[من قصص العرب]
ـ[وليد]ــــــــ[17 - 12 - 09, 01:10 ص]ـ
قال الأصمعي:
كان بشر بن مروان شديداً على العصاة فكان إذا ظفر بالعاصي أقامه على كرسيٍّ وسمر كفيه في الحائط بمسمار ونزع الكرسيّ من تحته فيضطرب معلقاً حتى يموت
وكان فتى من بني عجل مع المهلب وهو يحارب الأزارقة وكان عاشقاً لابنة عم له
فكتبت إليه تستزيره
فكتب إليها:
لولا مخافة بشرٍ أو عقوبته ... أو أن يشد على كفيّ مسمار
إذاً لعطّلت ثغري ثم زرتكم ... إن المحب إذا ما اشتاق زوّار
فكتبت إليه:
ليس المحبّ الذي يخشى العقاب ولو ... كانت عقوبته في إلفه النار
بل المحب الذي لا شيء يمنعه ... أو تستقر ومن يهوى به الدار
فلما قرأ كتابها عطّل ثغره وانصرف إليها وهو يقول:
أستغفر الله إذ خفت الأمير ولم ... أخش الذي أنا منه غير منتصر
فشأن بشر بلحمي فليعذبه ... أو يعف عفو أمير خير مقتدر
ما أبالي إذا أمسيت راضيةً ... ياهند مانيل من شعري ومن بشري
ثم قدم البصرة فما أقام إلا يومين حتى وشى به واشٍ إلى بشر فقال: عليّ به
فأُتى به فقال: يا فاسق عطّلت ثغرك هلموا الكرسي
فقال: أعز الله الأمير إن لي عذراً.
فقال: وما عذرك؟
فأنشده الأبيات فرّق له وكتب إلى المهلب فأثبته في أصحابه.
ـ[وليد]ــــــــ[17 - 12 - 09, 01:11 ص]ـ
وفد ذات يوم رجل يدعي: (فرعون بن سلكة)
علي (الحجاج بن يوسف الثقفي)
فقال له:
أصلحك الله أيها الأمير أصغ سمعك واغضض عني بصرك فان سمعت خطأ فلك أن تعاقب ما تهيأت لك سبل العقاب وإن سمعت مني غير ذلك فلك أن تنصفني من الظالمين.
قال الحجاج: قل أسمع.
قال الرجل: جنى قريب لي لا سلطان لي عليه جناية فأمر وكيلك بهدم منزلي وقطع عني رزقي ووضع اسمي ضمن قوائم الخارجين.
قال الحجاج: هيهات أما سمعت قول الشاعر:
جانيك من يجني عليك وقد ... تعدي الصحاح مبارك الجرب
ولرب مأخوذ بذنب عشيرة ... ونجا المقارف صاحب الذنب
فلما سمع المظلوم ذلك أسرع قائلا: إنك يا حجاج تذكر قول شاعر ((والشعراء يتبعهم الغاوون)) وتنسي قول الله الذي ((لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ))
قال الحجاج: وما ذاك؟
قال الرجل: إنك لم تقرأ قول الله تعالي:
((قالوا ياأيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون))
فلما قرئت الآية وسمعها الحجاج دعا بالقائم علي رفع المظالم ثم قال له افكك لهذا عن اسمه واصكك له بعطائه وابن له منزله ومر مناديا ينادي في الناس:
صدق الله و كذب الشاعر وغفل الحجاج.