تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أتصبح بعد ذا في بطن أرضٍ = تُدَسَّ بِها وتفترش الترابا؟

أتصبح بعد ذا جسماً رميماً = وكنت بأمسنا رجلاً شبابا؟

بموتك تُظهِر الأحزاب عرساً = لأنك كنت تسقيها العذابا

بموتك ترفع الأهواء رأساً = لأنك كنت تخفضها رقابا

فنم نوع العروس حباك ربي = جنان الخلد تسكنها ثوابا

ونم نوع العروس جزاك ربي = ثماراً تلقى يانعة رطابا

فإن فارقتنا فارقت أهلاً = وأوطانا وإخواناً صحابا

فتلك معاهد التعليم أضحت = تُنكِّس رأسها حزناً غضابا

وطلاب العلوم لهم بكاء = لفقدك حين قدمت الذهابا

فقد كنت الفقيه وكنت حبراً = عظيم القدر مرفوعاً جنايا

عَلِمتُك حافظاً ثبتًا إمامًا = وبراً ناصحاً تزكو ثيابا

وللعلماء كنت أباً رحيماً = بِدُرِّ العلم مملوءٌ جرابا

أنادي كل من أضحى كسولاً = بهذا العلم لم يقرأ كتابا

وفي سكراته لا ليس يدري = بأن لهذه الدنيا انقلابا

فذا شيخ الجزيرة قد تولى = كبدر التمِّ حين بدا وغابا

وألبانيُّنا أضحى مريضاً = طريح الأرض لم يرفع جوابا

وتدعوه المنون بكل حينٍ = فيوشك أن يفارقنا ذهابا

ويعلم كل من بالأرض أنا = فقدنا حينها نجماً شهابا

وهذا الوادعي غدا عليلاً = وبالأسقام يلتهب التهابا

وكم تأتيه أخبار ابن بازٍ = فتحزنه وكم يجد اكتئابا

يداهمه السعال بكل وقتٍ = وفي ساعاته يلقى الصعابا

أنزهد بعد ذا عن كل درسٍ = يقدِّم في العلوم المستطابا؟

أنطمع بد ذا في كل فلسٍ = وللدنيا نجدُّ لها طلابا؟

لهذا كم أنادي اليوم قومي = إلى علم نشق به العبابا

ستعلم أيها الجافي كلامي = وتذرف بالدموع هنا سحابا

إذا أباؤنا غابوا فإنا = نكون بعالم الدنيا سرابا

إلهي فارحم الأموات منهم = وفي الأجداث ثبتهم جوابا

وأسكنهم غداً جنات عدن = لما فعلوا تكون لهم ثوابا

كذلك واحفظ الأحياء منهم = وُرد بهم عن الحق الحرابا

وأختم بالصلاة على رسول = رفيع القدر محمود جنابا

كتبت في يوم الجمعة الموافق لليوم السادس من شهر صفر لعام 1420هـ

بدار الحديث بدماج – صعدة

بقلم الشاعر

أبي رواحة عبدالله بن عيسى الموري

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير