تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ماذا يقصد بـ (معاذ الله) هنا؟]

ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[08 - 11 - 08, 08:23 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

أما بعد:

قال تعالى:

{قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (77) قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78) قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (79)} [سورة يوسف].

* تدبرت الآيات فظهر لي الآتي:

ذم اخوة يوسف يوسف في نفس المجلس أمامه، وأثنوا عليه أيضا:

{سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ} و {إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}

، وبعد ذلك أثنى عليهم يوسف قاصدا الذم؟

وهو في قوله عليه السلام: {مَعَاذَ اللَّهِ}.

ودليل ذلك أنه كان يكفيه أن يقول {إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ}.

أليس كذلك؟

بارك الله فيكم، وللتوضيح أكثر:

نحن متفقين

الظلم أن هذا يخالف شرع الله، ونعم حثيثيات الحكم ألا يؤخذ أحد بجريرة أحد.

لكن حتى يتضح ما أردت قوله:

أليس من الظلم أن يخالف الإنسان شرع الله.

{أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وِأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (التوبة:70)

إذا اتفقنا، وأظنكم لا تخالفون.

لذلك سأقول: مخالفة الشريعة كفعل أمر مذموم.

أي وربي. (متفقين)

لن أتكلم عن الحالات التي ترد فيها العبارة في اللغة والمقصود عبارة (معاذ الله)

لكن سأتكلم عن السياق التي جاءت به في هذه الآيات.

قال مسلم بن يسار البصري (ت: 100 هـ)

" إذا حدثت عن الله؛ فقف حتى تنظر ما قبله وما بعده "

نحن متفقين كما ذكرت سابقا على أن هذا الفعل مذموم.

لكن في الحقيقة وكما ورد في الذكر الحكيم لم يسرق صواع الملك بنيامين، وإنما هي مكيدة؛ ليتمكن يوسف من أخذه.

فإذن لماذا قال يوسف:

[مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ]

ومعاذ الله معناها أعتصم بالله وألجأ إليه.

قال ابن عاشور:

" والمعنى: الامتناع من ذلك، أي نلجأ إلى الله أن يعصمنا من أخذ من لا حق لنا في أخذه، أي أن يعصمنا من الظلم لأن أخذ من وُجِد المتاع عنده صار حقاً عليه بحكمه على نفسه، لأن التحكيم له قوة الشريعة. وأما أخذ غيره فلا يسوغ إذ ليس لأحد أن يسترقّ نفسه بغير حكم، ولذلك علل الامتناع من ذلك بأنه لو فعله لكان ذلك ظلماً ". أهـ

وإذا تذكرنا فعل اخوة يوسف به تذكرنا ظلمهم له ولوالدهم، فقد رأى يوسف منهم المر وكذلك يعقوب.

وقال ابن عاشور:

" وإنما لم يكاشفهم يوسف عليه السلام بحاله ويأمرهم بجلب أبيهم يومئذٍ: إمّا لأنه خشي إن هو تركهم إلى اختيارهم أن يكيدوا لبنيامين فيزعموا أنهم يرجعون جميعاً إلى أبيهم فإذا انفردوا ببنيامين أهلكوه في الطريق .. " أهـ.

فكأن يوسف سيكون ظالما لو ترك بنيامين مع هؤلاء الظلمة.

والله أعلم وأحكم.

http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=13669

ـ[عاطف عراقى]ــــــــ[13 - 11 - 08, 07:56 م]ـ

جزاكم الله بالإحسان إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا

http://www.almhml.com/tokia/images/montda/forum68.gif (http://www.almhml.com/)

ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[19 - 11 - 08, 07:40 م]ـ

جزاكم الله بالإحسان إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا

http://www.almhml.com/tokia/images/montda/forum68.gif (http://www.almhml.com/)

جزاك الله خيرا أخي الفاضل على هذا الدعاء الطيب.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير