال العلامة ابن خلدون رحمه الله في فصل شريف من فصول كتابه الفذ (المقدمة)

الفصل التاسع والأربعون

في تعلم اللسان المضري

(اعلم أن ملكة اللسان المضري، لهذا العهد، قد ذهبت وفسدت. ولغة أهل الجيل كلهم مغايرة للغة مضر التي نزل بها القرآن، وإنما هي لغة أخرى من امتزاج العجمة بها كما قدمناه. إلا أن اللغات لما كانت ملكات كما مر كان تعلمها ممكناً، شأن سائر الملكات. ووجه التعليم لمن يبتغي هذه الملكة ويروم تحصيلها أن يأخذ نفسه بحفظ كلامهم القديم الجاري على أساليبهم من القرآن والحديث، وكلام السلف، ومخاطبات فحول العرب في أسجاعهم وأشعارهم، وكلمات المولدين أيضاً في سائر فنونهم، حتى يتنزل لكثرة حفظه لكلامهم من المنظوم والمنثور منزلة من نشأ بينهم ولقن العبارة عن المقاصد منهم، ثم يتصرف بعد ذلك في التعبير عما في ضميره على حسب عباراتهم، وتآليف كلماتهم، وما وعاه وحفظه من آساليبهم وترتيب ألفاظهم، فتحصل له هذه الملكة بهذا الحفظ والاستعمال، ويزداد بكثرتهما رسوخاً وقوة. ويحتاج مع ذلك إلى سلامة الطبع والتفهم الحسن لمنازع العرب وأساليبهم في التراكيب ومراعاة التطبيق بينها وبين مقتضيات الأحوال. والذوق يشهد بذلك، وهو ينشأ ما بين هذه الملكة والطبع السليم فيهما كما يذكر بعد. وعلى قدر المحفوظ وكثرة الاستعمال تكون جودة المقول المصنوع نظماً ونثراً. ومن حصل على هذه الملكات، فقد حصل على لغة مضر، وهو الناقد البصير بالبلاغة فيها، وهكذا ينبغي أن يكون تعلمها. والله يهدي من يشاء بفضله وكرمه) انتهى

و ليتنبه الى الفرق بين إتقان اللسان العربي على هذه الصفة و بين إتقان صناعة اللسان و قوانينه من نحو و تصريف و نحو ذلك من قواعده و سننه التي تحكمه فهذا شئ و ذاك آخر

والله اعلم

ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[12 - 06 - 09, 04:59 ص]ـ

جزاك الله خيرا ابا الاشبال الدرعمي

ولعل من تمرينها هو كثرة التحدث بها والتمرن ولو مع النفس (ابتسامة)

ملحوظة:يجب مراعاة النحو وقواعده

ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[12 - 06 - 09, 05:33 م]ـ

........

ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[12 - 06 - 09, 05:35 م]ـ

ملحوظة:يجب مراعاة النحو وقواعده

هذا صحيح

لكن مراد ابن خلدون أن التمكن من لسان العرب لا يتوقف على العلم بقواعده و قوانينه فالعلم بهذه القوانين علم بكيفية الملكة في اللسان و ليس العلم بها هو الملكة في ذاته

فرب متقن للنحو و الصرف و سائر قوانين العربية لا يحسن ان يكتب رسالة لاحد اخوانه لكونه لم تحصل له ملكة في العربية

و رب آخر لا يحسن من قوانين العربية الصناعية شيئا و يجري كلامه على سنن العرب لا يحيد عنه في قليل او كثير لما له من الملكة فيه

و هذه الملكة لا تتأتى من العلم بالقوانين الصناعية بل مما اشار به ابن خلدون من حفظ كلام العرب منظومه و منثوره و إدمان مطالعته الى ان تحصل ملكة اللسان لمن فعل ذلك

و ذا حصلت له الملكة فكلامه جار ايضا على سنن القواعد و القوانين الصناعية لا يخرم منها شيئا و ان لم يتعاطاها على جهة التعليم الصناعي

ـ[سعيد يوسف الأثري]ــــــــ[13 - 06 - 09, 05:54 ص]ـ

جزاك الله خيرا على فتح مثل هذا الموضوع.

وقد احتفظت بفائدة نسختها من أحد المواضيع وهي [دوران الألفاظ في الأسماع]

قال صاحب الفائدة وهو الدكتور علي الحارثي جزاه الله خيرا: [و عبارة " تدور في مسامعه الألفاظ " عبارة جليلةٌ لها أثرٌ كبيرٌ في قوّة الفصاحة و البيان و الشعر؛ ذلك أنّ مَثَل الألفاظ مفردةً و مركبةً كمَثَل النّاس؛ فمنهم مألوفٌ و بعيدٌ غريبٌ؛ فالألفاظ التي تدور في الأسماع بهذا الوصف أشبه بالنّاس الذين طال إلفنا بهم و دامت صحبتنا لهم؛ حتى عرفنا خباياهم و زواياهم , فلا يجري في الخاطر أن يغيبوا عن الأذهان, و الألفاظ التي نهجرها فلا تدور في الخواطر و الأسماع أشبه بالنّاس الغرباء الذين لا نكاد نلتقي بهم؛ فوظيفة القراءة و إدمان المصاحبة لألفاظ الفصحاء و البلغاء و المجيدين من الشعراء = هي وظيفةُ تأليف و تعريف بيننا و بين تلك الألفاظ؛ فإذا استدعتها الذاكرةُ اللغويةُ حَضَرَتْ, و إذا أرادت النفسُ أن تعبُرَ بها إلى خباياها و غوامضِ مكنوناتها عَبَرَتْ, فجماعُ هذا الأمر كما ترون أن نخلق بيينا وبين الألفاظ الرفيعة البديعة هذا الإلفَ و المصاحبةَ؛ فكم مرَّ بنا معنًى استدعى لفظًا نعرفُه و نُنكرُه؛ نعرفُهُ لأنّه ماثلُ في النّفس و الحسِّ, لكنّنا ننكرُه لأنّنا لم نألفْه في تأليفنا للألفاظ, و لعلّ المؤلِّفَ إنّما سُمِّي مُؤلِّفًا لقدرته الفائقة على هذا التأليف بين الألفاظ و نفسِه , و بين الألفاظ في أنفسها؛ حتى إنّ الألفاظ و التراكيب لتحضرُ بين يديه, وتتكاثر عليه , حين يطلُبُها , دون أن يُجهدَ نفسَهُ في استدعائِها , فهذا هو فَرْقُ ما بين الفصيح المؤلِّفِ المطبوعِ و المتكلّفِ , و ما تجدهُ من وصفهم لكلامٍ بجريان مائه و سهولة مأخذه و وصفهم لغيره بضد ذلك.]

وتجد بقية كلامه هنا: http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=175371

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير