تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سؤال]

ـ[ابراهيم اسد]ــــــــ[03 - 12 - 09, 03:22 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اما بعد:

السؤال

هل تأتي فيها بمعنى منها؟

ـ[سعد الحضيري]ــــــــ[03 - 12 - 09, 04:08 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد؛

فالجواب والله أعلم أن هذه المسألة مبنية على خلاف قديم بين نحاة الكوفة والبصرة في نيابة حروف الجر بعضها عن بعض فأجازه الكوفيون، ومنعه البصريون. قال ابن هشام في مغني اللبيب (ص/ 150): مذهب البصريين أن أحرف الجر لا ينوب بعضها عن بعض بقياس كما أن أحرف الجزم وأحرف النصب كذلك وما أوهم ذلك فهو عندهم إما مؤول تأويلا يقبله اللفظ كما قيل في (ولأصلبنكم في جذوع النخل) إن في ليست بمعنى على ولكن شبه المصلوب لتمكنه من الجذع بالحال في الشيء وإما على تضمين الفعل معنى فعل يتعدى بذلك الحرف كما ضَمَّنَ بعضهم شَرِبْنَ في قوله: (شربن بماء البحر ... ) معنى رَوِيْنّ، وأحسنَ في {وقد أحسن بي} معنى لطف وإما على شذوذ إنابة كلمة عن أخرى وهذا الأخير هو مجمل الباب كله عند أكثر الكوفيين وبعض المتأخرين ولا يجعلون ذلك شاذا ومذهبهم أقل تعسفاً. اهـ

وقال أيضاً في مغني اللبيب (ص/861) في الباب السادس الذي عقده في التحذير من أمور اشتهرت بين المعربين والصواب خلافها قال: الثالث عشر قولهم ينوب بعض حروف الجر عن بعض وهذا أيضا مما يتداولونه ويستدلون به وتصحيحه بإدخال «قد» على قولهم ينوب (1) وحينئذ فيتعذر استدلالهم به إذ كل موضع ادعوا فيه ذلك يقال لهم فيه لا نسلم أن هذا مما وقعت فيه النيابة ولو صح قولهم لجاز أن يقال مررت في زيد ودخلت من عمرو وكتبت إلى القلم على أن البصريين ومن تابعهم يرون في الأماكن التي ادعيت فيها النيابة أن الحرف باق على معناه وأن العامل ضمن معنى عامل يتعدى بذلك الحرف لأن التجوز في الفعل أسهل منه في الحرف. اهـ

واختار مذهب البصريين شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وجرى عليه ابن كثير والسعدي في تفسيرهما، قال شيخ الإسلام في مقدمة التفسير (كما في مجموع الفتاوى13/ 342): والعرب تضمن الفعل معنى الفعل وتعديه تعديته ومن هنا غلط من جعل بعض الحروف تقوم مقام بعض كما يقولون في قوله: {لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه} أي مع نعاجه و {من أنصاري إلى الله} أي مع الله ونحو ذلك والتحقيق ما قاله نحاة البصرة من التضمين فسؤال النعجة يتضمن جمعها وضمها إلى نعاجه وكذلك قوله: {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك} ضمن معنى يزيغونك ويصدونك وكذلك قوله: {ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا} ضمن معنى نجيناه وخلصناه وكذلك قوله: {يشرب بها عباد الله} ضمن يروى بها ونظائره كثيرة.اهـ

والله الموفق. وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أي يقال: «قد ينوب».

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 12 - 09, 03:42 م]ـ

الخلاف بين البصريين والكوفيين في هذه المسألة خلاف يقرب من اللفظي؛ لأن الكوفيين لا يقولون بأن ذلك جائز في جميع الأحوال قياسا مطرد، وإنما هو مقصور على ما سمع عن العرب، وكذلك البصريون لا يجيزون التضمين في كل موضع، نص على ذلك غير واحد منهم ابن السيد البطليوسي في الاقتضاب.

ـ[ابراهيم اسد]ــــــــ[03 - 12 - 09, 08:41 م]ـ

بارك الله فيكما

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير