[قصيدة عن كارثة جدة]
ـ[زيد حسين الأنصاري]ــــــــ[08 - 12 - 09, 06:23 م]ـ
نُكبت عروس البحر في أبنائها == وبكت دما مرا على أشلائها
خرجت لتستسقي الغمام منيبة == لمغيثها وتلح في استسقائها
فأجابها من لا يُرد نوالُه == وسقى قُلوبا أيقنت بدعائها
فتفجرت مزن السحاب عنيفة == مدته أفواه السماء بمائها
وانصب من فوق الغيوم وتحتها == متدفقا وأمامها وورائها
وتجاوز السيل الزبى لكنه == فقد الطريق فعاث في أحيائها
وطغت مياه السيل في طرقاتها == فتحطمت وتلونت بدمائها
طرقاته سدت فهاج مزمجرًا == وأباد يابسها على خضرائها
وتفاجأت تلك العروس بأنها == فقدت ملامح حسنها وبهائها
فتصاعدت زفراتها مكبوتة == محمومة بسهادها وبكائها
أين العروس وحسنها وجمالها == ذهبت ولا يبقى سوى أسمائها
كانت كنور الشمس يسطع في الضحى == فاستبدلت ضراءها برخائها
ما كانت الأمطار إلا رحمة == والخير كل الخير في أثنائها
إن الأمانة لا تليق بعاجزٍ == لم يستطع صبرًا على أعبائها
نامت على رغم النذير ضمائر == لكنها لم تصحُ من إغفائها
أتُباع في الوديان أرضٌ للبنا == فمن الذي أغراهمو بشرائها؟
وتقام في مجرى السيول عمائرٌ == كثرٌ، فمن أذنوا لهم ببنائها؟
يا خادم الحرمين أنت لمثلها == كفءٌ وبين يديك كل رجائها
فلأنت بعد الله جابر كسرها == ومعينها لتفيق من بلوائها
فامسح بكفك جرحها وارفق به == فعلى يديك شفاؤها من دائها
هذي البلاد عزيزة ومنيعةٌ == فالعدل والإنصاف من سيمائها
من كان يرجو أن يحاذي قدرها == لكفاه فخرًا أن يُرى بحذائها
فأعانها الله الكريم بفضله == وأمدها نصرًا على أعدائها
أبو أسامة زيد الأنصاري
[email protected]