تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كتب التفسير و علوم القرآن ثقيلة!]

ـ[عبد الحميد شاهين]ــــــــ[26 - 11 - 08, 12:59 م]ـ

اعتدت في أوقات معينة - كما هو حال أكثر طلاب العلم - التجول في شارع ( ... ) المليء بالمكتبات و دور النشر في بلد إقامتي، و كنت أبحث دائماً عن كل جديد، بل و عن كل قديم كذلك في باب التفسير و علوم القرآن.

دخلت يوماً إلى إحدى المكتبات و سألت البائع عن بعض العناوين المهمة، رد الرجل عند سؤاله عن أول ثلاثة أو أربعة عناوين بقوله: متأسف .. ليس عندنا، و لما واصلت سؤاله أخذ يجيب عن كل عنوان بهز رأسه ذات اليمين و ذات الشمال بنفي وجود ما كنت أسأل عنه.

و استمر الحال كذلك لبضع دقائق، أنا أسأل و هو يهز رأسه (ابتسامة) ...

ثم قاطعني قائلاً: هل كل ما تبحث عنه في التفسير و علوم القرآن؟!!

قلت: نعم ..

فأجاب: في الحقيقة أخي نحن لا نجلب كتب التفسير و علوم القرآن إلى المكتبة إلا في حال التوصية و الطلبات الخاصة!!

قلت متعجباً: و لمَ ذلك؟ إنما جُعِلَت المكتبة ليوفر أصحابها فيها الكتب في شتى العلوم، و أنتم سميتم مكتبتكم هذه بمكتبة ( ... ) الإسلامية، و أصل العلوم الإسلامية هو القرآن و ...

قاطعني: عفواً .. و لكن كتب علوم القرآن ثقيلة ..

قلت: ثقيلة؟!!!!!!!!

قال: نعم .. ثقيلة، فكتب من قبيل كتب الرد على الرافضة أو الصوفية أو سائر أهل الضلال نبيع منها كل شهر أكثر من ألف نسخة، بينما كتب كالبرهان للزركشي أو النشر لابن الجزري لا تباع منها نسخة واحدة أحيانا على مدى شهر كامل، نعم .. هناك من يسألنا عن تفسير ابن كثير لذلك جلبنا منه عدداً من النسخ، أما باقي كتب علوم القرآن فهي كما قلت لك ثقييييلة.

و لقد رأيت بعد ذلك ما يشبه الاتفاق بين باعة الكتب على هذه الفكرة: (كتب التفسير و علوم القرآن ثقيلة).

قلت في نفسي حينها: بلى و الله إنها لثقيلة، و كيف لا تكون ثقيلة و هي تتعلق بالقول الثقيل؟ ..

قال ابن كثير رحمه الله: وقوله تعالى: {انا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً} قال الحسن وقتادة: اي العمل به، وقيل: ثقيل وقت نزوله من عظمته، ... و روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها (أن الحارث ابن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ قال: "أحياناً يأتيني مثلُ صلصلة الجرس - وهو أشده عليَّ - فيفصم عني وقد وعيت ما قال، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي عنه ما يقول"، قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقاً)

نعم .. علوم القرآن - تبعاً لذلك - ثقيلة على النفوس التي لا تنشد المعالي، و كتب علوم القرآن بالتالي ثقيلة على نفوس الباعة لقلة طالبيها، أو قل - إن شئت - لقلة طالبي المعالي.

لقد أشر ذلك عندي في حينه قلة أو عدم اهتمام طلبة العلم بأصل العلوم و هو علم القرآن،

يقول السيوطي رحمه الله في مقدمة الاتقان:

" ... وإن كتابنا القرآن لهو مفجر العلوم ومنبعها ودائرة شمسها ومطلعها أودع فيه سبحانه وتعالى علم كل شيء"

كانت هذه القصة قد وقعت في بداية القرن الخامس عشر (1404 - 1405) و كان طالب العلم الذي يود الحصول على كتاب في علوم القرآن عندنا يشقى حتى يحصل عليه، و كنا أحياناً نستعير الكتب من بعض المشايخ ثم نقوم بنسخها على أجهزة الاستنساخ، و كانت بذلك تكلف أضعاف ثمنها.

أما اليوم فقد تغير الأمر على ما أظن، و أرجو أن يكون ظني في محله، لقد رأيت و لله الحمد اهتماماً طيباً بعلوم القرآن من خلال ازدياد عدد رسائل الماجستير و الدكتوراه المتعلقة بهذا الفن التي يتم مناقشتها سنوياً ازدياداً كبيراً ..

لكنني لا زلت أرى أن الاهتمام بعلوم القرآن دون المستوى المطلوب.

فمن من الإخوة هنا يوافقني و من يخالفني؟

إني لأرجو صادقاً أن يكون عدد المخالفين هو الأكبر.

ـ[اسامة عبد الرافع]ــــــــ[26 - 11 - 08, 10:10 م]ـ

أخي الكريم:

الحمد لله الكتب حول القرآن وتفسيره وعلومه المختلفة من قراءات وإعراب وإعجاز وناسخ ومنسوخ وأسباب نزول و و 000متوفرة في المكتبات المنتشرة في العالم الإسلامي.

كما أيضا جهود العلماء وطلاب العلم في القرآن وعلومه تشكر ويحمدوا عليها في إخراج المخطوطات المتنوعة في علوم القرآن المختلفة إلى عالم الطباعة والتحقيق.

ولا يعني أنك في عدم وجودك كتب في علوم القرآن أن ذلك سببه قلة الكتب في هذا الموضوع , ولكن راجع هذا إلى سوق العرض والطلب لدى القراء , للأسف هذه الأيام يبحثوا القراء عن الكتيبات والرسائل الموجزة , ولا يتطلعوا إلى المجلدات والأجزاء , فهمة العلماء السابقين ذهبت ولا حول ولا قوة إلا بالله , وأرى أنا هذه المشكلة ليست في كتب القرآن وعلومه بل ينطبق على بقية كتب العلم المختلفة من حديث وفقه وغيرها , فقراء اليوم يبحثوا عن لغة العصر والايجاز والاختصار والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير