تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أصوات المد حروف ساكنة أم حركات طويلة؟]

ـ[عبدالرحمن الخطيب]ــــــــ[26 - 06 - 09, 09:02 م]ـ

يتردد كثيرا في التراث العربي النحوي والتصريفي القول بأن أصوات المد حروف ساكنة، إلا أن بعض المعاصرين يرون أنها حركات طويلة.

أي القولين هو الصحيح؟ وما الدليل؟

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[26 - 06 - 09, 10:31 م]ـ

من أفضل من تكلم في مثل هذي المسائل من علم الأصوات هو الدكتور غانم الحمد - وفقه الله -، ويحسن بك الرجوع إلى كتبه للاستزادة وفهم مشكلها وبما لا تسمح تلك المشاركة المقتضبة لنشره، ومن ذلك كتبه (علم الأصوات العربية، والدراسات الصوتية عند علماء التجويد، وعلم التجويد دراسة صوتية ميسرة، ورسم المصحف دراسة لغوية تاريخية)، وقد صدرت جميعها عن دار عمار بالأردن.

وسأكتفي ببعض قوله من كتاب (علم أصوات العربية، ص 165):

... " لعل النظام الكتابي العربي ترك أثرا في وصف حروف المد بالسكون، فتخصيص رموز لهذه الأصوات، وعلامات للحركات، جعلهم يعاملون حروف المد معاملة الحروف الأخرى التي تعتقب عليها الحركات الثلاث والسكون، ووجدوا أن حروف المد لا تعتقب عليها الحركات فاستحقت أن توصف بالسكون لخلوها من علامات الحركات الثلاث. [ينظر: كمال محمد بشر، دراسات في علم اللغة 1/ 195].

... ويبدو أن تقاليد الكتابة العربية كانت سببا للقول بوجود حركات قبل حروف المد أيضا، فهي تستخدم رمزي الواو والياء لتمثيل حروف المد (وهي أصوات ذائبة) والواو والياء حين يكونان صوتين جامدين، وصارت الإشارة إلى الحركات المصاحبة لهما دليلا على جنسهما، على نحو ما قال الشريف الجرجاني: " وأما الواو والياء فكل واحد منهما قد يكون مصوتا كما عرفت، وقد يكون صامتا بأن يكون متحركا أو ساكنا ليس حركة ما قبله من جنسه " [شرح المواقف 5/ 272].

... ومما حمل علماء السلف على القول بسكون حروف المد ووجود حركة من جنسها قبلها بالإضافة إلى تقاليد الكتابة العربية - الوظيفة الصرفية والنحوية لحروف المد، وما يترتب على ذلك من صور للتحليل الصرفي لبنية الكلمات المعتلة، وكذلك أشكال التركيب النحوي وأثرها على سلوك تلك الحروف في التركيب.

... ويتضح مما تقدم أن علماء السلف أدركوا طبيعة حروف المد الصوتية، وأنهم حين درسوا وظائفها الصوتية والنحوية عاملوها معاملة تتناسب وطريقتهم في التحليل الصرفي والنحوي بشكل عام. " ا. هـ

وإن شئتَ زدتك من كلامه ولكن اعذرني إن قصرت لضيق الوقت وطول البحث.

ـ[عبدالرحمن الخطيب]ــــــــ[29 - 06 - 09, 07:06 ص]ـ

شكرا لك

ولكن هذا يعني أن أصوات المد حركات طويلة وليست حروفا، فهل من المعقول أن فخ الرسم الاملائي قد استطاع أن يوقع بجميع تلك القمم الشامخة، والتي عرف عنها التحليل والنظر والفحص والتأمل والذكاء والحنكة والفطنة وقوة الاستنباط والشغف الى معرفة الصواب وتقديم الجديد، ويجعلهم يجمعون على القول بأنها حروف ساكنة لا حركات طويلة بالإضافة إلى الوقوع في أخطاء تعد من تبعات هذا الخطأ كأن يجعلون للحروف قبلها حركات قصيرة، وغيرها كثير خاصة في قضايا الإبدال و الإعلال.

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[29 - 06 - 09, 05:32 م]ـ

بارك الله فيك، لعلك لم تنتبه لهذي الفقرة:

ويتضح مما تقدم أن علماء السلف أدركوا طبيعة حروف المد الصوتية، وأنهم حين درسوا وظائفها الصوتية والنحوية عاملوها معاملة تتناسب وطريقتهم في التحليل الصرفي والنحوي بشكل عام .... فليس من فخ كما فهمتَ، وقد أكد ذلك الدكتور غانم في مواضع كثيرة من كتبه ونبه على أن علماء السلف أدركوا جيدا الطبيعة الصوتية لحروف المد، وأنها حركات طويلة، قال - وفقه الله -[المدخل إلى علم أصوات العربية، ص 154 - 157]: ... " ومما يؤكد إدراك علماء السلف لطبيعة الأصوات الذائبة حديثهم عن العلاقة بين الحركات وحروف المد، وأنها من طبيعة واحدة، يقول سيبويه: (فالفتحة من الألف، والكسرة من الياء، والضمة من الواو) [الكتاب 4/ 242، وينظر: المبرد، المقتضب 1/ 56]. وأفاض ابن جني في شرح هذه الفكرة في أكثر من كتاب من كتبه، من ذلك قوله: (اعلم أن الحركات أبعاض حروف المد واللين، وهي الألف والياء والواو، فكما أن هذه الحروف ثلاثة فكذلك الحركات ثلاث، وهي الفتحة والكسرة والضمة،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير