النوذجُ الثالثُ: عبد الله بن عباس وأمه أم الفضل بن الحارث الهلالية:
كانت ترقصه وهي تقول:
ثكلتُ نفسي وثكلتُ بكري ... إن لم يَسُدْ فِهراً وغيرَ فِهْرِ
بالحَسَبِ العَدِّ وبذلِ الوَفْرِ ... حتى يُوَارَى في ضَرِيحِ القَبْرِ
قال أبو علي القالي: الحسب: الشرف. والعد: القديم.
(قلت): وبمثل هذه التربية، وبهذه النفس العالية مع قرينة دعوة النبوة السامية (اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل) أصبح ابن عباس أوحد العلماء وإنسان عين الفقهاء ورباني الأمة ومفسرها.
النوذجُ الرابعُ: عبد الله بن الحارث وأمه هند بنت أبي سفيان:
كانت ترقصه بقولها:
لأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ ... جارِيةً خِدَبَّهْ
مُكْرَمةً مُحَبَّه ... تَجُبُّ أَهلَ الكَعْبَه
قال ابن جني: ببه: الغلام السمين. خدبَّة أي ضخمة. وفي اللسان في معنى " تجبُّ ... " قال:" ... أَي تَغْلِبُ نساءَ قُرَيْشٍ في حُسْنِها".
النوذجُ الخامسُ: الأحنف بن قيس وأمه:
كان تقول فيه وهي تمازحه وهو في مهده:
واللّه لولا ضَعْفُهُ مِنْ هزله ... وحَنَفٌ أو دِقَّةٌ في رِجْلِهِ
ما كان في صِبْيانكم مِنْ مِثْلِهِ
(قلت): وعلى هذا شاب، فضرب بحلمه المثل فقيل: (أحلمُ من الأحنفِ).
ولا شك أن تكرار ذكر المآثر والأخلاق السامية والمعاني النبيلة العالية ونصرة الدين وحماية بيضته وتلاوة القرآن مع أخبار النبي صلى الله عليه وسلم وسنته أمام الصبي وتلقينه إياها من أكبر مقومات بنية شخصيته فيما بعد:
فعليُّ بن أبي طالبٍ- رضي الله عنه- وغيره من الأعلام كما قدمنا أثَّر فيهم أولُ الأشياء طروقًا لآذانهم، ولذا قال عليٌّ لما برز لمرحب:
أنا الذي سمتنِ أمي حيدره ... كليثِ غاباتٍ كريهِ المنظره
أكيلُكُم بالصاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَه
ومن طريف ما يذكر هنا ولا يمت بكبير صلة إلى موضوعنا: أن عمر بن شبّه اللغوي المشهور اشتهر بـ (شبّه) واسم أبيه (زيد) وقيل: غيره.-لأن امرأة كانت تلاعبه في صغره بقولها:
يا بأبي وشبَّا
وعاش حتى دبَّا
شيخاً كبيراً خبَّا
وسيبويه عليه رحمة الله قيل: إن امرأة كانت تصبره وتلاعبه وتؤانسه بهذا الاسم فعرف به، ومعناه: رائحة التفاح. والمشهور: أنه لقب به لجماله.
وأخيرًا: فالواجب على الأم حال ملاعبتها ابنها أن تؤانسه بالطرائف واللطائف، والمتحسنات والمستظرفات، وجميل القواعد وحَسَنِ العقائد فتقول له مثلًا:
الله في السماء
ليس بذي خفاء
فافهمه واعلمنْهُ
يا حَسَنَ الرُّوَاء
أو تقول:
محمَّدٌ نبينا
ودينَه رَضِينا
بأمرِه هُدِينا
وحسبُهُ أمينا
قلت: وهاتان من نظمي، بلغني الله وإياكم معالي الدرجات، في أعالي الجنات. وألهم نساءَ المسلمين البرَّ والتقوى والعملَ بما يرضى.
وصلى الله وسلم على نبينا ومولانا محمد وعلى وصحبه وسلم.
والله أعلم.
كتبه أخوكم/ أبو قتادة وليد الأمويُّ.
[1] ( http://www.akssa.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftnref1) - الشيخ والقيصوم نبتان، وفي المعجم الوسيط:" يقال: [فلان يمضغ الشيح والقيصوم] لمن خلصت بدويتُهُ"انتهى
[2] ( http://www.akssa.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftnref2) - من الغلو: وهو تجاوز الحد.
[3] ( http://www.akssa.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftnref3) - الأمالي له.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 12 - 09, 11:26 م]ـ
جزاك الله خيرًا , ورحم الله من ذكرت , أما الآن فاختلف الأمر إلا من رحم الله.
فأصبحت الأم تهدهد ابنها بكلمات لا تنفعه في دنيا ولا في آخرة , إضافة إلى عاميتها المفرطة , ومن هذا:
دوها يا دوها
والكعبة بنوها
سيدي سافر مكة
راح يجيب كعكة
والتسعة زعلانة
والعشرة فرحانة
حط الإيد على إيد
تطلع عشرة بالتأكيد
!!!!!!!!!!
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[11 - 12 - 09, 11:31 م]ـ
لعل إخواننا يمدوننا بالخلفية العلمية والنفسية للطفل من الكلمات الأولى التي يستمع إليها ... وحبذا لو كتب أحد أهل العلم والمربين عما ينصح بإسماعه للطفل بعيد ولادته وحتى كبره النوعي ....
والله الموفق لكل خير.
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[12 - 12 - 09, 12:14 ص]ـ
أظن الآن يتركونهم قنوات السبايستون والأمبيسي ثري تهدهدهم
مع احترامنا لقناة طيور الجنة لانها الأفضل من بين الآخرين
فيه وسائل ترفيه تباع في الأسواق بها خاصية هدهدة الأطفال تحرك الطفل ببطء وتصدر أصواتا
وكأن التكنولوجيا تريد أن تزحزح الجميع من أماكنهم
ـ[شريف المنيري]ــــــــ[12 - 12 - 09, 12:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع مهم جدا وكان من اللممكن اضافة التحذير من تعريض الأطفال لقنوات الأطفال التى لاهم لها الا ترك الطفل فاغرا فاه امامها وللأسف انا صاحب تجربة معها بعد أن حفظابني وهو في عمر سنة ونصف أوائل سورة الرحمن من اخواته خلال حفظهن والفاتحة تركناه للأسف فريسة لها فنسي حتى الكلام ونبهنا طبيب والحمد لله بدأنا فى استعادة الكلام الصحيح
الحذر الحذر منها
¥