تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ورد في مغني اللبيب:

قول ابن مالك: إن الإسناد اللفظي يكون في الأسماء والأفعال والحروف.

أعتقد أن هذه العبارة مفيدة في ما يخص ما سألت عنه، والله أعلم.

وما زلت أنتظر أهل التخصص.

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[11 - 07 - 09, 06:23 ص]ـ

فائدة، أعتقد أنها تعزز ما ذهبت إليه:

من كتاب البلاغة أسسها وعلومها وفنونها، للعلامة عبدالرحمن الحبنكة الميدني:

سادساً - دواعي اختيار المعرَّف بالإِضافة

(1) مقدمة

ذكر النحويّون أنّ الإِضافة قسمان: لفظيّة، ومعنوية.

فالإِضافة اللفظية: وتسمّى أيضاً "الإضافة المجازية - والإِضافة غير المحضة" هي الّتي لا تفيد المضافَ تعريفاً ولا تخصيصاً، والغرض منها التخفيف في اللفظ فقط بحذف التنوين من المضاف، أو حذف نوني التثنية والجمع ويُجَرُّ المضاف إليه فيها، والمضاف إليه فيها فاعل المعنى للمضاف أو مفعول به، إذ المضافُ فيها ينبغي أن يكون ممّا يعملُ عَمَل الفعل، والجرّ على تقدير حرف تعدية فقط، مثل: سعيد طالبُ علمٍ، أي: يطلبُ علماً. والحُسَيْنُ مَهْضُومُ الحقِّ، أي: هُضِمَ حقُّه. ومُصْعَبٌ حَسَنُ الْخَلْقِ والْخُلُقِ، أي: حَسُنَ خَلْقُهُ وخُلُقه.

وهذه الإِضافة اللفظية، لا تَدخُلُ في دواعي اختيار المعرَّف بالإِضافة عند البلاغيين، بل هي من مُلْحَقَاتِ متعلقاتِ الفعل.

أمّا الإِضافة المعنوية: وتسمّى أيضاً "الإِضافة الحقيقية - والإِضافة المحضة" فهي نِسْبَةٌ تكون بين اسْمَيْن مقترنين على تقدير حرف جرّ ذي معنىً بينهما، ويُنَزَّلُ الثّاني منهما مَنْزِلة التنوين من الأوّل، وهي توجب جرّ الثاني دواماً، مثل: كتَابُ اللهِ المعجزُ دليلٌ على نُبُوَّةِ مُبَلِّغِهِ وأنَّهُ رسُولُ الله لِجَمِيعِ النّاس.

ويسمَّى الأول منهما مضافاً، ويُسَمَى الثاني مضافاً إليه، والجارّ للمضاف إليه هو المضاف.

وحرف الجرّ المقدّر بينهما واحدٌ من حروف الجرّ الأرْبعة التالية:

الأول: "اللاّم" التي تفيد الملك مثل: "هذا كتابي" أي كتابٌ مِلْكي، أو تفيد الاختصاص، مثل: "هُنَا مَرْبطُ الفرس" أي: مربط متخصّص بالفرس.

الثاني: "من" البيانيّة، ويكون المضاف إليه فيها جنساً للمضاف، مثل: "سوار ذَهَبٍ - خاتمٌ فضْةٍ - ثوبُ قُطْنٍ". أي: سوارٌ من ذهب، وخاتم من فضة، وثوب من قطن.

الثالث: "في" الظرفية، و يكون المضاف إليه فيها ظرفاً للمضاف مثل: "سَهَرُ اللّيْلِ مُضْنٍ - عَمَلُ الصَّبَاح مباركٌ فيه - قُعُودُ الدار يجلب الأكدار" أي: سَهرٌ في اللّيل، وعملٌ في الصباح، وقُعُود في الدار.

الرابع: "كاف التشبيه" ويكون فيها المضافُ مشبَّهاً به، والمضاف إليه مشبَّهاً، مثل: "تساقط لُؤْلُؤُ الدَّمع على ورد الخدود" أي: تساقط الدمْعُ الذي كاللُّؤلؤ، على الْخُدُودِ الّتي كالْوَرْدِ، هذه الإِضافة هي من إضافة المشبه به إلى المشبه، وملاحظة كاف التشبيه فيها تكون بعد عكس ركني الإضافة.

وهذه الإِضافة المعنوية تفيد واحداً من أمرين:

الأول منهما: تعريف المضاف بالمضاف إليه، إذا كان المضاف إليه فيها واحداً من المعارف، مثل: "مَسْجدُ الرسولِ محمّد صلى الله عليه وسلم" و"تَلوْتَ صفحةً من كِتَابِ اللهِ" إلاَّ أن يكون المضاف متوغلاً في الإِبهام والتنكير مثل: "غير" أو يكون المضاف إليه ضميراً يعودُ على نكرة.

الثاني منهما: تخصيص المضاف بالمضاف إليه، إذا كان المضاف إليه فيها نكرةً من النكرات، مثل: سيف فولاذ أقوى وأصلَبُ من سيف فضّة، أو ضميراً يعودُ على نكرة، مثل: طرق بابي مستوِّلٌ وزوجته. واشتريت ناقةً وَفَصِيلَهَا.

...

ملاحظة: الإضافة التي هي تقدير كاف التشبيه يمكن إدْخالها في الإضافة على تقدير "من" على اعتبار أن لفظ المضاف أُخِذ على سبيل الاستعارة وأُطلق على معنى المضاف إليه، والعلاقة هي التشبيه.

ولهذا اقتصر معظم النحاة على تقدير "اللاّم ومن وفي" بين المضاف والمضاف إليه.

(2) بيان الدواعي

أمّا دواعي التعريف بالإِضافة الحقيقة فقد ذكر البلاغيون طائفة منها، وفيما يلي بيانٌ لها.

الداعي الأول: كون الإِضافة أخصر طريق وأوجزه، والمقام يقتضي الاختصار والإِيجاز.

ومن الأمثلة:

* قول جَعْفَر بن عُلْبَة الحارثِي:

*هَوَايَ مَعَ الرَّكْبِ اليَمَانينَ مُصْعِدُ * جَنِيبٌ وَجُثْمَانِي بِمَكَّةَ مُوثَقُ*

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير