تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الإنسانية في مناحي الإصلاح البشري فما كان يصح أن يقال هذا في دين الإسلام بحال من الأحوال لأنه دين عقيدة وعمل وعبادة وقيادة وعلم وخلق وحكم وعدل ورحمة وحق ومصحف وسيف ودنيا وآخراه ومن كان في ريب فليسأل التاريخ عن جليل الآثار التي تركها الحكم الإسلامي الصالح في أتباعه ومن انضوى تحت لوائهم من الأقليات الأجنبية على اختلاف أديانهم ومذاهبهم الطائفية بل ليسألوا العالم وأحداثه والدهر وتصاريفه أي الحكمين كان أنجح في تربية الأفراد وأنجع في إصلاحات الجماعات وأهدى سبيلا في الاعتدال والاستدلال أحكم السماء أم حكم الأرض وقانون الخالق أم قوانين الخلق وتشريع العليم الحكيم المنزه عن الغرض والهوى أم تشاريع الإنسان القاصر النظر والاطلاع المتأثر بطغيان الغرائز وجموح القوى (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) المائدة 49 - 50 وإن لم يكفهم هذا فليسألوا المنصفين من مشاهير الغرب كغوستاف لوبون الفرنسي وبرناردشو الانجليزي وأمثالهما من الذين درسوا الإسلام وبحثوه ثم حكموا له وأنصفوه وأطروه وامتدحوه والفضل ما شهدت به الأعداء ولنمسك القلم عن الجولان في هذا الميدان فالكلمة هنا للتصدير والتنوير لا للمقارنة والتنظير وحسبنا أن نردد قول الشاعر العربي

ملكنا فكان العفو منا سجية ... فلما ملكتم سال بالدم أبطح

فحسبكمو هذا التفاوت بيننا ... وكل إناء بالذي فيه ينضح

خامسها أن أنفخ الروح من بوق هذا الكتاب في الكرام القارئين لا سيما طلابي الأعزاء الذين هم على وشك النزول إلى ميادين الدعوة والإرشاد فأوقظ همما أخاف أن تكون قد نامت وأحيي عزائم معاذ الله أن تكون قد ماتت والروح هي كل شيء هي القوة الدافعة وهي الحياة الرائعة والروح الصحيحة لا توجد إلا في القرآن بل الروح الصحيحة هي القرآن (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا) الشورى 52، إن الإسلام لا يريد من المسلم ولا يرضى له أن يكون هيكلا جامدا ولا أن يكون تمثالا هامدا فإن الإسلام عدو الهياكل والجمود خصيم التماثيل والهمود إنما يريد الإسلام أن يكون المسلم روحا يبعث الروح وحياة يملأ الدنيا حياة ورسولا من رسل السلام والرحمة والنجاة أجل ويريد الإسلام أن يكون أهل العلم من أتباعه أصحاب همم علية ونفوس أبية لا يشترون بعهد الله ثمنا قليلا ولا يريدون بعلمهم عرض هذا الأدنى إنما همهم وراثة الأنبياء في إصلاح العالم وتبليغ دعوة الإسلام على وجهها لطبقات الخلق وتنفيذ أحكام الله في الأقضية وسائر شؤون الحكم (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) التوبة 122، وهنا في هذه الآية الحكيمة تتجلى رسالة العالم والطالب ويا لها من رسالة ثم يا لها من أمانة نسأل الله السلامة والإعانة" مناهل العرفان م1ص6

و بعد ..

فما من كتاب كامل غير كتاب الله تعالى، لذلك أود تنبيه طالب العلم هنا إلى أمر مهم في هذا الكتاب القيم و هو كون مؤلفه أشعري العقيدة، و يتكلم على عقيدة السلف في الأسماء و الصفات كلاماً سيئاً في كتابه هذا، و على الأخص في موضوع المحكم و المتشابه، و قد رد عليه الشيخ خالد السبت في رسالته الموسومة بـ (كتاب مناهل العرفان للزرقاني دراسة وتقويم) و هي رسالة ماجستير، بين فيها الشيخ السبت أخطاء المؤلف في باب الاعتقاد، يقول الشيخ السبت: "كتاب مناهل العرفان من أهم وأشمل ما كتب في هذا الفن، فإن مؤلفه - وإن لم يستوعب جميع أنواع هذا العلم - فقد أحاط بالضروري منها في أسلوب رفيع، وترتيب بديع مع إضافات مهمة، لكن علم البشر لا يسلم من النقص وقد أخذ على المؤلف تقريره لمذهب الأشاعرة في عامة المواضيع الَّتي لها علاقة بالاعتقاد، و تأثره بالتصوف في بعض عباراتهم، وإثارته الشبه محاولاً الرد عليها. والكتاب يحتاج إلى توثيق ونسبة كثير من نقوله إلى مصادرها الأصلية، وتحرير وإعادة صياغة كثير من التعريفات الَّتي يوردها المؤلف"

كما رد عليه العديد من المشايخ و طلاب العلم غير الشيخ السبت.

و بالجملة فكتاب مناهل العرفان من الكتب القيمة جداً في باب علوم القرآن إذا اتقيت أخطاء المؤلف في باب المحكم و المتشابه خاصة في حديثه عن صفات الله تعالى.

أرجو أن أكون وفقت في نقل رؤية صحيحة و مختصرة عن كتاب مناهل العرفان.

ـ[أ. د.عبد الفتاح خضر]ــــــــ[25 - 11 - 08, 01:28 ص]ـ

رحم الله الشيخ الزرقاني وأسكنه فسيح جناته، وقبله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

ـ[عبد الحميد شاهين]ــــــــ[25 - 11 - 08, 09:00 ص]ـ

رحم الله الشيخ الزرقاني وأسكنه فسيح جناته، وقبله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

آمين ..

رحمه الله تعالى و غفر لنا و له.

تشرف بكم الموضوع استاذنا الفاضل، جزاكم الله كل خير و أحسن إليكم و نفع بكم الإسلام و المسلمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير