تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مقال مختصر: هل تفردت العربية بحرف الضاد أم الظاء؟]

ـ[أبو العُلا الهاشمي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 09:13 ص]ـ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

"تَنْبِيْهٌ قَصِيْرٌ عَلَى عَجَل"

الْحَمْدُ للهِ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، أَمَّا بَعْدُ:

فَقَدِ اشْتُهِرَ أَنَّهُ لا يُوجَدُ حَرْفُ الضَّادِ فِي لُغَةٍ مِنَ اللُّغَاتِ خَلا اللُّغَةِ العَرَبِيَّة، ذَكَرَ هَذَا عَدَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ، مِنْهُمُ الْمَجْدُ صَاحِبُ "القَامُوس"، فَلَعَلَّ ابْنَ فَارِسٍ تَعَقَّبَهُ فِي "الْجَاسُوسِ" فَلْيُنْظَرْ، وَقَدْ قَالَ (أَمِيْرُ الشُّعَرَاءِ) أَحْمَدُ شَوْقِي:

يَا أَفْصَحَ النَّاطِقِيْنَ الضَّادَ قَاطِبَةً***** حَدِيْثُكَ الشَهْدُ عِنْدَ الذَّائِقِ الفَهِمِ

وقَبْلَهُ قَالَ أَحْمَدُ الْمُتَنَبِّي:

وَبِهِمْ فَخْرُ كُلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّا ............. دَ وَعَوْذُ الجَانِي وَغَوْثُ الطَّرِيدِ

ولِمُحَمَّدٍ البُوْصَيْرِيِّ في هَمْزِيَّتِهِ:

فَارْضَهُ أَفْصَحَ امْرِئٍ نَطَقَ الضَّا ............. دَ فَقَامَتْ تَغَارُ مِنْهُ الظَّاءُ

وَكَأَنَّ سَهْوًا اعْتَرَى الأُسْتَاذَ الأَدَيبَ عَبْدَ السَلامِ بنَ هَارُونَ - رَحِمَهُ اللهُ - فَاخْتَلَطَ عَلَيْهِ البَيْتَانِ فَقَالَ فِي "كُنَّاشَةِ النَّوَادِرِ" - وَنَسَبَهُ لِلْبُوصَيْرِيِّ -:

وَبِهِمْ فَخْرُ كُلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّا ........... دَ فَقَامَتْ تَغَارُ مِنْهُ الظَّاءُ [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=33#_ftn1)

وَذَا خَلْطٌ بَيْنَ البَيْتَيْنِ فَتَنَبَّهْ!!

وَيَقَعُ نَظَرُكَ - كَثِيْرًا - فِي كُتُبِ اللُّغَةِ وَالأَدَبِ عَلَى تَسْمِيَةِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ بِلُغَةِ الضَّادِ، حُجَّتُهُمْ فِي ذَلِكَ: مَا سَبَقَ ذِكْرُهُ مِنْ أَنَّهُ لا يُوْجَدُ حَرْفُ الضَّادِ إِلا فِي اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ "لُغَةِ القُرْآن"، وفِيْهِ كَبِيْرُ نَظَر، بَلْ هُوَ خَطَأٌ قَدْ فَشَا لَدَى بَعَضِهِم؛ لأنَّ اللُّغَةَ العَرَبِيَّةَ لَمْ تَنْفَرِدْ بِحَرفِ الضَّاد، لَكِنَّهَا قَلِيْلَةٌ فِي لُغَاتِ العَجَم، وَلا يَكْثُرُ دَوَرَانُهَا فِي لِسَانِهِم، كَالعَيْنِ، وَالصَّادِ، وَالقَافِ، وَالظَّاءِ، وَالثَّاءِ. هَذَا مَعْنَى مَا نَصَّ عَلَيْهِ الإمَامُ ابنُ الْجَزَرِيِّ - رَحِمَهُ اللهُ – فِي كِتَابِهِ "التَّمْهِيْد" [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=33#_ftn2).

أَمَّا الَّذِي انْفَرَدَتْ بِهِ لُغَةُ العَرَبِ مِنَ الْحُرُوفِ فَهُوَ حَرْفُ (الظَّاءِ) - الْمُشَالَةِ - كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ مِنْ عُلَمَاءِ اللُّغَة، كَالعَالِمِ مَكْيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيِّ فِي كِتَابِهِ "الرِّعَايَة"، وَالْجَبَلِ الأَشَمِّ الْهَيِّبِ فِي عُلُوْمِ الْعَرَبِيَّةِ الْخَليلِ بنِ أَحْمَدَ الفَرَاهِيْدِيِّ في كتَابِهِ "العَيْن"، "الَّذِي يُعَدُّ أَوَّلَ مُعْجَمٍ صَوْتِيٍّ شَهِدَتْهُ الْبَشَرِيَّةُ" [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=33#_ftn3).

قَالَ – رَحِمَهُ اللهُ –: وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنَ الأَلْسِنَةِ ظَاءٌ غَيْرَ العَرَبِيَّة".

وَقَالَ الإمَامُ ابنُ الْجَزَرِيِّ – رَحِمَهُ اللهُ -: فَإنَّهَا لِلعَرَبِ خَاصَّةً، انْفَرَدَ بِهَا العَرَبُ دُونَ العَجَم، وَقِيلَ: إنَّ الْحَاءَ أَيْضًا انْفَرَدَتْ بِهَا العَرَب".

لَكِنِ السُّؤَالُ: مَا الذِي جَعَلَ هَذَا الرَّأْيَ يَنْفُذُ إِلَى الكُتُبِ بِهَذِهِ الكَثْرَةِ وَالشُّهْرَة؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير