ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[09 - 02 - 10, 09:26 ص]ـ
وَارْفَعْ بِوَاوٍ وَبِيَا اجْرُرْ وانْصِبِ ... سَالِمَ جَمْعِ عَامِرٍ وَمُذْنِبِ
وَشِبْهِ ذَيْنِ .................. ... ............................. .
هذا الباب الثالث مما يعرب بالحروف، وهو جمعُ المذكرِ السالمِ. وتعريفه: اسم دال على أكثر من اثنين بزيادة في آخره. صالح للتجريد، وعطف مثله عليه.
وحكمه: الرفع بالواو نيابة عن الضمة. نحو: أفلح الآمرون بالمعروف. والنصب والجر بالياء. نيابة عن الفتحة والكسرة. نحو: شجعت الآمرين بالمعروف. سلمت على الآمرين بالمعروف.
والذي يجمع جمع مذكر سالم نوعان: أحدهما (الجامد) والآخر (الصفة)، فإن كان الاسم جامداً فيشترط لجمعه خمسة شروط:
1) أن يكون علماً.
2) أن يكون لمذكر.
3) أن يكون لعاقل.
4) أن يكون خالياً من تاء التأنيث الزائدة.
5) أن يكون خالياً من التركيب.
ومن الأمثلة الجامعة للشروط: فاز العليون. هنأت العليين. مررت بالعليين.
وإن كان الاسم صفة فيشترط في جمعه ستة شروط:
1) أن تكون الصفة لمذكر.
2) أن تكون الصفة لعاقل.
3) أن تكون خالية من التاء.
4) ألا تكون الصفة على وزن (أفعل) الذي مؤنثه (فعلاء) بخلاف: أخضر.
5) ألا تكون الصفة على وزن (فعلان) الذي مؤنثه (فعلى) بخلاف: سكران.
6) ألا تكون الصفة مما يستوي فيه المذكر والمؤنث. بخلاف: صبور، وجريح.
ومن الأمثلة الجامعة للشروط: أفلح المستغفرون، أثاب الله المستغفرين. أثنى الله على المستغفرين.
وهذا معنى قوله (وارفع الواو. . . إلخ) أي: ارفع بالواو ونيابة عن الضمة، واجرر بالياء نيابة عن الكسرة، وانصب بها- أيضاً-، نيابة عن الفتحة وقوله: (وبيا) منصور للضرورة، متعلق بـ (أجرر) مقدم عليه، وقوله: (سالمَ جمع ِ/ من إضافة الصفة إلى موصوفها، والأصل جمع عامر ومذنب السالم، وأشار بـ (عامر) إلى العلم، وبـ (مذنب) للصفة، واكتفى بهما عن الشروط طلباً للاختصار، وبـ (شِبْهِ ذين) إلى ما أشبههما من كل علم وصفة بالشروط المذكورة.
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[11 - 02 - 10, 08:29 ص]ـ
............ وَبِهِ عِشْرُونا ... وَبَابُهُ أُلْحِقَ وَالأَهْلُونَا
أُولُو وَعَالَمُونَ عِلّيُّونَا ... وَأَرَضُونَ شَذَّ وَالسِّنُونَا
وَبَابُهُ وَمِثْلَ حِينٍ قَدْ يَرِدْ ... ذَا الْبابُ وَهْوَ عِنْدَ قَوْم يَطَّرِدْ
الملحق بجمع المذكر السالم: هو ما فقد وصفاً أو شرطاً مما يجب تحققه في الجمع.
وأشهر هذه الملحقات:
1) كلمات مسموعة تدل على معنى الجمع. ولا مفرد لها من لفظها ولا من معناها، وهي عشرون وثلاثون إلى تسعين.
2) كلمات مسموعة لم تستوف بعض الشروط. مثل (أهل) فقالوا فيها: أهلون، كما قال الشاعر:
وما المال والأهلون إلا ودائع ... ولابد يوماً أن ترد الودائع
فجمعوها مع أنها ليست علماً ولا صفة.
3) كلمات مسموعة تدل على معنى الجمع. ولا مفرد لها من لفظها. مثل كلمة: (أولو). لفظة (عالمَون) فإن مفردها (عَالَم) وهو اسم لما سوى الله تعالى، وليس بعلم ولا صفة، فهي ملحقة بالجمع.
4) كلمات من هذا الجمع المستوفي للشروط أو مما ألحق به سمي بها المفرد، وصارت أعلاماً، فمثال الأول المستوفي للشروط: خلدون، زيدون، ومثال الثاني: علِّيُون. (اسم لأعلى الجنة) له مفرد (عِليّ) وهو المكان العالي، ولكنه لغير العاقل، فأُعرب جمعه إعراب جمع المذكر السالم.
5) كلمات مسموعة: لها مفرد من لفظها. وهذا المفرد لا يسلم من التغيير عند جمعه هذا الجمع. فهو من جموع التكسير، ولكنها ألحقت بجمع المذكر السالم في إعرابها بالحروف مثل: أرضون. وسنون. وبابه. فكلمة (أَرَضون) بفتح الراء. مفردها (أرض) بسكون الراء، فتغير بناء المفرد في الجمع، ثم إنه مفرد لمؤنث غير عاقل. وليس بعلم ولا صفة.
وكلمة (سِنون) مكسورة السين في الجمع. مفتوحتها في المفرد، وهو (سَنة) ثم إنه مفرد مؤنث لغير العاقل. وليس بعلم ولا صفة.
والمراد بباب سنين: كل اسم ثلاثي حذفت لامه وعوض عنها تاء التأنيث المربوطة، ولم يعرف له عند العرب جمع تكسير معرب بالحركات مثل: (عِضة) بمعنى كذب وافتراء، وجمعها (عِضون) بكسر العين فيهما. وأصل المفرد: عِضَوٌ. فهو اسم ثلاثي حذفت لامه، وهي (الواو) وعوض عنها هاء التأنيث. وليس له جمع تكسير.
وإعراب (سنين وبابه) إعراب جمع المذكر السالم، هو لغة من لغات العرب، ومنهم من يعربه بحركات على النون منونة غالباً، ويلتزم الياء في جميع الأحوال. فيقول: هذه سنينٌ مجدبةٌ. وأقمت عنده سنيناً. ودرست النحو خمسَ سنينٍ.
ومن العرب من يجري هذا الإعراب – وهو الإعراب بالحركات مع النون ولزوم الياء – في جميع أنواع جمع المذكر وما أُلحق به إجراء له مجرى المفرد. نحو: جاء معلمينٌ. وكلمت معلميناً. وسلمت على معلمينٍ. ونقول في جمعٍ مسمى به: هذا محمدينٌ، ورأيت محمديناً. ومررت بمحمدينٍ.
وهذا معنى قوله: (وبه عشرونا. . . إلخ) أي: أُلحِقَ عشرون وبابه – والمراد به أخوات عشرين إلى تسعين – ألحق بجمع المذكر في إعرابه، والأصل: أُلحقا، لكنه حذف الألف على إرادة: ما ذُكر، وكذلك ألحق أهلون وأولو وعالمون وعليون، والألف في (عشرونا) وما بعد، للإطلاق.
ثم قال: عن لفظ (أرضون والسنون وبابه شاذ) ()، وإنما صرح بشذوذ هذين مع أن جميع الملحقات بجمع المذكر السالم شاذة – ما عدا النوع الرابع – لأن الشذوذ فيهما أقوى، لفقد كل منهما أكثر الشروط. فكلاهما اسم جنس – مؤنث. وغير عاقل. ولم يسلم مفرده عند الجمع، ثم بين أن سنين وبابه. قد يعرب إعراب (حين) فتلازمه الياء والنون. وتظهر الحركات على النون منونة غالباً. وأن من العرب من يطرد هذا الإعراب في كل جمع مذكر سالم، والمُطَّرد: وصف لما وقع له الاطراد والتتابع وعدم التخلف، ويقابله الشاذ.
¥