فاعتبر فيها مقالا منصف إن جزتني عن مديحي صرت في
رقها أولى فيكفيني الخجل
حلوة الأخرى بدنيا مرة مرة أخرى بدنيا حلوة
كل شئ لك فيه عبرة ملك كسرى عنه تغني كسرة
وعن البحر اكتفاء بالوشل
أبعد المطمع عن النفس وجد وإلى الأطماع يوما لا تلذ
وبرب العرش من بُخل فعذ أعذب الألفاظ قولي لك خذ
وأمر اللفظ نطقي بلعل
فعلام الشح يؤذي دينهم وترى الحقد ينمّي حزنهم
أين من يفقه عني أينهم اعتبر نحن قسمنا بينهم
تلقه حقا وبالحق نزل
لا تنازع حاكما في حكمه أو عليما ماهرا في علمه
أو رئيسا قد علا في قومه ليس ما يحوي الفتى من عزمه
لا ولا ما فات يوما بالكسل
إنما الدنيا على حالاتها تجلب التنغيص في لذاتها
شأنها الإيذاء في ساعاتها اطرح الدنيا فمن عاداتها
تخفض العالي وتعلى من سَفل
قد مضى الجاهل في تبجيلها وسعى سعيا إلى تذليلها
و غدى يرغب في تسهيلها عيشة الراغب في تحصيلها
عيشة الزاهد فيها أو أقل
كم غبي في هواها يسهر وعليم عن مناها يُضمرُ
كسرت قوماً وقوماً تنصر كم جهول وهو مثرٍ مكثرُ
وعليم مات منها بالعلل
قلل السعي وكن متزنا ما قضاه الله لابد لنا
لا يزيد المرء بالسعي غنى كم شجاع لم ينل فيها المنى
وجبان نال غايات الأمل
فوض الأمر لربي واستعذ ثم سر نحو المعالي واجتهد
نابذاً دنياك عنها مبتعد فاترك الحيلة فيها واتئد
إنما الحيلة في ترك الحيل
خالق الأنفس أحصاها عدد ثم غذاهم فلم ينس أحد
فابذل الخير وكن خير سند أي كف لم تنل مم تُفد
فرماها الله منه بالشلل
ليس بالآباء تدعى مفردا أو بخال ثم عم تسعدا
بل بنفس كنت منها مجهدا لا تقل أصلى وفصلي أبدا
إنما أصل الفتى ما قد حصل
إنما المرء بخلقٍ طيب كيف ما كان بصدر رحبِ
في اكتساب المجد أو في أدب قد يسود المرء من غير أبِ
وبحسن السبك قد ينفى الزغل
إن يكن شخص على القوم سما فأبوه آدم تربٌ وماء
وكذا المسك دم علما وكذا الورد من الشوك وما
يطلع النرجس إلا من بصل
قد بذلتُ النصح فاعمل واعملا واقرأ القرآن تكسى الحللا
وخبرت الدهر فاخترت العلا مع أني أحمد الله على
نسبي إذ بأبي بكر اتصل
رتبة المرء بما يتقنه عاملا منه الذي يمكنه
حبذا لو يبتغي أحسنه قيمة الإنسان ما يحسنه
أكثر الإنسان منه أو أقل
فإذا كنت لبيبا فطنا حازما في أمره لم يُهنا
لا تكن بالسر يوما معلنا اكتم الأمرين فقرا وغنى
واكسب الفلس وحاسب من مطل
زر لأهل العلم دوما واقترب وكذا وقر لمن منهم نسب
وتورع عن حرام واكتسب و ادّرع جدا وكدا واجتنب
صحبة الحمقى وأرباب الدَّول
صاحب الشح دهته حسرة يده في عنْقه مغلولةٌ
وعلى المسرف حلت لومةٌ بين تبذير وبخل رتبةٌ
وكلا هذين إن زاد قتل
لا تعادي معشراً عنا نأوا وبحسن القول وصوا وقضوا
واتخذهم قدوة فيما رأوا لا تخض في حق سادات مضوا
إنهم ليسوا بأهل للزلل
فاز من أحسن فيهم ظنه ربك المعطي يوفي وزنه
و ألزم الصمت وأحكم حصنه وتغافل عن أمور إنه
لم يفز بالحمد إلا من غفل
ساعد الخل وسامح لا تهن وإذا يكبوا بسير فأعن
ثم إن أوذيت بالصبر استعن ليس يخلوا المرء من ضد وإن
حاول العزلة في رأس جبل
لا تبن قولك أو تفتح فما تشمت الأعداء مما دهما
إن ترم في عصرنا أن تسلما مِلْ عن النمام وازجره فما
بلغ المكروه إلا من نقل
ادفع الشر بخير واستعن بإله من يكن معه يعن
فإذا الباغي حميم قد أمن داري جار السَّوء بالصبر وإن
لم تجد صبرا فما أحلى النُّقل
انصر الحق وأسس عرشه واهجر الباطل واترك نبشه
وابذل النصح وحاذر غشه جانب السلطان واحذر بطشه
لا تعاند من إذا قال فعل
منصب الحكم مقام شاغل وهو للمرء كنار تشعل
فتباعد عنه يا من يعقل لا تل الحكم وإن هم سألوا
رغبة فيك وخالف من عذل
إن والي الحكم دوما ممتحن وله دامت بلايا ومحن
وهو بين الخلق قِدماً ممتهن إن نصف الناس أعداء لمن
ولي الأحكام هذا إن عدل
لم يحز يوما على حالاته راحةً في نفسه أو ذاته
وهو لاه عن قضى حاجاته فهو كالمحبوس عن لذاته
وكلا كفيه بالحشر تغل
ولتكن في مثل هذا الموقف حيث لم ينفى له من مسعف
قائلا فيه بقول المنصف إن للنقص و للاستثقال في
لفضة القاضي لوعظاً ومثل
اتعظ يا من قضا أو حكما سوف يلقى الشخص ما قد قدما
وهو إن يعرض عزل ندما لا تُوازى لذة الحكم بما
¥