[قصيدة يا أمة التوحيد لشيخنا بدر بن طامي العتيبي]
ـ[أبو عبد الله الخضيري]ــــــــ[20 - 08 - 09, 02:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصيدة وجهها الشيخ بدر بن علي بن طامي العتيبي إلى الشيخ محمد بن عبطان القثامي وهو أحد مشايخ الطائف وأحد طلاب الشيخ سليمان بن عبدالرحمن الحمدان صاحب "الدر النضيد شرح كتاب التوحيد" رحمه الله، وفي هذه القصيدة استحثه إلى الدعوة إلى التوحيد، وشكى غربة الزمان، وتغير الإخوان، وكثرة الخذلان، فأنشد هذه القصيدة يستنهض همم أهل التوحيد والسنة. أحببت نشرها كاملة لأن البعض نشرها مبتورة فأساء التصرف، وأوهم أنها أرسلت إلى غير الشيخ المذكور.
يا أمة التوحيد
[وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثِينَ] {القصص:5}
هذه قصيدة جادت بها القريحة وأنا في سفر قصير إلى مدينة الرياض، ذكرت بها الشيخ الفاضل محمد بن عبطان القثامي، وجهوده في نشر التوحيد والسنة، فأحببت أن أستنهض همته وهمم إخواني بهذه الأبيات التي أقول فيها:
يا دَاعِيَ الحُبِّ يَا مَرْسُوُلَ أشْجَانِي
بَلّغْهُ مِنّي صَدَى الأشْوَاقِ مُفْعَمَةً
وَاهْتُفْ لِقَلْبٍ بِهِ التَّوْحيدُ مِنْ أمَدٍ
بِهِ اكْتَسَبْتُ مِنَ التَّوْحِيدِ مَعْرِفَةً
يَا شَيْخِيَ الحَالُ أعْيَا الشَّقُ رَاقِعَهُ
تَتَابَعَ الجَهْلُ والأهْوَاءُ مِنْ بِدَعٍ
فَمِلّةُ الرَّفْضِ تَهْنَا اليومَ في دِعَةٍ
كَذَا التَّصَوُفُ بَاتَ اليومَ في رَغَدٍ
بَلْ والتَّزنْدُقُ مَقْبُولٌ لَهُ شَرَفٌ
واسْتَأسَدَ الجروُ في فَخْرٍ وفي بَطَرٍ
فأُغْمِدَ السَّيفُ عَنْ هَذَا وشِيْعَتِهِ
وأُغْرِقَ النَّاسُ في لَهْوٍ وفي لَعِبٍ
وإنْ تَرَى الدِّين في أتْبَاعِهِ فِرَقٌ
وَأهْمَلُوا دَعْوَةَ التَّوْحيدِ وانْصَرَفُوا
بَلْ حَارَبُوا سُنَّةَ المخْتَارِ واتَّبَعُوا
فاطْرَحْ فُؤادَكَ في خَوْفٍ وفي رَغَبٍ
واشْدُدْ إِزَارَكَ يَا شَيخَ الُهدَى نَصَباً
وَجَدّدِ العَهْدَ بِالتَّوْحِيدِ فِي جُمَعٍ
وابْرَأ إلى اللهِ مِنْ إرْجَاءِ مُبْتَدِعٍ
يا شَيْخُ ذَابَ الفُؤَادُ اليَومَ مِنْ كَمَدٍ
مما أَرَى مِنْ غِيابِ الحَقِّ مِنْ خَوَرٍ
فَلا رَشِيدٌ لَهُ في اللهِ صَائَلةٌ
ويَرْفُضُ الكُفْرَ مِنْ قَولٍ وَمِنْ عَمَلٍ
أيْنَ الَّذِينَ لهمْ في الحَقِّ دَائِرَةٌ
أيَنَ الَّذِينَ سَقَوْا مِنْ حَرِّ غَيْرَتِهِمْ
أيَن َالَّذِينَ أذَاقُوا كُلَّ مُبْتَدِعٍ
أيَنَ الَّذِينَ إذا جَاءَ الضَّلالُ أتَوا
أينَ الَّذِينَ أضَاءَ المجْدُ صَفْحَتَهُم
أيَنَ الَّذِين أشَادُوا الدِّينَ وانْتَصَرُوا
أيَنَ الَّذِينَ أبَوا مِنْ فَرْطِ عِزَّتِهِمْ
أيَنَ الَّذِينَ إذَا نَادَى الأذَانُ أتَوْا
أيَنَ الَّذِينَ لهم في اللَّيلِ نَافِلَةٌ
كَانُوا فَبَانُوا سِوَى قَوْمٍ لهمْ أثَرٌ
وَرَابَطُوْا في رِيَاضِ العِلْمِ وانْتَهَلُوْا
وبَيَّنُوا الحَقَّ لا خَافُوا ولا نَكَلُوا
لَوْلاهُمُوا لم أجِدْ في الأرْضِ مِنْ فَرَحٍ
بِاللهِ يَا أمَّةَ التَّوحِيدِ لا تَهِنُوا
وَوَحِّدُوا الصَّفَ بالتَّوْحِيدِ وانْتَصِرُوا
وحَارِبُوا الشِّرْكَ والضُلاّلَ واجْتَمِعُوا
وفي الخِتَامِ سَألتُ اللهَ عَنْ ثِقَةٍ
أنْ يَنْصُرَ الحقَّ نَصْرَاً لا مَثِيلَ لَهُ
وَينْشُرَ الدِّينَ في يُسْرٍ وفي سِعَةٍ
ثم الصّلاةُ عَلَى المُخْتَارِ مِنْ مُضَرٍ
بَلّغْ سَلامِي إلى الشَّيْخِ ابْنِ عَبْطَانِ
بِالمسْكِ والعُودِ مَعْ وَرْدٍ ورَيحَانِ
يُنَاصُر ُالدِّينَ صِدْقَاً غَيْرَ كَسْلانِ
مَعْ قُوةِ الحَقِّ في سِرّي وإعْلاني
مِنْ غُرْبَةِ الحَق في أهْلٍ وإخْوَانِ
عَمّتْ وطَمّتْ بِلا رَفْضٍ ونُكْرَانِ
نَادَى إلى القُرْبِ مِنهَا كُلُّ شَيْطَانِ
يُدْعَى إليهِ بِلا خَوْفٍ وإبْطَانِ
حُرِّيَةُ الرَّأي مَعْ تَزْييفِ أذْهَانِ
وَقَالَ: (إني سُعُودِيٌ وعِلْمَاني!!)
وَصَار في النِّاسِ ذَا قَدْرٍ وَذَا شَانِ
وَقَدَّمُوهَا عَلى تَرْتِيلِ قُرْآنِ
تَفَرَّقُوا بَينَ تَبْلِيغٍ وإخْوَانِ
مَعْ كُلِّ رأيٍّ بِلا عَقْلٍ وإمْعَانِ
أهْوَاءَهَمْ وانْطَوَوْا مَعْ كُلِّ خَوَّانِ
وَقُلْ سَألتُكَ رَبِّي صَونَ إيْمَاني
واصْبِرْ وَصَابِرْ وَصُلْ وانْزِلْ بِفُرْقَانِ
وَحَذِّرِ القَومَ مِنْ شِرْكٍ وَكُفْرَانِ
وَمِنْ غُلوِِّ حَرُورِيٍّ بِطُغْيانِ
وَأحْرَقَ الَهمُّ أحْشَائِي وأجْفَاني
وَمِنْ فَسَادٍ فَشَى في كُلِّ أوْطَاني
فَينْشُرُ الَحقَّ مَعْ تَأكِيدِ تِبْيَانِ
وَيُنْكِرُ الشَّرَ مِنْ فِسْقٍ وعِصْيانِ
عَلى العَدُوِّ بِلا خَوْفٍ وخُذْلانِ؟
بِيضَ السِّيوفِ بِدمِّ الكَافِر الجَاني؟
تِرْيَاقَ حَقّ بَآثَارٍ وَبُرْهَانِ؟
يَسْتَبْسِلُونَ بِزِلْزَالٍ وبُرْكَانِ؟
فيُذْكَرُونَ بِهِ مِنْ غَيرِ نِسْيَانِ؟
وَحَطَّمُوا كُلّ أصْنَامٍ وأوْثَانِ؟
أنْ ينْثَنُوا عِنْدَ دُنْيَا السَّاقِطِ الوَاني؟
لم يُلْهِهِمْ بَيْعُ أثْمَانٍ وَدُكَّانِ؟
مِنَ الأولى بَينَ عُبّادٍ وَرُهْبَانِ؟
قَدْ صَبّرُونَا بِإرْشَادٍ وَسِلْوَانِ
مِنْ كُلِّ شَيْخٍ غَزِيرِ العِلْمِ يَقْظَانِ
وَأشْهَرُوهُ ضُحَىً في كُلِّ مَيْدَانِ
وَحَطّمَ الحُزْنُ أعْضَائِي وَأرْكَانِي
وَطَهَّرُوا النَّفْسَ مِنْ خَوْفٍ وَأحْزَانِ
لملةٍ نَالَهَا مِنْ كُلِّ عِدْوَانِ
صَفَّاً كَبِيتٍ سَمَا مِنْ خَيرِ بُنْيَانِ
فَهُوَ الَّذِي مِنْ جَمِيل الفَضْلِ أعْطَاني
بِحَوْلِهِ ثُمَّ يُرْدِي كُلَّ بُطْلانِ
حَتَّى تُسَرُّ بِهِ رُوْحِي وَأعْيَاني
ما غَرّدَ الطَّيرُ صُبْحَاً فَوْقَ أغْصَانِ
تمت القصيدة عصر الخميس 4 جمادى الآخرة 1430هـ،،، نظمها بدر بن علي بن طامي العتيبي
¥