ليس فعل وليس حرفًا.
ـ[عبد العزيز غريب]ــــــــ[20 - 12 - 09, 12:42 ص]ـ
ذهب ابن السرّاج وتلميذه أبو علي الفارسي وأبو بكر بن شقير إلى أن ليس حرف وليس فعلاً بينما ذهب الجمهور إلى أن ليس فعل وأورد الشيخ محيي الدين عبد الحميد أن رأي الجمهور هو الرأي الراجح.
ومن حجج الجمهور أن ليس تقبل تاء التأنيث الساكنة وتاء الفاعل، كما وأنها -ليس- لا تدل على الحدث ولكن هذا ليس بأصل الوضع بل هو طارئ وعارض بسبب دلالتها على النفي، والمعتبر إنما هو بأصل اللغة.
والسؤال هو ما هو الأصل الذي وضعت له ليس والذي كان يدل على الحدث؟
ـ[عبد العزيز غريب]ــــــــ[20 - 12 - 09, 10:50 ص]ـ
أين أهل النحو؟
ـ[أمين يوسف الأحمدي]ــــــــ[21 - 12 - 09, 01:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الذي يظهر لي والله أعلم أن قوله: ليس بأصل الوضع ليس عائدا على "ليس" خصوصا وإنما على عموم الأفعال لأن الأصل فيها إنما هو الدلالة على حدث وزمن فإذا طرأعليها طارئ من معنى أو بناء أخرجها عن هذا الأصل إلى أن تنفردبالدلالة على الحدث دون الزمن كما هو حال الافعال الناقصة -و"ليس" أحدها- نحو كان وأصبح وأضحى وغيرها وهذا هو وجه النقصان فيها كما هو معلوم-إن شاء الله-
هذا ظني في المسالة والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[ياسين المالكي]ــــــــ[22 - 12 - 09, 11:43 ص]ـ
قال الشيخ الدقر في معجمه:
" لَيْسَ: فِعْل جَامد مَعْنَاه النَّفي وتأتي في ثلاثة أغراض:
(1) تَعمل عَمَل كان، وأَحْكامُها كأحْكامِها إلاَّ في أشْياءَ منها: أنَّه لا يَجُوزُ أنْ يَتَقَدَّمَ خَبَرُها عَلَيْها ومِنْها: زِيادَةُ البَاءِ في خَبرِها بكثرةٍ نحو {أَلَيْسَ اللّهُ بكافِ عَبْدَهُ} (الآية "36" من سورة الزمر "39").
(=كان وأخواتها).
والمَعْطُوفُ على خَبرِ ليس المُلْتبس بالباء الزائدة فيه وجهان:
النَّصْبُ على المَوضع نحو "ليس زَيدٌ بِجَبَانٍ ولا بَجِيلاً" فبخيلاً مَعْطُوفٌ على مَوضِعِ جَبانٍ، وهو النَّصْب، لأنَّه خبرُ "ليس" ونحو "ليسَ زيدُ بأخِيكَ ولا صَاحِبَكَ" بالعَطفِ على المَوْضِع، والوَجْهُ - كا [كما؟؟] يقول سيبويه - الجرُّ، لأنك تريدُ أنْ تُشرِكَ بينَ الخَبَريْن، وأَنْ يكونَ آخِرُه على أَوَّلِه أَوْلى، لِيَكونَ حَالُهُما في الباء سَواءً.
ومما جَاء في الشِّعر في العَطْفِ على المَوْضِع قولُ عُقَيبةَ الأسدي:
مُعاوِيَ إنَّنا بَشَرٌ فأسجِحْ * فلَسْنا بالجبالِ ولا الحدِيدَا
(أسْجح: أرْفِق، وقد رُدَّ على سيبويه رواية البيت بالنصب، لأن البيت من قصيدة مجرورة معروفة وقال الشنتمري: "وسيبويه غير متهم فيما نقله رواية عن العرب، ويجوز أن يكون البيت من قصيدة منصوبة غير هذه المعروفة").
ويجوزُ في لَيْس أنْ يكونَ اسمُها ضميرَ الشَّأن، (=ضمير الشأن). يقولُ سيبويه: فمن ذلك قولُ بعضِ العرب: "ليسَ خَلَقَ اللّهُ مِثلَه" فلَوْلا أنَّ فيه إضْماراً - وهو ضَمِير الشَّأن - لم يَحُز أنْ تَذْكُرَ الفِعْل ولم تُعْمِله في الاسم، ولكِنْ فيه من الإضْمار مثلُ ما في إنه نحو "إنه مَنْ يَأْتِنا نَأتِه". قال الشاعر وهو حُميدُ الأرْقَط:
فأصْبَحُوا والنَّوَى عَالِي مُعَرَّسِهِم * ولَيْسَ كُلَّ النَّوى تُلْقِي المساكينُ
(المعرَّس: المنزل ينزله المسافر آخر الليل، يريد: أكلوا تمراً كثيراً وألْقَوا نواه، ولشدة جوعهم لم يُلقوا كل النوى).
أَرَادَ: وَلَيْسَ تُلْقِي المساكين كلَّ النَّوى، فاسمُ لَيْسَ ضميرُ الشَّأْنَ لأنَّ كلَّ مَفْعُولٌ لِتُلْقِي. ومِثْلُه قولُ هِشَام أَجِي ذِي الرُّمَّة:
هِي الشَّفَاءُ لِدَائِي لَو ظَفِرتُ بها * ولَيْسَ مِنْها شِفَاءُ الدَّاءِ مَبْذُولُ
(2) تَأْتي أَدَاةً للاسْتِثْنَاء، والمُسْتَثْنى بها وَاجِبُ النَّصْب، لأنَّه خَبرُها، واسْمها ضميرٌ مُسْتَتِر وُجُوباً يَعُودَ على اسمِ الفَاعِل المَفْهوم مِنْ فِعْلِه السَّابِق، فإذَا قُلْنَا "قَامَ القومُ ليسَ بَكْراً" يكونُ التقدير ليسَ القَائِمُ بَكْراً.
وعندَ الخَليل - كما يَقُولُ سيبويه - قد تَكونُ "لِيْسَ" ومَا بَعْدها صِفَةً وذَلِكَ قولُكَ ما أَتَاني أَحَدٌ لَيْسَ زَيْداً" يقول سيبويه: ويَدُلُّك على أَنَّه صِفَةٌ أنَّ بعضَهم يقول: "ما أتَتْنِي امْرَأَةٌ لَستْ فُلاَنَةً" فَلَوْ لَمْ يَجْعلوه صِفةً لم يُؤَنَّثُوه.
(3) تأتي عاطفة (هذا عند البغداديين، وعند غيرهم وهم أكثر النحاة: ليست حرف عطف). وتقتضي التَّشْريكَ باللَّفظ دُونَ المعنى لأنَّ المعنى يَنفي فيها مَا بَعْدها ما ثَبَتَ لما قَبْلَها، وعلى ذلك قولُ لَبِيدِ بنِ رَبيعَة العَامِري يحُثُّ على المُكافَأة:
وإذا أُقْرِضْتَ قَرْضاً فَاخْزِه * إنَّما يَجْزي الفَتة ليْسَ الجَمَلْ
(والجمل في البيت اسم ليس، وخبرها محذوف أي ليس الجمل جازياً).
* لَيْسَ غَيْرُ وليس إلاَّ: إذا وَقَعَ بعد "لَيْسَ" "غير" وعُلِم المضافُ إليه جاز ذكْرُه، نحو "أخَذْتُ عَشْرَةَ كُتُب ليسَ غَيْرُها" (برفع غيرها اسماً والخبر محذوف أي ليس غيرها مأخوذاً، أو بالنصب على حذف الاسم أي ليس المأخوذ غيرها)، وجاز حَذْفُهُ لَفظاً، فَيُضَم بغَيرِ تَنْوين فتقول: "دَعَوْتُ ثَلاَثَةً ليس غيرُ" على أَنَّها ضَمَّةُ بناء لأنها كـ "قَبْلُ" في الإبهام، فهي اسم ليسَ أو خبرها،
ومثلُها: لَيْسَ إلاَّ - كما يقول سيبويه - كأنَّه يقول: ليسَ إلاَّ ذاك، ولكنهم حَذَفُوا ذَاك تَخْفِيفاً واكتِفَاءً بعِلْم المُخَاطَب، وكِلاَهُما مَحْذوفُ الخَبَر، التَّقدير: ليسَ إلاَّ ذاكَ حَاضِراً."