تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بُدِّلْتُ منه بقَيْدٍ لَسْتُ أفْلَتُه * * * وكيف أفْلَتُ قَيْداً صاغَهُ اللهُ

أَسْرَى الصَّبابَة ِ أَحْياءٌ وإنْ جَهِدُوا * * * أَمّا المَشِيبُ ففِي الأَمْواتِ أَسْراهُ

..........................................

كفى حزناً أن الشباب معجلٌ * * * قصيرُ الليالي والمشيب مخلّد

إذا حَلَّ جَارَى المرء شأْوَ حياته * * * إلى أن يضم المرءَ والشيبَ ملحد

أرى الدهرَ أجْرَى ليله ونهاره * * * كَمَا أنَّه وِتْرٌ ـ إذا عُدَّ ـ سُؤْددُ

وجار على ليلِ الشباب فضامَه * * * نهارُ مشيبٍ سرمد ليس ينفد

وعزاك عن ليل الشباب معاشرٌ * * * فقالوا: نهارُ الشيب أهدى وأرشدُ

وإن سُلَّ منها فالْفَرائضُ تُرْعَدُ * * * ولكنّ ظلّ الليل أندى وأبرد

أقول، وقد شابتْ شَوَاتِي وَقَوَّسَتْ * * * قناتي وأضْحَت كِدْنِتي تَتَخدَّدُ

ودبّ كلالٌ في عظامي أدبَّني* * * ويوصف إلا أنه لا يُحَدّدُ

وبورك طرْفي فالشخوص حياله * * * قَرَائن من أدنى مدى ً وَهْيَ فُرَّدُ

بحيث يراعيه الأَصَلُّ الخَفَيْ دَدُ * * * سليمى وريّا عن حديثي ومهددُ

وبُدِّل إعجاب الغواني تعجباً * * * وَهُنَّ الرزايا بادئا تٌوعُوَّدُ

لِمَا تُؤذن الدنيا به من صروفها * * * يكون بكاء الطفل ساعة يولد

وإلا فما يبكيه منها وإنها * * * وماليَ إلاَّ كفُّها مُتَوَسَّدُ

إذا أبصر الدنيا استهل كأنه * * * بما سوف يلقى من أذاها يُهَدَّدُ

وللنفس أحْوال تظلُّ كأنها * * * تشاهِد فيها كلَّ غيب سيُشهَدُ

لعبتُ بأولى الدهر فاغْتَال شِرَّتي * * * بأخرَى حقودٍ والجرائم تحقد

فصبراً على ما اشتدّ منه فانمأ * * * يقوم لما يشتد من يَتَشدَّدُ

تذيق الفتى طوْرَى رخاء وشدة * * * حوادثهُ والحولُ بالحولِ يُطرد

ومالي عزاء عن شبابي علمتُه * * * سوى أنني من بعده لا أُخَلَّدُ

وأن مَشِيبي واعدٌ بلَحَاقه * * * وإنْ قال قوم إنه يَتَوَعَّدُ

..........................................

لا تَلْحَ مَنْ يبكي شبيبته * * * إلا إذا لم يبكها بدمِ

عيْبُ الشبية غَولُ سَكْرتِها * * * مقدارَ ما فيها من النِّعم

لسنا نراها حقَّ رُؤيتها * * * إلا زمان الشيب والهرم

كالشمسِ لا تبدو فَضِيلتُها * * * حتى تَغَشَّى الأرضُ بالظُّلم

ولرب شئ لا يبيّنه * * * وجدانُه إلا مع العدم

..........................................

رأيت سواد الرأس والله وتحته * * * كليْلٍ وحُلمٍ باتَ رائيه ينعمُ

فلما اضمحلّ الليلُ زال نعيمُه * * * فلم يبق إلا عهده المتوهم

............................................

نَفَى همُّ شيبي سرورَ الشبابِ * * * لقد أظلمَ الشيبُ لمّا أضاءَ

قضيتُ لظلَ الصبا بالزوال * * * لمّا تحوّلَ عنّي وفاءَ

أتعرفُ لي عن شبابي سُلُوّا * * * ومَن يجدِ الداءِ يبغٍ الدواءَ

أأكسو المشيبَ سوادَ الخضابِ * * * فأجعلَ للصبح ليلاً غطاء

وكيفَ أُرَجِّي وفاءَ الخضاب * * * إذا لم أجِدْ لشبابي وفاءَ

وريحٍ خفيفة ِ رَوْحِ النسيمِ * * * أطلتْ بليل وهبّت رُخاء

سرت وحياها شقيق الحياة ِ * * * على ميِّتِ الأرضِ تُبْكِي السماءَ

..........................................

جارَ المَشيبُ على رأسِي فَغَيَّرَهُ * * * لَّما رأى عَندَنا الحُكَّامَ قَدْ جَارُوا

كَأنَّما جُنَّ لَيْلٌ في مَفارِقِهِ * * * فَاعْتاقَهُ مِنْء بياضِ الصُّبحِ إسْفارُ

.......................................

نسجَ المشيبُ له لفاعاً مغدقا * * * يققاً فقنعَ مدرويهِ ونصفا

نظرُ الزمانِ إليه قطعَ دونهُ * * * نظرَ الشقيقِ تحسراً وتلهفا

ما اسوَدَّ حتَّى ابيَضَّ كَالكَرمِ الذي* * * لم يَأْنِ حتَّى جِيءَ كَيْمَا يُقْطَفا

..........................................

سَئِمْتُ مِنَ المُوَاصَلَة ِ العِتَابَا * * * وَأمسَى الشَّيبُ قَدوَرِثَ الشّبابَا

........................................

أتصحو بل فؤادكَ غيرُ صاح * * * عشية َهمَّ صحبكَ بالرواحِ

يقُولُ العاذلاتُ: عَلاكَ شَيْبٌ، * * * أهذا الشيبُ يمنعني مراحي

..................................

تَعَجَّبُ أنْ نَاصى َبيَ الشيْبُ وارْتقى* * * َإلى الرأسِ حتى ابيضّ مني السائح

فقَدْ جَعَلَ المَفرُوكَ لا نامَ ليْلُهُ* * * يحبُّ حديثي والغيورُ المشايح

.....................................

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير